فيما يكتنف الغموض مصيرهما، يواصل عشرات المواطنين المصريين البحث عن طفلين فُقدا في ترعة السلام جنوب مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء شرقيَّ البلاد، فيما يبدو انه استمرار للمتابعة المكثفة من وسائل الاعلام العربية لحوادث اختفاء أو فقدان الأطفال العرب.
وقالت مصادر قبلية وشهود عيان، لوسائل إعلام مصرية وعربية، إنّ طفلين مصريين من سكان قرية 6 أكتوبر بنطاق مدينة بئر العبد فُقدا في أثناء لعبهما بجوار الترعة. وأضافت المصادر ذاتها أنّ الاعتقاد السائد بين الأهالي يتمثّل بغرقهما في الترعة، في ظل عدم وجود أحزمة حماية في محيطها.
وأشارت المصادر إلى أنّه بُدئ بالبحث عنهما داخل مياه الترعة من قبل الأهالي، ووُجهت استغاثات متكررة من سكان المنطقة إلى الغواصين بضرورة الحضور إلى الترعة للمشاركة في البحث عن الطفلين.
وسُجِّل خلال السنوات الماضية وفاة عدد من الأطفال والعمال نتيجة غرقهم في الترعة دون إيجاد وسائل حماية في محيطها.
ويأتي حادث اختفاء الطفلين المصريين وترجيح غرقهما فى ترعة الاسماعيلية بعد حالة الزخم الاعلامي التي وصلت الى حالة الهيستيريا بشأن حوادث الأطفال خصوصا بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ المغربية قبيل منتصف ليل السبت/ الأحد من إخراج الطفل ريان البالغ من العمر 5 أعوام من بئر سقط فيها قبل 5 أيام في ضواحي شفشاون شمالي المغرب.
وبعد دقائق صدر بيان رسمي من الديوان الملكي المغربي يفيد بوفاة الطفل ريان، وعقب إعلان خبر الوفاة رسميا، أوضح الديوان الملكي في بيان، أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع والدي ريان، وأعرب عن أحر تعازيه لأفراد الأسرة كافة، كما أعرب عن تقديره لجهود السلطات الدؤوبة خلال عملية إخراج ريان من البئر.
وشغلت عملية إنقاذ ريان، البالغ من العمر 5 سنوات، والعالق في منتصف بئر عمقها 60 مترا ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، بشمال المغرب، شغلت العالم أجمع.
وشهدت الواقعة تعاطفا كبيرا من جميع أنحاء العالم، حيث نشر مغردون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، صور الطفل وأرفقوها بتدوينات بلغات مختلفة، ودشنوا العديد من الهاشتاغات.
وقضى الطفل نحو 100 ساعة داخل حفرة ضيقة في البئر، عانى خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه، كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري.
من جهتها، كشفت جريدة “الوطن” المغربية أن الطفل توفي يوم الجمعة على الأرجح، ولكن ساد التكتم على الخبر وبقي في إطار البئر فقط ومن هم حوله، وأن المنقذين فقدوا الأمل فى انقاذ حياته بل وتأكدوا من وفاته لكن تم التكتم على خبر الوفاة واستكملت أعمال الحفر والإنقاذ حتى تم استخراج جثة الطفل ونقلها بسيارة إسعاف، ليعلن بعدها الديوان الملكي المغربي بشكل رسمي عن وفاته، وفقا للصحيفة.
من ناحية أخرى، ربط خبراء إعلاميون بين التغطية الاعلامية المكثفة لحادث الطفل المغربي ريان والتي استمرت خمسة أيام حتى إعلان نبأ وفاته، وبين ما وصفوه بسحب الاهتمام الشعبي العربي والعالمي بقضية أطفال المخيمات السوريين التي حصلت على زخم كبير قبيل وقوع حادث الطفل ريان مباشرة.
ووصفت سمية الجنايني، وهي باحثة إعلامية مصرية متخصصة فى تحليل المضمون الاعلامي، تركيز التغطيات الصحفية ولجوء الكثير من القنوات الفضائية العربية للنقل الحي والمباشر لعملية انقاذ الطفل ريان المغربي على مدار 5 أيام بأنه يمثل “جريمة إعلامية” في حق الاطفال السوريين والفلسطينيين واليمنيين وغيرهم، قبل أن تكون جريمة فى حق المشاهدين لتلك القنوات.
وأوضحت الجنايني، في فيديو متداول عبر اليوتيوب، أنها انتظرت حتى نهاية ما وصفته بهذا السيرك الاعلامي لترى النتيجة النهائية، وعندما تم إعلان نبأ وفاة الطفل، لم تستطع النوم حتى تدلي بشهادتها ورؤيتها المبنية على دراستها وخبراتها فى هذا المجال.
وأشارت الى أن التدقيق فى تفاصيل الحادث تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الطفل توفي منذ عدة أيام، وأن هناك قدرا من التكتم على خبر وفاته، “وربما من المفهوم أن يكون هناك هذا التكتم لكن من غير المفهوم ولا المنطقي أن تقوم القنوات الفضائية بتلك التغطية المبالغ فيها للحادث بما يزيد من الشكوك بشأن وجود غرض خفي وراء تلك التغطيات وهو في حد ذاته جريمة في حق المشاهدين وكل من يتلقون تلك الرسالة الاعلامية”.
المصدر: الشادوف+صحف