تزامنت زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد لمصر ولقائه مع السيسي فى العلمين غربي البلاد، مع قرارات مثيرة للجدل بإطلاق أسماء على محاور وطرق من بينها اسم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق، ولاعبة الكاراتية التي حصلت على الميدالية الذهبية في أوليمبياد طوكيو فريال أشرف عبد العزيز.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة النقاب عما وصفته بالسبب الحقيقي وراء زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، المفاجئة لمصر الثلاثاء، ولقائه رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي الذي استقبله بمقر رئاسة الجمهورية بمدينة العلمين الجديدة.
المصادر الدبلوماسية التي نقل عنها موقع (إمارات ليكس) أكدت أن ملفي تونس وليبيا تصدرا مباحثات مستشار الأمن الوطني في الإمارات، على خلاف المعلن من الزيارة، فيما كشفت مصادر أخرى ان الموقف فى اثيوبيا شغل جزءا من المباحثات حيث حاول طحنون اكتشاف ما إذا كانت مصر تقف وراء اتساع أعمال التمرد في اقليم تيغراي الاثيوبي مؤخرا.
واجتمع طحنون بن زايد بتكليف من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مع السيسي لبحث عدد من الموضوعات التي تتضمن تقوية علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، فيما قالت المصادر لموقع ( الامارات ليكس) أن السبب الرئيسي لزيارة طحنون بن زايد في هذا التوقيت، هو التنسيق في ملفي تونس وليبيا عقب التطورات الأخيرة في البلدين.
وقالت المصادر إن الإمارات تريد تعزيز التنسيق مع النظام المصري بشأن تكثيف الدعم للرئيس التونسي قيس سعيد عقب انقلابه الأخير على البرلمان المنتخب وحل الحكومة لتعزيز سلطاته، بينما الملف الثاني يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا وسبل دعم حليف أبوظبي خليفة حفتر قائد مليشيات شرق ليبيا وتعزيز وضعه في المرحلة المقبلة.
هذا وأعرب السيسي خلال استقباله مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، عن تطلع مصر لتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، واستشراف آفاق إضافية للتعاون في كافة المجالات، خاصة في القطاعات التي تتمتع فيها البلدين بميزات تفضيلية، ترسيخاً للعلاقات الاستراتيجية بين البدين وما تمثله من ركيزة لاستقرار المنطقة العربية بأسرها.
ومن جانبه أفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول التباحث حول عدد من موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والإمارات، خاصةً في الشق الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن جهود تعزيز الاستثمارات الإماراتية المصرية المشتركة في مصر في مختلف القطاعات.
وأشاد الشيخ طحنون بالمناخ الاستثماري الجاذب بمصر في ظل التنمية الشاملة التي تشهدها بقيادة السيسي وهو ما يوفر فرصا غير مسبوقة للاستثمارات الإماراتية والأجنبية، وقد تجاوزت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر 15 مليار دولار وبنسبة مساهمة تجاوزت 13% من إجمالي الاستثمار الأجنبي العالمي في نهاية عام 2020.
يذكر أن صندوق مصر السيادي وشركة أبوظبي التنموية القابضة دشنا منصة استثمارية استراتيجية مشتركة خلال عام 2019 مناصفة بقيمة 20 مليار دولار حيث مولت شركة أبوظبي التنموية القابضة مشاريع استثمارية بقيمة 3 مليارات دولار.
وأكد محمد السويدي الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي القابضة أن السوق المصرية سوق واعدة وهناك مشاريع جاذبة للمستثمرين.
وفيما يتعلق بالتطورات فى اثيوبيا، والتي أكدت المصادر أنها كانت أحد بنود المباحثات بين السيسي وطحنون بن زايد، قال زعيم جماعة مسلحة إن جماعته تحالفت عسكريا مع قوات تيغراي ضد حكومة إثيوبيا، حيث امتد الصراع الذي نشب في إقليم تيغراي العام الماضي لأجزاء أخرى بالمنطقة.
وقال كومسا ديريبا، زعيم جماعة “جيش تحرير أورومو” (الذي صنفته الحكومة الإثيوبية كمنظمة إرهابية) ، المعروف أيضا باسم جال مارو، لأسوشيتدبرس في مقابلة اليوم الأربعاء “الحل الوحيد الآن هو الإطاحة بهذه الحكومة عسكريا، والتحدث باللغة التي يريدون التحدث بها.” وأضاف أن الاتفاق تم التوصل إليه قبل أسابيع قليلة بعد أن اقترحته قوات تيغراي.
وقال “اتفقنا على التعاون ضد عدو واحد، خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري. التعاون جار. نتبادل المعلومات المتعلقة بساحة المعركة، ونقاتل بالتوازي.” وذكر أن المحادثات جارية بشأن تحالف سياسي أيضا، وأكد أن جماعات أخرى في إثيوبيا منخرطة في مناقشات مماثلة، “سيكون هناك تحالف كبير ضد نظام رئيس الوزراء أبي أحمد”، بحسب ديريبا.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت في وقت سابق هذا العام أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وجيش تحرير أورومو “منظمتان إرهابيتان”. ولم يصدر أي تعليق من الجنرال تسادكان جبريتنساي، قائد قوات تيغراي، ولا من المتحدثة باسم مكتب آبي احمد.
وهناك تحالف بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي “هيمنت على النظام القمعي في إثيوبيا لفترة طويلة” لكنها تعرضت للتهميش عندما تولى أبي منصبه عام 2018، وجيش تحرير أورومو، الذي انفصل العام الماضي عن حزب جبهة تحرير أورومو المعارض، ويسعى لتقرير مصير جماعة أورومو. وتعد الأورومو أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا.
من جهتها دعت إثيوبيا مواطنيها للانضمام لقتال قوات إقليم تيغراي وإلغاء وقف إطلاق النار، إذ قال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أمس الثلاثاء، إنه يتعين على “جميع الإثيوبيين القادرين” المشاركة في القتال ضد قوات إقليم تيغراي. جاء هذا البيان بعد قرابة 6 أسابيع على إعلان الحكومة وقفا لإطلاق النار ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من جانب واحد، بحسب رويترز.
من ناحية أخرى، وجه عبد الفتاح السيسي بإطلاق اسم البطلة الأولمبية المصرية فريال عبد العزيز على جسر جديد، وسيتم إطلاق اسم فريال الحاصلة على الميدالية الأولمبية في الكاراتيه في طوكيو 2020، على الجسر الذي يتقاطع أعلى الطريق الدائري على محور طه حسين بالتجمع الخامس بمدينة القاهرة الجديدة.
وأوضح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن السيسي وجه المسئولين بانتقاء عدد من المحاور الرئيسية والمواقع الجديدة الأخرى لإطلاق أسماء أبطال مصر في الأولمبياد عليها، كما وجه أيضا بإطلاق اسم اللواء عمر سليمان على الكوبري الجديد بمحور جمال عبد الناصر المؤدي إلى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة أعلى الطريق الدائري.
وحققت فريال إنجازا كونها أول لاعبة تحقق الميدالية الذهبية في تاريخ مشاركات مصر في دورة الألعاب الأولمبية حيث لم تسبقها أي لاعبة مصرية بتحقيق الذهبية بعد أن فازت عبير عبد الرحمن بالفضية والبرونزية في رفع الأثقال وسارة سمير بالبرونزية أيضا في رفع الأثقال.
المصدر: الشادوف+وكالات+صحف