نفى القطاع الديني بوزارة الأوقاف، ما تردد عن إسناد إدارة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) إلى أي جهة، موضحًا أن مؤسسة (مساجد) تتعاون مع الوزارة في إطار البروتوكول الموقع بينهما في عملية النظافة والصيانة وأمن المسجد في حين تظل إدارة جميع الشئون الدعوية كاملة وكذلك التنظيمية من اختصاص وزارة الأوقاف.
يأتي هذا النفي الرسمي من وزارة الأوقاف ليعترف بفصل الشؤون الادارية مثل الأمن والنظافة عن الشؤون الدعوية والتنظيمية التي ستظل في يد الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف.
وفي بيان حصل موقع الشادوف على نسخة منه، وجه القطاع الديني الشكر إلى (مؤسسة مساجد) على ما تقدمه من جهد وصفه بأنه “مشكور ومقدر” في خدمة المسجد ( مسجد مولانا الحسين رضي الله عنه) تحت إشراف وزارة الأوقاف ومن مساهمة في تطويره.
تجدر الإشارة الى أن جميع عمليات التطوير تمت بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من خلال التنسيق بينها وبين وزارة الأوقاف، وأن وزارة الأوقاف هي الجهة الرئيسة في عملية التطوير، بينما مؤسسة مساجد ليست سوى شريك مساهم في هذا التطوير من خلال البروتوكول الموقع بينها وبين الوزارة في هذا الشأن.
وأكدت وزارة الأوقاف في بيانها على انفتاحها الكبير على مؤسسات المجتمع المدني في مختلف المجالات وإتاحة الفرصة أمام المؤسسات الجادة للإسهام في عمارة بيوت الله (عز وجل) وتطويرها وصيانتها مع قصر جميع الأعمال والأنشطة الدعوية وتحديد نظام وآليات العمل بالمساجد على وزارة الأوقاف دون سواها.
وكان برنامج “حديث القاهرة” على قناة (القاهرة والناس) التي يملكها امبراطور الاعلانات بمصر (طارق نور) قد أعلن في أولى حلقاته في بداية موسمه الجديد يوم أمس الأحد عن إسناد إدارة مسجد سيدنا الحسين ( رضي الله عنه وأرضاه) بعد تجديده لمؤسسة مساجد التي يتردد انها مرتبطة بطائفة البهرة الشيعية في الهند بدلًا من وزارة الأوقاف المصرية.
وقال مقدما البرنامج خيري رمضان وكريمة عوض، خلال تقديمهما حلقة الأحد من البرنامج، إن مصادرهما الخاصة أكدت أن القرار يأتي بعد الزحام الذي شهده المسجد عقب زيارة وزير الأوقاف له.
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان قد افتتح مسجد الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد بما في ذلك المقصورة الجديدة للضريح الشريف للإمام الحسين، وذلك يوم 26 رمضان الماضي، ورافقه في الافتتاح مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة في الهند، برفقة أشقائه وأنجاله، منهم الأمير القائد جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، وكذلك محمد حسن، ممثل السلطان، في مصر.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، إن تطوير المسجد يأتي في إطار توجيهات الرئيس السيسي بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، وذلك بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما في ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة في تطوير المواقع الاثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.
وأضاف راضي أنه في إطار العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، فإن سلطان البهرة له جهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، فضلاً عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة في مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق تحيا مصر.
وعقب أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة تحية مسجد سيدنا الحسين قام بقراءة الفاتحة أمام ضريح الإمام الحسين، ثم استمع إلى آيات من الذكر الحكيم.
وألقى مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره في تطوير المساجد. وقال : “إنني في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان الكريم، أشكر مصر رئيساً وحكومةً وشعباً لدورها في تجديد هذا الضريح، وهو ضريح الإمام سيدنا الحسين”.
وثمَّن سلطان طائفة البهرة جهود السيسي وكل أجهزة الدولة المتعددة، خاصة جهود وزارة الأوقاف والقوات المسلحة لإتمام هذه المقاصد النبيلة.
والبُهرة طائفة دينية شيعية من سماتها الأساسية الامتناع عن الانخراط في الشؤون السياسية والابتعاد عن الظهور الإعلامي، ومعروف عن أتباعها أنهم مسالمون ولم يحدث أن استغلوا وجودهم التاريخي أو قوتهم الاقتصادية للتغلغل في المجتمع المصري أو الاقتراب من مفاصل الدولة، فضلا عن أن ممارسات أتباعها في مصر تتم تحت الرقابة الأمنية.
تتراوح تقديرات أعداد البُهرة في العالم بين 900 ألف و2 مليون نسمة، لكن لا يوجد إحصاء رسمي بأعداد الطائفة الموجودين في مصر فهناك من يعتنقون المذهب ولا يفصحون عن ذلك خوفا من التعرض للمضايقات، وتشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين بضعة آلاف ونحو 15 ألف شخص، غالبيتهم يقيمون في القاهرة والجيزة ومن المحتمل أن يكون الجيل الرابع منهم حصل على الجنسية المصرية.
وقد أثارت الحفاوة البالغة من جانب (الرئيس المصري) الجنرال المنقلب عبدالفتاح السيسي بسلطان طائفة البهرة مفضل سيف الدين المقيم في الهند فضول الكثيرين خصوصا بعدما تحول استقبال السيسي له إلى أمر أشبه بتقليد سنوي منذ ما بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو من العام 2013.
وكان أول لقاء للسيسي مع سلطان البهرة، بعد أقل من شهرين من توليه الرئاسة في العام 2014، لتتواتر بعده اللقاءات بين الجانبين وآخرها في يونيو الماضي 2021 ثم في اللقاء الذي جمعهما في افتتاح أعمال ترميم وتجديد المشهد الحسيني يوم 25 ابريل 2022، ومع كل لقاء تتوالد الأسئلة حول دوافع هذا الاهتمام الرسمي في مصر بالبهرة.
البـُهَـرَة، هي طائفة تنتمي إلى الطائفة الإسماعلية، وهي إحدى الفرق الشيعية الضالة المارقة عن الدين الاسلامي الحنيف، وقد منح السيسي هذه الطائفة الشيعية الضوء الأخضر لترميم مساجد ومزارات في القاهرة وعدد من المحافظات على الرغم من أن دار الإفتاء المصرية سبق وأفتت في العام 2013 بخروج هذه الطائفة عن الإسلام، وهي ليست الفتوى الأولى التي تصدر بحق هذه الجماعة التي تتصف بانغلاقها وانعزالها وممارستها طقوسا مختلفة إلى حدّ ما عن باقي طوائف الإسلام.
دار الإفتاء المصرية أدرجت طائفة البُهرة ضمن الفرق الشيعية “الخارجة عن الإسلام” طبقا للفتوى الصادرة عنها في 1 أكتوبر 2013 والتي نشرتها في موقعها الرسمي، وسبق أن صرح وكيل الأزهر السابق عباس شومان، بأن البُهرة “خارجون عن الدين ولا يجوز الصلاة خلفهم، ولكن يمكن التعامل التجاري معهم، ولا يجوز الزواج منهم”.
وبالمثل نشر علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دراسة قال فيها إن “هناك فرقا متعددة من الشيعة منها ما تطرّف في التشيّع حتى خرج عن ربقة الإسلام بمزاعم مُكَفِّرة ومعتقدات باطلة، ومن هذه الفرق التي ضلّت الإسماعيلية والبهرة، والدروز”.
وتعود أصول (البهرة) إلى طائفة الإسماعيلية إحدى الفرق الشيعية في عصر الفاطميين الذين حكموا مصر قبل قدوم صلاح الدين الأيوبي الذي طوى تلك الحقبة، لكن المستعليين وهم طائفة من طوائف الشيعة الإسماعيلية لم تنطوِ صفحتهم وشكلوا قوة اقتصادية في العديد من دول العالم.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن أرض اليمن تعتبر المحطة الأولى لتلك الطائفة بعد خروجهم من مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، لكنهم سرعان ما انتشر في الهند عن طريق العمل بالتجارة لتصبح الهند المركز الرئيسي لهم، وفي هذه المرحلة سمّوا بــ “البُهرة” التي تعني في اللغة الكوغاريتية التجارة أو التجار، ونجحوا في جذب عدد كبير من الهندوس للدخول فى مذهبهم، وأصبحت مصر والعراق والسعودية والإمارات وإيران معاقل تجمعاتهم.
المصدر: الشادوف-خاص