نفذت المقاومة الفلسطينية وعدها بالرد على الاحتلال الإسرائيلي، فبعد “رفع حظر التجول” عن تل أبيب لمدة ساعتين، عادت لتطلق رشقة صاروخية غير مسبوقة إلى الأراضي المحتلة، رداً على استهداف الأبراج والأبينة السكنية.
وتواصل طائرات إسرائيل وبحريتها قصف غزة، موقعة المزيد من الشهداء والمصابين، ومخلفة دماراً كبيراً في البنية التحتية للقطاع، وأعداداً كبيرة من النازحين دون مأوى.
وقصفت إسرائيل الليلة منزل يحيي السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وأطلقت الحركة بدورها وابلا من الصواريخ تجاه تل أبيب. ولقي ثلاثة فلسطينيين على الأقل مصرعهم، بينما أصيب آخرون جراء غارة إسرائيلية استهدفت غزة، بحسب مسؤولين في القطاع.
وعلى الجانب الآخر، شوهدت صواريخ تنفجر في سماء تل أبيب، وهرع السكان إلى المخابئ بينما بدأت صافرات الإنذار تدوّي محذرة من صواريخ تستهدف المدينة وضواحيها، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وأصيب عشرة بجروح بينما كانوا يهرولون في اتجاه المخابئ.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد توعد بالاستمرار في “توجيه الضربات إلى قطاع غزة طالما كان ذلك ضروريا، مع تفادي وقوع إصابات بين المدنيين قدر المستطاع”.
وقال نتنياهو إن حركة حماس هي التي بدأت أعمالا عدائية منذ نحو أسبوع – على حد وصفه، وذلك عبر إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل.
وقال نتنياهو في حديث تلفزيوني: “لسنا مَن نتحمل مسؤولية اندلاع هذه المواجهة؛ إنما أولئك الذين يهاجموننا .. ما زلنا في منتصف العملية، لم ننته بعد، وستستمر ( عمليات القصف الجوي لغزة) طالما اقتضت الضرورة.”
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي انه : “بخلاف حماس، التي تتعمد الإضرار بالمدنيين إذ تختبئ وراءهم، نفعل كل شيء، لتفادي الإضرار بالمدنيين أو الحد من الإضرار بهم قدر المستطاع، واستهداف الإرهابيين بشكل مباشر بدلا من ذلك.”، حسبما قال.
وكثّفت واشنطن جهودها الدبلوماسية غداة وصول مبعوثها للمنطقة هادي عمرو يوم الجمعة إلى تل أبيب.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي،بعد ساعات، لبحث الأوضاع.
ومن جانبها، فتحت مصر معبر رفح الحدودي مع غزة اليوم السبت للسماح بنقل مصابين من القطاع إلى مستشفيات مصرية، وقالت مصادر طبية إنه تم السماح لعشر سيارات إسعاف بنقل فلسطينيين أصيبوا بجروح خطيرة جراء غارات جوية إسرائيلية إلى مستشفيات مصرية.
ونوه مسؤول على الحدود مع غزة إلى أن فتْح معبر رفح يأتي بشكل استثنائي؛ لأن المعبر عادة ما يغلق أثناء العطلات الرسمية، ومنها عطلة عيد الفطر التي تمتد في مصر من يوم الأربعاء وحتى الأحد.
وقالت السلطات الصحية المصرية يوم الجمعة إن عددا من الأطباء والممرضين المصريين علّقت عطلتهم استعدادًا لاستقبال “أولئك القادمين من قطاع غزة”.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين أسفرت عن مقتل 145 شخصا بينهم 41 طفلا ، فضلا عن إصابة 1100 آخرين بجروح.
وفي المقابل، أسفرت الصواريخ التي أطلقتها جماعات فلسطينية مسلحة تجاه إسرائيل عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل وجندي، بينما أصيب أكثر من 560 إسرائيلي بجروح.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة نحو 2300 صاروخ من قطاع غزة منذ يوم الاثنين العاشر من مايو/أيار الجاري، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي يوم السبت.
وقال الجيش إن الدفاعات في إسرائيل تصدّت لنحو ألف من هذه الصواريخ، بينما سقط 380 صاروخا من بينها داخل قطاع غزة.
وأتت هجمات إسرائيل ردًا على إطلاق حركة حماس الفلسطينية صواريخ تجاه إسرائيل، بعدما اشتبكت شرطة الأخيرة مع مصلين فلسطينيين في المسجد الأقصى وقمعت مظاهرات مناهضة لإجلاء فلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية .
كما انهار مبنى به مكاتب وكالات وقنوات إعلامية في قطاع غزة السبت بعد ضربة إسرائيلية استهدفته.
ويضم برج الجلاء في غزة مكاتب وكالة أسوشيتيد برس، أكبر وكالة إخبارية أمريكية، وقناة الجزيرة الإخبارية القطرية ومكاتب شبكات تليفزيوينة أخرى. ودافع الجيش الإسرائيلي عن قصف المبنى السكني قائلا إنه “حذر” السكان و “أعطاهم متسعا من الوقت لإخلائه”.
وأصدر رئيس وكالة أسوشيتد برس ورئيسها التنفيذي، غاري برويت، بيانا حول استهداف المبنى السكني في غزة أعرب فيه عن صدمته من الهجوم و”محاولة إخفاء حقيقة ما يجري في القطاع”. وقال برويت: “نشعر بالصدمة والرعب من أن الجيش الإسرائيلي قد استهدف ودمر المبنى الذي يضم مكتب أسوشيتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في غزة”.
وأضاف لقد عرفوا منذ فترة طويلة موقع مكتبنا وعرفوا أن الصحفيين كانوا هناك. وأشار إلى تلقي الوكالة تحذيرا من إصابة المبنى.
وقال رئيس الوكالة الأمريكية “نحن نسعى للحصول على معلومات من الحكومة الإسرائيلية ونعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية لمحاولة معرفة المزيد”. وصف ما جرى بأنه تطور مزعج بشكل لا يصدق.
وأضاف :”تجنبنا بصعوبة خسارة فادحة في الأرواح. كان هناك عشرات من صحفيي وكالة الأسوشيتد برس والعاملين المستقلين داخل المبنى ولحسن الحظ تمكنا من إجلائهم في الوقت المناسب”.
وختم البيان بقوله إن “العالم لن يعلم الكثير عما يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم”.
وقال أفيخاى أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تغريدة على تويتر، إن المبنى متعدد الطوابق يحتوي على “منشآت عسكرية تابعة للاستخبارات العسكرية التابعة لحماس، تتستر خلف المكاتب الإعلامية”.
وقصفت إسرائيل من قبل أبراجا سكنية ومبان في غزة بحجة استخدامها لأغراض عسكرية من جانب حماس وفصائل فلسطينية أخرى، مما أدى إلى مقتل مدنيين بينهم أطفال ونساء.
وانهار من قبل برج الجوهرة وبرج أبو هنادي في غزة، مما أدى لوقوع ضحايا ومصابين.
يأتي هذا فيما شهدت عدة مدن أوروبية مظاهرات تطالب بإنقاذ غزة والقدس ووقف الهجمات الإسرائيلية.
وفي بريطانيا تجمع متظاهرون يوم السبت، أمام السفارة الإسرائيلية في لندن رافعين الأعلام الفلسطينية ومطالبين بـ”إنقاذ القدس وغزة” وداعين “للحرية لفلسطين”.
وفي باريس منعت الشرطة الفرنسية مجددا مظاهرة تطالب بإنقاذ غزة، وأطلقت الشرطة الفرنسية قنابل الغاز على متظاهرين حاولوا التجمع يوم السبت، بالقرب من السفارة الإسرائيلية رافعين الأعلام الفلسطينية.
ورغم تحذير الشرطة الفرنسية للمتظاهرين أمس الجمعة، إلا أن دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي دعت للخروج يوم السبت، وبالفعل حاول العشرات التجمع لكن الشرطة واجهتهم بالقنابل المسيلة للدموع.
كما خرج متظاهرون أيضا في مدينة جنيف بسويسرا، مطالبين بتدخل دولي لوقف الهجمات الإسرائيلية التي أدت حتى الآن لمقتل أكثر 140 فلسطينيا وإصابة المئات، بحسب تقارير فلسطينية.
المصدر: الشادوف+وكالات