يواجه نشطاء ومنشقون موجودون في الولايات المتحدة من مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط ومن بينهم مصر، ردود فعل عدوانية متزايدة من البلدان التي فروا منها، وفقا لتقرير جديد صادر عن منظمة “فريدوم هاوس” الأميركية غير الحكومية.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية إن الحكومات الأجنبية باتت تستهدف المنشقين بقوة على الأراضي الأميركية، حسب ما نقلت عنها صحيفة “واشنطن بوست”.
وأكد التقرير “تسجيل 85 حادثة علنية جديدة ومباشرة لقمع عابر للحدود” في عام 2021، ليصل العدد الإجمالي المسجل بين بداية عام 2014 ونهاية من العام الماضي إلى 735 حادثة.
ووجدت منظمة فريدوم هاوس أن إيران والصين ومصر وروسيا ورواندا والمملكة العربية السعودية استهدفت أولئك المنشقين الموجودين في الولايات المتحدة وكانت “تتجاهل بشكل متزايد وبقوة قوانين الولايات المتحدة لتهديد ومضايقة ومراقبة ومطاردة هؤلاء وحتى والتخطيط لإيذائهم جسديا في جميع أنحاء البلاد”.
ونقلت الصحيفة عن عضو منظمة فريدوم هاوس يانا جوروخوفسكايا القول إن الطريقة التي تتصرف بها بعض الحكومات الآن أصبحت “وقحة وغير مألوفة”.
وأضافت جوروخوفسكايا إن “الحكومات الديكتاتورية تحاول إيصال رسالة أنه ليس بإمكان الناس الحق في انتقاد من هم في السلطة، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم، سواء في أوطانهم أو خارجها”.
من بين الحوادث التي استشهدت به الصحيفة محاولة اختطاف مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة الإيرانية المقيمة في نيويورك والتي أسست حركة لتشجيع النساء في بلدها الأم على خلع الحجاب.
وكان القضاء الأميركي أعلن في نوفمبر الماضي توجيه تهمة التآمر لخطف الصحفية إلى أربعة “عملاء للاستخبارات الإيرانية” خططوا “لاقتياد ضحيتهم بالقوة إلى إيران حيث كان مصيرها سيكون، في أحسن الأحوال، مجهولا” وفقا للادعاء العام.
وأشارت جوروخوفسكايا إلى أن الحوادث التي شملها تقرير هذا العام لم تتضمن تلك الأقل عنفا، مثل الإساءة عبر الإنترنت ومزاعم القرصنة إلى الابتزاز عبر التهديدات الموجهة إلى الأقارب والأصدقاء الذين ما زالوا يعيشون في وطنهم.
وأجرت منظمة فريدوم هاوس مقابلات مع عشرات الأشخاص الذي فروا إلى الولايات المتحدة تحدثوا عن تأثير تهديد القمع العابر للحدود عليهم.
وقال المصارع الدولي الإيراني السابق والناشط سردار باشاي لمعدي التقرير: “عندما لا تشعر بالأمان في منزلك في الولايات المتحدة، فهذه كارثة”.
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة الأميركية اتخذت بعض الخطوات لمواجهة خطر القمع العابر للحدو، حيث بدأت وزارة العدل في توجيه الاتهام إلى الأفراد الذين يقومون بذلك، وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي بتتبع تلك الجرائم وتخصيص موقع على شبكة الإنترنت يقدم المشورة للضحايا.
ولأن الولايات المتحدة حليف دبلوماسي لبعض الدول التي تستهدف المنشقين في الخارج، مثل مصر والسعودية، فقد كان هذا الأمر محبطا بالنسبة للمعارضين الموجودين في الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.
وأضافت أن “الولايات المتحدة سعت مؤخرا إلى إصلاح العلاقات مع السعودية بعد تضررها نتيجة مقتل الصحفي جمال خاشقجي”، مضيفة أنه “بالنسبة للمعارضين السعوديين في الولايات المتحدة، فإن هذه البراغماتية بعثت برسالة غير إيجابية لهم”.
وقال مواطن سعودي، يسكن في الولايات المتحدة فضل عدم ذكر اسمه، لمنظمة فريدوم هاوس إن الحكومة السعودية تعتقد الآن أنها قادرة على فعل ما تريد نتيجة عدم تعرضها للعواقب بعد مقتل خاشقجي.
المصدر: الشادوف+الحرة