بعد صمت دام أكثر من يومين على نشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تقريراً عن دفن الاحتلال أكثر من 70 جثماناً لجنود كوماندوز مصريين، بعد حرقهم أحياء في حرب يونيو/حزيران 1967، لتختفي أي علامات تحت موقف للسيارات في متنزه بلدة “ميني إزرائيل” في اللطرون المحتلة؛ أصدرت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد بياناً وصفه مراقبون بـ”الباهت”، يدعو إلى استيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات.
وقالت الخارجية المصرية، في بيانها: “رداً على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية؛ اتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، فإنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية، وتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً عن الواقعة المذكورة (القبر الجماعي للجنود المصريين)، وإفادة السلطات في القاهرة بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة، إلى جانب مواصلة السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع”.
من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، إن رئيس الوزراء يئير لبيد، تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاتفياً، أمس الأحد؛ لبحث الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وتناول مستجدات القضية الفلسطينية، والحاجة إلى تهدئة الأوضاع”.
وأضاف جندلمان، في بيان، أن “لبيد والسيسي اتفقا على الترتيب لعقد لقاء بينهما قريباً، بعدما أثار الرئيس المصري مسألة التقرير حول القبر الجماعي للجنود المصريين الذين قتلوا إبان حرب 1967”. قال لبيد إنه “أوعز إلى سكرتيره العسكري، اللواء أفي غيل، بفحص هذه القضية بشكل جذري، وإطلاع الجهات المصرية على المستجدات المتعلقة بها”.
وتمنى السيسي النجاح لرئيس الوزراء الإسرائيلي في أداء منصبه، حيث تطرق الاتصال إلى اللقاء الأخير الذي جمعهما في القاهرة، وتحدثا خلاله عن طيف واسع من المواضيع، وفق البيان، الذي أشار إلى حديث “لبيد والسيسي عن قضايا ثنائية وإقليمية، في ظل الأهمية الكامنة لمعاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، والتي وضعت أسساً للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين؛ لتشكل ركناً أساسياً في استقرار المنطقة”.
وعبّر لبيد والسيسي عن “التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات بين تل أبيب والقاهرة؛ بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي”. وتباحث الاثنان في “الطرق التي يمكن من خلالها التغلب على التداعيات المترتبة عن الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، في ما يخص موضوع الأمن الغذائي”.
وكان تقرير لملحق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قد نقل عن الجندي الإسرائيلي السابق في الجيش، زئيف بلوخ (90 عاماً)، قوله إن “جثامين نحو 70 جندياً من الكوماندوس المصري، وربما عشرات الجثامين لجنود مصريين آخرين، دفنوا في هذا الموقع، ولا أحد يعلم عن ذلك؛ إذ كان بلوخ مسؤولاً عن هذه المنطقة خلال الحرب، وأبقى هذا الأمر في سره لنحو 55 عاماً”.
وأوضح الجندي الإسرائيلي السابق أن “جنوداً مصريين دفنوا في بئر بعد احتراقهم أحياء، بسبب امتلاء المنطقة بالأشواك والأعشاب العالية التي كانت تشتعل بسرعة”. وأضاف: “قسم من جنود الكوماندوس المصريين كانوا في المكان، واحترقوا في الموقع، حيث اشتعلت النيران بسبب العيارات النارية؛ فيما تُركت جثامين الجنود المصريين تتعفن، ولم يتم إخراجها حتى اليوم، إو إعادة رفاتهم إلى مصر”.
وأشارت وسائل الاعلام العبرية منذ قليل الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، يائير لبيد، هاتف مساء يوم الأحد، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي “لتهنئته بمناسبة عيد الأضحى وقدّم السيسي بالمقابل التهاني للابيد لتوليه منصب رئاسة الحكومة (حكومة تصريف الأعمال) الإسرائيلية” وناقش الطرفان قضايا عديدة أخرى، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة خلال الأسبوع الجاري.
وتحادث السيسي ولبيد عن الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة خلال هذا الأسبوع، وتطرقا إلى “القضية الفلسطينية وضرورة التهدئة”. وفي ما يخص تجديد عملية المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، نقلت وسائل إعلام مصرية عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أنه “تم التوافق على العمل لترتيب لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف تضم مصر وإسرائيل، والرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، خلال الفترة القادمة من أجل إعادة تنشيط مفاوضات السلام”.
ليسوا 20 ولا 70 بل 80 جنديا مصريا !
ووفقا لوسائل إعلام عبرية، طرح السيسي قضية الـ 80 جنديا مصريا الذين استشهدوا ودُفنوا في حرب عام 1967 في كيبوتس “نحشون” في منطقة دير اللطرون شمالي القدس. وشيّدت إسرائيل فوق موقع دفن الجنود المصريين موقعا سياحياََ باسم “إسرائيل الصغرى”، وتعهّد لبيد لعبد الفتاح السيسي بأن يتم فحص القضية للعمق وسيتم تحديث الجهات المصرية المعنية بذلك.
وأشار مكتب لبيد إلى أن الطرفين ناقشا سُبل التغلب على عواقب الحرب في أوكرانيا بما يتعلق بالأمن الغذائي. واتفق الجانبان على مواصلة الحديث لترتيب لقاء بينهما.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، كان قد تحادث لبيد لأول مرّة بصفته رئيسًا للحكومة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وهنأه بمناسبة عيد الأضحى. وقال مكتب لبيد إن “إردوغان تمنى لرئيس الحكومة (لبيد) التوفيق في المنصب، وهنأه على زيارته لأنقرة التي وصفها بأنها ناجحة”.
وشكر لبيد الرئيس التركي على تعاون بلده في “إحباط محاولات تنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيليين في تركيا”، وأضاف مكتب لبيد أن “الجانبين أكدا على أهمية العلاقات الأمنية والاقتصادية والاستقرار في البلاد”.
المصدر: الشادوف+صحف