استولى الجيش السوداني على قذائف حرارية قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية قوية تقاتل من أجل السيطرة على السودان لليوم الرابع يوم الثلاثاء، وهذه الجماعة المقاتلة يقودها محمد حمان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.
وقام الجيش السوداني بنشر مقطع فيديو يظهر صناديق قذائف الإنزال الجوي الحرارية عيار 120 ملم مع علامات تشير إلى أنها صنعت في صربيا في عام 2020 وتم تسليمها لاحقًا إلى الإمارات. وتسبب نشر الفيديو في إحراج محتمل للإمارات في الوقت الذي تسعى فيه للتوسط إلى جانب مصر لوقف إطلاق النار بين القوات السودانية المتناحرة.
مصر لديها مستشارون في السودان يدعمون الجيش الحكومي الرسمي، بينما تجنبت أبوظبي الإعلان عن دعمها لقوات الدعم السريع. يقول كاميرون هدسون، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وخبير في شؤون السودان إن تأكيد واشنطن أن الإمارات شريك في السعي لتحقيق السلام في السودان كجزء من الرباعية يجب أن يُنظر إليه بشكل متزايد بتشكك”.
المجموعة الرباعية هي المملكة المتحدة والولايات المتحدة والسعودية والإمارات ، وهي مجمعة من الدول حاولت استعادة الحكم المدني بعد أن نفذ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انقلابًا في عام 2021. اندلعت التوترات بين قائد الجيش اللواء عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بعد انهيار محادثات تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
القتال مستمر في العاصمة ، حيث يبدو أن قوات الدعم السريع قد سيطرت على مطار الخرطوم المغلق الآن. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها ماكسار أن 14 طائرة على الأقل دمرت على المدرج وتم الحاق أضرار بأخرى. وقد ادى القتال في قاعدة مروي الجوية على بعد 200 ميل شمال الخرطوم إلى تدمير مقاتلة واحدة على الأقل من طراز MiG-29 ومقاتلة صينية واحدة من طراز FTC2000.
ويُعتقد أن التفوق الجوي للجيش السوداني يمثل ميزة كبيرة على قوات الدعم السريع ، التي تعرضت قواعدها في الخرطوم للقصف بضربات جوية. وأظهرت صور أخرى للأقمار الاصطناعية دبابات ومركبات عسكرية منتشرة في الشوارع بالقرب من المباني الحكومية وعلى الجسور الرئيسية فوق النيل.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس إنه وسط أعمال العنف المتصاعدة يبدو أن هناك آفاقًا ضئيلة لمحادثات سلام. وقال من الخرطوم : “الجانبان المتقاتلان لا يعطيان الانطباع بأنهما يريدان وساطة من أجل السلام بينهما على الفور” وأضاف أن 185 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 1800 منذ اندلاع القتال.
وقال يوسف عزت كبير المستشارين السياسيين لزعيم قوات الدعم السريع: “الآن ليس الوقت المناسب للتعامل مع هذا النوع من المبادرات أو وقف إطلاق النار لأن القوات المسلحة السودانية تفقد السيطرة”. وقالت قوات الدعم السريع يوم الثلاثاء إنها تخوض معركة لاستعادة “حقوق شعبنا”
واضافت في بيان: “الثورة الجديدة … ما زالت مستمرة في تحقيق أهدافها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تقودنا نحو انتقال ديمقراطي حقيقي”. وقال الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو جوتيريش، إن الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل أصبح كارثيًا الآن في عموم السودان.
المصدر: الشادوف+وكالات الأنباء