• الترويج بأن ( التيار الإسلامي هو الحل ) ، بمعنى أنه الوحيد القادر على مهمة الإصلاح والتغيير بل والتحرير كما يصر البعض ، طرح فيه بعض الإشكاليات والمغالطات ، منها :
•• إسقاط صلاحية وسلامة وجاهزية الإسلام كمنظومة شاملة على الكيانات التي تتبنى هذه المنظومة ، وهي نفس إشكالية إسقاط شمولية الإسلام على شمولية التنظيمات العاملة ، وهذا موضوع بحث علمي وميداني كبير مطروح ومطروق .
•• عدم تدقيق ما هو الإصلاح والتغيير المنشود حتى لا يتم إختزاله في عموميات أو فروع الدنيا والدين بعيدا عن مقاصد الشريعة والمطالب الأساسية في دنيا الناس ودينهم .
•• تجاهل حجم التحديات والمخاطر داخل وخارج المجتمعات العربية والإسلامية فضلا عن التحديات داخل وخارج التنظيمات الإسلامية .
•• تبسيط مدى جاهزية التيار الإسلامي في القيام بمهام الإصلاح والتغيير من وفرة المعلومات وكفاية الكفاءات وتمدد العلاقات وتماسك التحالفات وقد أثبتت التجارب في مصر وتونس والمغرب ذلك .
•• تحميل أحد مكونات المشهد المسؤلية دون غيره مسؤلية إصلاح ما أفسده غيرهم .
•• عدم إعتبار باقي مكونات المشهد وما تملكه من إمكانات وموارد وهي مسؤلة مسؤلية تضامنية دستوريا وواقعيا وإنسانياً .
•• تأكيد التجربة العملية أن عدم شراكة أو إستيعاب وتوظيف بعض المكونات أو اعتبارها بغض النظر عن حجمها وتأثيرها يحولها من شريك في البناء إلى معول للهدم .
•• قد يقول البعض” الإسلام هو الحل” وهذا طرح مقبول شرط أن يقدم لنا أصحاب هذا الشعار الشواهد العلمية والعملية والوسائل الإجرائية والنظم العملية لهذا القول ، لكن القول بأن التيار الإسلامي هو الحل فهذا طرح لم يقل به إلا أصحاب الحماسة تصادما مع الواقع .
•• أصبح من المعلوم من الواقع بالضرورة أن مهمة الإصلاح والتغيير لايقوى عليها فصيل منفرد مهما كانت إمكاناته البشرية والتنظيمية والمادية ، و التجربة خير شاهد ، في مصر والمغرب وتونس وغيرهم .
•• التغيير في التنظيمات الإسلامية لا يتم إلا من داخلها ومن النافذين فيها لا من عموم الأعضاء ولا القواعد .
•• التنظيمات الإسلامية لا تقبل الضغط الداخلي من عموم الأعضاء وان كانت تعمل وفق ضغط تجمعات النافذين فيها ، أيضا من الممكن أن تتجاوب مع الضغط الخارجي الأمني أو الغربي بحجة المصالح الدعوية والسياسة الشرعية .
•• مؤسسات التنظيمات الإسلامية غير فاعلة ومتداخلة الاختصاصات يهيمن عليها جماعات النفوذ والتأثير .
•• الشورى داخل التنظيمات الإسلامية ليست شفافة بل هي موجهة وبخلفيات شرعية ، وظلت تتراجع حتى أطلق عليها البعض مصطلح ” وهم الشورى ” .
•• عضو التنظيمات تابع وموجه أكثر منه ناقد ومفكر ، لذا هي تعتمد على الحشد والتعبئة ضد الخصوم والمنافسين خارج وداخل التنظيم .
•• الخلافات الداخلية للتنظيمات في الغالب لا تصل إلى حلول وبدائل بل إلى شقاق وانشقاق وربما إتهام ورذائل .
•• مسألة الرقابة والمحاسبية لا تحكمها معايير علمية لكنها تخضع لرؤى الأشخاص واللجان الإدارية والعلاقات الشخصية .
•• عندما تعيش التنظيمات الأزمات الداخلية بصفة خاصة في الأفكار و الأشخاص والعلاقات تضيع الدعوة في زحام الأحداث ويكون الحرص على التنظيم مقدم على كل ما سواه هنا تتراجع الدعوة كرسالة وقيم وأخلاق وتبقى الوسيلة التي وجدت أصلا لحمل الدعوة ، نعم تصبح الوسيلة عارية فاقدة القيمة والمفعول .
الدكتور محمد عماد صابر
سياسي وبرلماني مصري
من نواب برلمان الثورة 2012
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية