أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم الأحد أن وفداََ من جهاز المخابرات العامة المصري برئاسة محمود السيسي ( نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) زار إسرائيل قبل ساعات على خلفية جولة التصعيد الجديدة جراء استفزازات سلطات الاحتلال الاسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” وإذاعة صوت إسرائيل “مكان” يوم الأحد 17 أبريل/نيسان 2022 إن وفداً من المخابرات المصرية على رأسه محمود نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصل إلى إسرائيل في الساعات القليلة الماضية.
ونقلت قناة ( i24 ) التليفزيونية الإسرائيلية عن مصادر مصرية قولها إن محمود السيسي بصفته مسؤول ملف الاتصالات مع اسرائيل في المخابرات العامة المصرية وصل تل أبيب برفقة مسؤوليْن مصريين آخرين، اليوم الأحد للمرة الثانية خلال أقل من 48 ساعة في زيارة “خاطفة” تستهدف قيادة جهود الوساطة المباشرة في ظل التصعيد الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي يهدد بانفجار الوضع في قطاع غزة مجددا.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بدورها، قالت إن محمود السيسي النجل الأكبر للرئيس المصري، والمسؤول عن ملف إسرائيل في المخابرات العامة المصرية، جاء في زيارة خاطفة لإسرائيل مع وسيطين آخرين، لم يذكر اسميهما أو منصبيهما، وذلك لتسريع وتيرة المفاوضات غير المباشرة الإسرائيلية الفلسطينية ونزع فتيل التصعيد.
ينخرط النظام المصري فى مباحثات خلف أبواب مغلقة مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لتبادل الرسائل بين الجانبين في محاولة لتهدئة الموقف الذي انفجر عقب اقتحام شرطة الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة فجر يوم الجمعة الماضي.
كما نشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية خبرا عن زيارة محمود السيسي لإسرائيل مشيرة إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولتا، قام بدوره بزيارة خاطفة الى مصر مساء أمس السبت، وبالتالي يصبح التسلسل كالتالي: محمود السيسي في اسرائيل الجمعة ثم إيال حولتا في مصر السبت، ثم اليوم الأحد يزور السيسي الإبن اسرائيل مجددا.
ولفتت مصادر i24 إلى وجود “مؤشرات إيجابية” تؤكد أن الأمور تتجه نحو التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بفضل الوساطة المصرية، فيما أوضحت أن المخابرات المصرية خاضت جولة مفاوضات “قاسية” مع قادة حركة حماس في غزة، وفي الخارج، قبل أن تنتقل للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
كما كشفت يديعوت أحرونوت إلى أن الجانب المصري هدّد “حماس” بأنه في حال لم تهدأ أوضاع الضفة، والمواجهات المستمرة ضد الاحتلال في القدس، فإن أعمال إعادة الإعمار التي ترعاها مصر ستتوقف، ولن يتم إدخال عمال مصريين إلى غزة، أو إدخال مواد بناء للقطاع.
وأكدت الصحيفة اليمينية المتطرفة في اسرائيل أن إطلاق العديد ممن اعتقلتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي الجمعة في المسجد الأقصى، جاء بضغوط من المخابرات المصرية والوفد الذي قاده محمود السيسي، حسب زعمها.
كما تحدثت الصحيفة عما وصفته بدفء يتنامى ببطء في العلاقات المصرية الإسرائيلية حالياً، مشيرة إلى عشرات آلاف السياح المستوطنين الذين يقضون إجازاتهم في شرم الشيخ في سيناء.
ووفقا لهيئة البث العامة الاسرائيلية ( كان) فقد توصلت المخابرات العامة المصرية، في اتصالاتها مع حركة “حماس” والحكومة الإسرائيلية، إلى اتفاق بشأن الفلسطينيين المعتقلين لدى الشرطة الفلسطينية خلال المواجهات الأخيرة في الحرم القدسي (ويتجاوز عددهم 400 شخص).
وذكرت القناة أن الجانب المصري طلب من قيادة حماس “ضبط الأوضاع” في قطاع غزة، مبديا مخاوفه من أن أي خطأ قد يؤدي إلى جولة جديدة من الهجمات الصاروخية من القطاع على المدن الاسرائيلية بما في ذلك تل أبيب وهو ما سيدفع الوضع إلى نقطة اللاعودة، حسب تقديرات المصريين.
وقالت المصادر إنّ “القاهرة نقلت أكثر من رسالة تهدئة إسرائيلية إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكذلك إلى عضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى في قطاع غزة”، مضيفةً أنّ “حماس أبلغت الجانب المصري أنّ ما يجرى غير مقبول من جانب الفصائل الفلسطينية وكذلك حماس”.
في السياق نفسه، كشفت قناة الميادين المقربة من النظام الإيراني وفصائل المقاومة الفلسطينية النقاب عن قيام حركة حماس بالتأكيد للمصريين على ضرورة إبلاغ الجانب الاسرائيلي بوجوب إنهاء فكرة التقسيم للمسجد الأقصى، زمانياً ومكانياً، ولاسيما قضية القرابين”.ونقلت المصادر أيضاً أنّ “حماس شددت على أنّ معادلة غزّة والقدس ما زالت قائمة، ولا تراجع عن منجزات معركة سيف القدس”.
كما أبلغت حماس القاهرة بضرورة إفراج إسرائيل بصورة عاجلة عن المعتقلين من المسجد الأقصى في أحداث اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد فجر الجمعة”، وهو ما تحقق جزئيا خلال الساعات الماضية. وبيّنت المصادر أنّ “حماس أكدت أنّ الاحتلال يقرأ الأوضاع بصورة خاطئة فيما يتعلق بقطاع غزة، وأنّ الفصائل وضعت خطوطاً حمراً لا يمكن تجاوزها”.
وأشارت المصادر إلى أنّ “حماس أكّدت أنّ معادلة جنين وغزة قائمة ولا تراجع عنها، وأبلغت أنّ تكرار ما حدث من تدنيس للمسجد الأقصى سيفجّر الأوضاع من جديد، وأنّه لا يمكن فصل غزة عن المعادلة في القدس”.
وأضافت أنّ “فصائل المقاومة الفلسطينية اتفقت على مستويات للرد على الاحتلال، وأنّ أي محاولة للخداع من العدو، فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، ستقلب الطاولة، وأنّ المقاومة تراقب ما يجري في المسجد الأقصى وتتابعه، وأجرت اتصالات ومباحثات مع الوسطاء في هذا الخصوص”.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المسجد الأقصى، فجر الجمعة، وحاولت إفراغه من المصلين بصورة كاملة، الأمر الذي أدّى إلى مواجهات مع شبّان مرابطين فيه، أوقعت ما يقارب 150 إصابة.
جدير بالذكر أن محمود السيسي، الابن الأكبر لعبد الفتاح السيسي وزوجته انتصار عامر، خريج الكلية الحربية المصرية، وهو متزوج من ابنة فريد التهامي رئيس المخابرات العامة السابق، وفي عام 2018 تم تعيين السيسي الابن نائباً للقائد العام للمخابرات، تحت قيادة وزير المخابرات اللواء عباس كامل، الذي يعتبر أقوى رجل في مصر بعد السيسي، وذلك حسبما ذكر تقرير “يديعوت أحرونوت” يوم الأحد 17 أبريل/نيسان 2022.
تزامن وصول محمود السيسي إلى إسرائيل في الوقت الذي قالت فيه شركة الطيران الإسرائيلية “إلعال”، الأحد 17 أبريل/نيسان 2022، إنها سيّرت أول رحلة طيران مباشرة بين مدينة تل أبيب ومنتجع شرم الشيخ المصري جنوب شبه جزيرة سيناء في مصر .
وفي تزامن مشترك مع مساعي مصر لتخفيف حدة الاشتراكات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، فقد حمّلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأحد، إسرائيل، المسؤولية عن تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى، بمدينة القدس.
جدير بالذكر أن صحيفة (انتليجنس أونلاين) Intelligence Online الفرنسية، سبق أن قالت يوم الخميس 3 فبراير/شباط 2022، إن عبد الفتاح السيسي أوكل ملف اسرائيل في المخابرات العامة المصرية إلى نجله الأكبر محمود السيسي، الذي سيعمل إلى جانب مدير جهاز المخابرات (الرصين) عباس كامل، وأن محمود السيسي والفريق الذي يعمل معه سوف يعملون بشكل مباشر مع الرصين عباس كامل.
الموقع الاستخباراتي الفرنسي أشار إلى أن قرار السيسي يوضح الخطط الكبرى التي يضعها الرئيس لابنه، الذي يبدو أنه في طريقه “لتولي دور رئيسي داخل نظام الأمن” في البلاد، الذي تأسَّس منذ عام 2013، على حد قول الموقع.
نجل الرئيس السيسي الذي كان قبل 6 سنوات ضابطاً برتبة رائد، ثم أصبح عميداً بالمخابرات العامة، تردَّد اسمه كثيراً على أسماع المصريين بصفته العقل الذي يدير الأجهزة الأمنية للدولة، ويتحكم في العديد من الملفات الكبرى.
كما أن نشطاء مثل وائل غنيم ومسعد أبو فجر حمّلوه المسؤولية المباشرة عن كثير من الانتهاكات، خاصةً تلك التي شهدتها سيناء.
حسب الصحيفة الفرنسية فقد أثرت زيارة نجل الرئيس المصري، محمود السيسي، الأولى إلى تل أبيب، التي أجراها في 16 يناير/كانون الثاني 2022 بصفته الجديدة، في مضيفيه الإسرائيليين، إذ التقى مدير الموساد ديفيد بارنيع، وزعيم الشاباك رونين بار، ورئيس المخابرات العسكرية “أمان”، أهارون هاليفا، وأثار الرجل الثاني في قيادة المخابرات الموضوع الحساس المتمثل في إعادة تقييم اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978.
الموقع أشار إلى أن مصر ترغب في إقامة منطقة صناعية في شمال سيناء بالقرب من قطاع غزة. وتطرّق أيضاً إلى القضايا العالقة لإعادة إعمار قطاع غزة وتبادل الأسرى.
كما أنه وبمجرد عودته إلى مصر شرع محمود السيسي في تنظيم اجتماع رباعي بين ممثلي مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين، في منتجع شرم الشيخ، لمناقشة المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة.
المصدر: الشادوف+إعلام عبري