تمكن عامل بريطاني متخصص في تركيب السجاد من تقديم حل بدا منطقيا للغز صخور “ستونهنغ”، وفقا لما نقل موقع “ويلز أون لاين”، وقال الموقع إن ستيفن تاسكر (66 عاما) يعتقد بأنه يعرف الطريقة التي نُقلت بها تلك الصخور العملاقة منذ آلاف السنوات.
تاسكر لا يعتقد بأنه كشف اللغز فحسب، بل وأعاد إنتاج آلة من المحتمل أنها تحاكي الأدوات المستخدمة في الحضارات القديمة لنقل الصخور الكبيرة، وتتكون الآلة التي أعاد تاسكر تشييدها من لوح دائري يتوازن على ألواح مثبتة فوق قواعد هزازة وأرجل خشبية.
وقال تاسكر إنه تمكن من رفع ثلث طن باستخدام آلته غير المألوفة، وأكد أنها قادرة على “نقل أي وزن”.
وتشكل صخور “ستونهنغ” كما هو حال الأهرامات في مصر وبقاع أخرى لغزا كبيرا لدى الملايين حول العالم؛ كيف تمكنت تلك الحضارات شديدة القدم من نقل تلك الصخور الضخمة لمسافات طويلة دون اللجوء للتكنولوجيا الحديثة؟
ولفت تاسكر إلى أنه توصل إلى فك اللغز خلال تفكيره بكيفية بناء الأهرامات التي شاهدها في زيارة إلى مصر.
وبدأ الأمر عندما أكد تاسكر قناعته بأن تلك الحضارات استخدمت “آلة منسية منذ وقت طويل” لنقل صخور “ستنوهنغ” لمسافة تقارب 290 كيلومترا، من تلال بريسلس إلى سهول سالزبوري بلين.
ويوضح العالم ريتشرد بيفينس، من المتحف الوطني في ويلز: “قمنا بإجراء تحليل بالأشعة السينية للحجارة الزرقاء من ستونهنج وكارن، وتأكدنا من أنها جلبت من تلة كارن غويدوك”. ومع ذلك لا يعرف العلماء كيف انتقلت هذه الكتل لمسافات تصل إلى أكثر من 250 كيلومتراً، مع العلم أن كل واحدة من هذه الكتل الصخرية تزن حوالي خمسة أطنان.
ويعتقد البعض أن الناس نقلوها أولاً إلى البحر، ومن ثم بواسطة قوارب، بينما يرى البعض الآخر أن نقلها كان بشكل طبيعي، ويرجع ذلك إلى حركة الصخور خلال العصر الجليدي.
ولا يعرف على وجه التحديد حتى الآن ما ترمز إليه أطلال “ستونهنج” فربما كانت مرصداً قديماً أو نصباً تذكارياً لموتى أو مكبر صوت ضخماً يجعل صوت طبول الطقوس القديمة أقوى. ويرى باحثون آخرون أن القدماء ربما كانوا يعتقدون أن للصخور الزرقاء كفاءة علاجية لبعض الأمراض، لذلك بنوا “ستونهنج” كمرفق طبي.
واستخدم العديد من الباحثين على مر السنين خيالهم لإيجاد مجموعة كبيرة من التفسيرات لمغزى وجود صخور”ستونهنج” التي تقف على سهل سالزبوري في ويلتشير بالمملكة المتحدة.
وبسبب الفضول للاطلاع على هذه الحضارة الغامضة التي تعود إلى ما قبل التاريخ يأتي الملايين من السياح لزيارة صخور “ستونهنج” الغريبة كل عام. وتتكون أطلال “ستونهنج” من عشرات الصخور المُرتبة على شكل حلقة وخندق دائري.
وكانت تلك الصخور تستخرج من جبال بريسلي غرب ويلز على بعد حوالي 250 كيلومتراً، ويرجح أن بناء “ستونهنج” يعود إلى عام 2550 قبل الميلاد. وقد أدرجت أطلال “ستونهنج” في قائمة التراث العالمي عام 1986.
وفي 2020، قالت دراسة منشورة في مجلة “Science Advances”، إن تلك الصخور الضخمة قد تم جلبها قبل نحو 2500 قبل الميلاد، وأكدت أن عملية البناء تمت بمرحلتين، في دلالة قد تشير إلى أن الحضارة التي أشرفت على بنائها تعد منظمة ومتحضرة.
وكان علماء آثار بريطانيون، تمكنوا مؤخرا، من فك لغز الموقع الصخري الشهير في سهل سالسيبري، غربي إنجلترا، بعدما أثيرت روايات متضاربة بشأن أصوله طيلة عقود، وبحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن باحثين مختصين تمكنوا من معرفة المكان الذي جاءت منه صخور “ستونهنج”، وهي عبارة عن قطع حجرية ضخمة ومتراصة بشكل دائري.
وكشفت عينة مأخوذة من النصب الحجري، من قبل عامل صيانة، في سنة 1958، أن أصل الحجر الذي يصل وزنه إلى عشرين طنا، والمستخدم في الموقع، يعود إلى منطقة “ويست وودز” المجاورة على بعد 15 ميلا فقط.
وكان روبرت فيليبس، يعمل في مشروع لقطع الألماس، حين جرت الاستعانة به قبل 60 عاما، حتى يقوم بتدعيم إحدى الصخور في الموقع، وحينما كان فيليبس يعمل هناك، قام بأخذ عينة واحتفظ بها لنفسه، وحرص على أخذها معه حين انتقل للعيش في الولايات المتحدة، لتظل هناك منذ ذلك الحين. وكان العلماء يشكون في أن يكون أصل تلك الصخور من منطقة “مارلبورو داونز”، لكن الأمر لم يؤكد على نحو حاسم.
وعقب إعادة العينة الصخرية من الولايات المتحدة، جرى إخضاعها لدراسة بأشعة “غير ضارة”، وعندئذ، تبين أن أصل الحجر يعود إلى منطقة “ويست وودز”، وتم تقطيع العينة، وجرى التعرف على تركيبها، ثم قورنت بعينات من عدة مناطق، وفقا لدراسة منشورة في مجلة “ساينس أدفانسز” العلمية.
وأعربت عالمة الآثار البريطانية، سوزان غريني، عن سعادتها الغامرة بهذا الاكتشاف، بعدما كشف الباحثون المصدر الذي اعتمد عليه بانوا الموقع الصخري لأجل الحصول على مادتهم الأولية قبل 2500 سنة من الميلاد.
ويرجع الأثر الحجريٌّ «ستونهنج» إلى عصر ما قبل التاريخ، ويقع في سهل ساليسبري بجنوب غرب إنكلترا، ويعود تاريخه إلى أواخر العصر الحجري وأوائل عصر البرونز.
ويقع هذا المبنى الحجري في مقاطعة ويلتشاير، وهي واحدة من المواقع الأثرية الأكثر شهرة في العالم.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل