في روسيا توجد جمهورية منسية لليهود اسمها “بايروبيجان”..ما القصة ؟!

هل تعرف أن هناك جمهورية لليهود في روسيا معروفة باسم عاصمتها وهي بايروبيدجان ( Birobidzhan ) وتقع في أقصى جنوب شرق روسيا على الحدود مع الصين، ولا يعلم بوجودها أغلبية الناس في العالم، لأن “اسرائيل” تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من زيارتها !

هذه الجمهورية التي تعرف رسميا باسم ( يرفيسكي أوبلاست) أي جمهورية اليهود هي الوطن الأول لليهود في العالم وكانت هجرتهم اليها قبل فلسطين إلى أن ظهرت الحركة الصهيونية وتبنت فكرة توطين اليهود في فلسطين زاعمة أنها أرض الميعاد كما جاء فى التوراة، حسب زعمهم.

وجاءت تلك الفكرة بعد فشل فكرة الدبلوماسي الأمريكي موردخاي مانويل نواه الذي بدأ في عام 1820، التفكير في إقامة مدينة تكون بمثابة ملاذ آمن لليهود من كل أنحاء العالم في الأراضي الأمريكية، فعمل على شراء أراضٍ قرب شلالات نياغرا، كما وجه الدعوة للهنود الحمر للانتقال إلى مدينته هذه، حيث كان يعتقد أنهم من نسل قبائل بني إسرائيل المفقودة.

وبعد خمس سنوات، أطلق نواه على المدينة اسم “دولة أرارات”، نسبة إلى جبل أرارات الذي رست عليه سفينة نوح بحسب العهد القديم، وقد تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) مؤخرا بتفاصيل أكثر عن تلك المحاولة الأولي بأمريكا والتي سبقت دعوة مؤسس الصهيونية تيودور هيرتزل بنحو قرن كامل.

https://www.bbc.com/arabic/world-49047852?fbclid=IwAR03oCxcJoEZ43N_lPWwlj0V5MDeQd2DqIVc3NFpVk24rtTBb6arDXXZcoY

أما الجمهورية الثانية فقد كانت فى روسيا قبل 20 عاما من تأسيس ( إسرائيل)، ونجح الصهاينة في إبعاد الإعلام عن “جمهورية اليهود الأولى” التي تأسست بدون حاجة لاغتصاب أراض من السكان العرب الاصليين ، لأن كل سكان جمهورية (بايروبيدجان) بالكامل من اليهود، وهي تتمتع بالحكم الذاتي داخل روسيا الاتحادية.

[[File:Map of Russia – Jewish Autonomous Oblast (2008-03).svg|500px|thumb|Map of Russia – Jewish Autonomous Oblast (2008-03)]]

ما تخشاه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة (عودة اليهود) إلى موطنهم الأول في هذه الجمهورية واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين الى جمهورية بايروبدجان (بالروسية Биробиджан وباليديشية ייִביראָבידזשאַן) ليعيشوا بأمان وسلام بعيدا عن اَي معاداة للسامية كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا بحيث ينعمون بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها ويتحدثون لغة “يديش” وهي لغة يهود أوروبا المختلفة عن اللغة العبرية التي أحياها الصهاينة في فلسطين كنوع من إحياء القومية اليهودية الجديدة المغايرة.

جمهورية بايروبيدجان ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية تصل مساحتها 41,277كم وهو ما يماثل مساحة بلد أوروبي مثل سويسرا بكثافة سكانية ضئيلة تصل ١٤ نسمة فقط فى كل ميل مربع مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع في الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن هذه الجمهورية اليهودية المنسية قادرة على توطين كل اليهود بالعالم بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين ، وفي حال حدوث ذلك يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين المشردين في أصقاع الارض وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.

موقع جمهورية اليهود المنسية فى أقصى شرق روسيا – المصدر ( ويكيبيديا )

هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل في الوطن العربي والشرق الأوسط بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب .

الشيء الذي يجهله العرب أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء النووية اليهودي ألبرت أينشتاين، والكاتب الامريكي المعروف غولدبرغ ، وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم أجمع عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمسً الحاجة الى أرض فلسطين كوطن قومي لهم وانهم مشردون بالارض ولا يوجد لهم وطن قومي يؤويهم وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم .

علم جمهورية (بايرو بيدجان) اليهودية ذات الحكم الذاتي فى أقصي شرق روسيا ( ويكيبيديا )

وتقع بيروبيدجان على بعد خمسة آلاف كيلومتر شرق العاصمة الروسية موسكو، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة. ولا تزال هذه المقاطعة قائمةً حتى يومنا هذا، ويقول عنها الروس: إنه لا يسكنها غير حاكمها؛ فقد هجرها اليهود وتعللوا بسوء الأحوال الجوية بها؛ وتبلغ نسبة اليهود بها 2% فقط من السكان حاليا بعد إن هجروها ليهاجروا إلى أراضي الفلسطينيين .

ولقد كان هدف ستالين من إقامة كيان لليهود في الاتحاد السوفيتي السابق هو إبعادهم عن مراكز اتخاذ القرار، أو بمعني آخر أراد التخلص منهم وتقليص نفوذهم، وبالفعل جاء إليها اليهود من جميع أنحاء العالم ليعيشوا فيها فقد استوطن بها يهود من الأرجنتين وفنزويلا ومن سان فرانسيسكو بحثًا عن معيشة أفضل.

وسرعان ما بدأت هجرة اليهود من بيروبيدجان تحت تأثير الدعاية الصهيونية منذ بدء مشروع اغتصاب فلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين، ولتحقيق ذلك قامت أغنى المؤسسات في بيروبيجان وهي مؤسسة (سوكنوت) وهي فرع من الوكالة اليهودية بتوفير مساعدة سخية لتشجيع يهود بيروبيدجان على الهجرة إلى فلسطين المحتلة.

ومن بين المغريات الكثيرة التي قدمتها الوكالة اليهودية لسكان بايروبيدجان توفير تكلفة السفر بالطائرة؛ لأن كثيرين من اليهود الروس لا يملكون القدرة على توفير ثمن الرحلة من موسكو الى تل أبيب. وفي كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع كان يحتشد المئات أمام أبواب الوكالة اليهودية هناك.

محطة القطار فى جمهورية ( بايرو بيدجان ) اليهودية ذات الحكم الذاتي فى روسيا- ويكيبيديا

اثناء تفكك الإتحاد السوفياتي كانت هذه الجمهورية مؤهلة لإعلان إلاستقلال عن روسيا الاتحادية مثلها مثل الشيشان ، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود في مكان غير فلسطين وخطورة رفع الوعي لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين!!

الشيء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين للجهاد لتحرير الشيشان وفك ارتباطها من روسيا وكان بإمكانهم فعل الشيء نفسه ودعم جمهورية بايروبيدجان للاستقلال عن روسيا وجعلها وطنا بديلا لليهود عن فلسطين .

الأكثر غرابة هو أن العرب لا يتحدثون عن هذه الحقيقة.. ولا يعرف المواطن العربي شيئا عن هذه الحقيقة، بالرغم من زيارة وفد مجلة العربي الكويتية لتلك الجمهورية اليهودية المنسية فى روسيا منذ ثمانينات القرن الماضي على ما أتذكر وأعدت المجلة استطلاعا كاملا عن هذه الجمهورية …

الآن صارت تلك الجمهورية اليهودية المنسية حقيقة يتعين الترويج لها كوطن يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين … لماذ التعتيم؟! ولماذا يسكت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة … !!

المصدر: الشادوف+ مجلة ( فوكس ماجازين )+ بي بي سي عربي

اسرائيلتحقيقجمهورية اليهود المنسيةروسيافلسطين المحتلة
Comments (0)
Add Comment