في ذكرى هزيمة 5 يونيو النكراء التي ألحقت العار بالعسكرية المصرية والعربية، نقول للجنرالات: لم تحققوا للشعوب إلا الهزائم والنكسات، ونقول لأنفسنا وللشعوب، أن الشطب والغياب هو حصاد التفويض على بياض، ونقول لأبطال المقاومة الفلسطينية: أنتم شرف الأمة وتاج رأسها.
والنتيجة:
أولاً: تحول الكيان الصهيوني إلى طوق نجاة للأنظمة الحاكمة فيما كان يسمى سابقا بدول الطوق.
ثانياً: تحالفت الأنظمة والجيوش وبعض النخب التي هزمت وسحقت مع العدو وصاروا أصدقاء.
ثالثاً: تأكد ما كان يتردد سابقا أن الجيوش العربية ما هي إلا فرق حراسة لأنظمة الحكم خوفا من الشعوب.
رابعاً: تحولت الجيوش العربية إلى ممارسة الأعمال التجارية أو البيزنس بعد فشلهم طوال تاريخهم في ممارسة الأعمال العسكرية.
خامساً: وقر في يقين الأنظمة العربية أو القادة الذين يعرفون باسم ( المتصهينون العرب) أن الخطر عليهم ليس من جانب صهاينة اليهود لكنها شعوبهم ذاتها .
سادساً: وأخيراً، رغم هذا البؤس في واقعنا المأزوم، كانت ومازالت فصائل المقاومة الفلسطينية شرف الأمة وتاج عزتها ونصرها.
ثم كان من خلاصات، التجارب الواقعية والأحداث التاريخية لحصاد حكم جنرالات العسكر؛
1- البلدان العربية لم تتحرر بعد ومازالت محتلة من المستبد الفاسد الوريث الحالي للمحتل الغاصب.
2- الجرائم الحقوقية والإنسانية بل والقانونية التي ارتكبها حكم المستبد الفاسد لم يجرؤ المحتل الغاصب ارتكاب معشارها.
3- ما نعيشه في عهد احتلال الاستبداد والفساد والقمع ليست دول ولا أشباه دول إنما هي اقطاعيات خاصة لا تخضع حتى لقانون الغاب، المستبد فيها نصف إله والمواطن فيها شبه انسان.
4- حكم الجنرالات متدني الكفاءة في كافة المجالات خاصة الميدان العسكري التخصص والوظيفة الوحيدة للعسكر فما بالك بالمجالات المدنية الأخرى.
5- تجارب الإصلاح والتغيير السابقة بما فيها ثورة يناير و كذلك تيارات المعارضة السابقة اللاحقة لم تحقق لا أقول طموحات بل احتياجات المواطن المصري كإنسان.
6- نحن بحاجة لإعادة بناء الوطن يبدأ من المقوم الأساسي للبناء وهو الإنسان المصري عمود الخيمة لكل بناء، وهذا هو التحدي الكبير .
الخلاصة؛
الأسوأ من الاستعمار والاستبداد هو وجود قطاعات من الشعوب لديها القابلية لهما بل وتخون وتكفر من يسعى للتحرر والحرية، معارك التغيير ليست بالضرورة مع الاستعمار ووريثه الاستبداد بل في الغالب مع قطاعات من الشعوب تمثل دروع واقية وحدود حماية تشرعن كل نقيصة وتحارب كل فضيلة ومكرمة.
محمد عماد صابر
سياسي وبرلماني مصري
من نواب برلمان الثورة 2012
الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية