أخلت جهات التحقيق المصرية، سبيل الداعية السلفي الشيخ محمود شعبان، الأستاذ المساعد في قسم البلاغة في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر ، بحسب تصريحات للمحامي خالد المصري في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وكان شعبان رهن الحبس الاحتياطي، منذ 2019 على ذمة القضية 771 حصر أمن دولة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يخلى فيها سبيل شعبان بعد قضائه فترة في الحبس الاحتياطي، ففي يوليو/ تموز 2016، أخلت محكمة جنايات جنوب القاهرة، سبيل شعبان، و13 آخرين من أعضاء الجبهة السلفية، في اتهامهم بالتحريض على التظاهر.
وكانت النيابة أسندت لهم آنذاك اتهامات بالتحريض على التظاهر يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 خلال فترة التصويت على دستور ما بعد انقلاب 3 يوليو 2013، والانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالسلام الاجتماعي والحقوق والحريات.
واكتسب شعبان شهرة واسعة في مصر، عام 2013، بعد انتشار مقطع فيديو له يروى في أحد البرامج أن فريق إعداد أحد البرامج طلب استضافته لكنه رفض عندما علم أن مقدم البرنامج سيدة، وطلب أن يحاوره رجل، قائلا جملته الشهيرة “هاتولي رجل”.
وعقب اعتقال شعبان في 2014 كتب الناشط عويس عبد الله في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”: “اعتقال الشيخ محمود شعبان بعد تصريحه بأن نعال إخوانكم من في السجون والمعتقلات، أعز وأكرم من هؤلاء الخونة من شيوخ وعلماء، الذين باعوا دينهم طلباً لإرضاء سلطان ظالم جائر (في إشارة إلى الجنرال المنقلب عبد الفتاح السيسي)”، مستطرداً “إحنا في أسوأ مرحلة ممكن تعيشها في مصر… صدقت يا شيخنا، وربنا يحفظك، ويفك كربك”.
وقال شعبان في مداخلة هاتفية، أجراها عام 2019 مع قناة “مكملين” الفضائية التي تبث من اسطنبول بتركيا، إنه وقف مع شيخ الأزهر في معركته ضد السيسي، لمواقف الأول الثابتة والراسخة إزاء العديد من القضايا، ودفاعه عن سنة النبي الكريم (ص) أمام العديد ممن يعادون الفكرة الإسلامية، و”الذين يريديون أزهر مطواعاً للحاكم، سواء تحدث هذا الحاكم بالحق أو بالباطل”، على حد تعبيره.
بدوره، قال المحامي إسلام سلامة، في تدوينة نشرها على صفحته عبر موقع “فيسبوك” عام 2016: “الشيخ أشرف عبد المنعم، والشيخ هشام مشالي، والأستاذ إسلام الصياد، قبض عليهم قبل الاستفتاء على تعديلات الدستور بخمسين يوماً تقريباً… وكان الحديث على أنهم سيخرجون بعد انتهاء الاستفتاء، ولكنهم ظهروا في نيابة المنصورة في قضية أمن دولة تعود إلى عام 2014، بذات الاتهامات التي حبسوا عليها (سابقاً)”.
وأضاف سلامة: “على غير العادة أدرج اسم الشيخ محمود شعبان معهم، وسيرحل إلى المنصورة للتحقيق معه في القضية رغم أنه من القاهرة، وعمره ما راح المنصورة، بس كان معاهم في قضية عام 2014″، متابعاً “الناس دي من ساعة ما خرجت (من السجن) وهم حرفياً في حالهم وشغلهم وبس، لكن ماينفعش يعيشوا كده في بيتهم، ولازم يقضوا حياتهم دائرين في السجون… الظلم مش بيفرق بين شاب وشيخ وبنت وناشط وساكت”.
وفي يوليو/ 2016، نفذت الأجهزة الأمنية المصرية قرار محكمة جنايات القاهرة الصادر بإخلاء سبيل شعبان، و13 معتقلاً آخرين محبوسين احتياطياً على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ”تنظيم الجبهة السلفية”، والذين اتهموا فيها بـ”التحريض على العنف، ومناهضة الدولة، بالتعاون مع الجبهة السلفية، في التظاهرات التي جرى التحضير لها يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014″.
يذكر أن للشيخ شعبان قصة شهيرة مع الإعلامي وائل الإبراشي، حيث استضافه الأخير قبل أيام من اعتقاله عام 2016.
وقال شعبان في تلك المقابلة: “أنا جاهز لأي حاجة، وجاي بالشنطة واللي عايز يجي يأخذني، يجي أنا مستعد للقبض علي ولأي حاجة، وأنا وضعت الحقيبة خلف الباب بدل ما يكسروا البيت ويفزعوا العيال، ”أنا لست حزين مما يحدث وأنا سعيد بما يحدث لأن الابتلاء سنّة الله في خلقه، والهدف والمطلوب أن نصبر لبلاء الله، ونحنُ في نظام لا يقبل الرأي الآخر، ولا يقبل قولة الحق، وكل ما قلته أدين الله به وألقى الله عليه، ولست مستعداً على التراجع أو التنازل عن الكلمة، ويعلم الله أنا قلتها لله ولم أحرض على عنف، ولا سفكت دماء أحد”، فقاطعه الابراشي: ”مفيش حد في مصر يتم اعتقاله الا بإذن قضائي، وإذا خالفت القانون فأنت تسلم نفسك للعدالة، وللقانون”، فرد عليه شعبان ساخراً”:أيوه ما هو كل اللي اعتقلوا صدرت لهم أذون قضائية، مش أنت بتاع اقفز من المركب”.
وقبيل ساعات قليلة، أعلن المحامي الحقوقي، خالد المصري، مساء الاثنين، أن النيابة المصرية أخلت سبيل الداعية السلفي، الشيخ محمود شعبان، الذي كان محبوساً منذ 2019 على ذمة القضية 771 حصر أمن دولة، وصدر قرار بإخلاء سبيله على ذمتها.
كما أخلت السلطات المصرية، الاثنين، سبيل عدد من المتهمين على ذمة قضايا متفرقة، حيث أخلت نيابة أمن الدولة سبيل كل من أشرف عبد المنعم، وهشام مشالي، وسعد فياض، في القضية 771 لسنة 2019، ويتوقع محامون حقوقيون عدداً من الإخلاءات في الساعات القادمة.
كذلك أخلت نيابة أمن الدولة سبيل بعض المتهمين في القضية 750 لسنة 2019، وتم ترحيل بعضهم صباح الاثنين إلى أقسام الشرطة لاستكمال إجراءات خروجهم، حسبما ذكرت صحيفة ( العربي الجديد)، فيما أعرب آخرون عن اعتقادهم بأن السلطات المصرية لن تقوم بالافراج عن المزيد من المعتقلين وأنها ستقوم فقط بالافراج عن بعض الحالات الصارخة وفق عملية شديدة الانتقائية والحرص.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل