تقدمت شركة “الدار” العقارية الإماراتية، من خلال شركتها “السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار- سوديك”، بعرض الاستحواذ على شركة “أوراسكوم” العقارية التابعة لشركة “أوراسكوم للتنمية” مصر، والمالكة لمشروع “أو ويست” بغرب القاهرة بمقابل مبدئي 2.46 مليار جنيه مصري (124.9 مليون دولار).
ويرى محللون أن “الدار” فضلت شراء مشروع أو ويست بعد رفض مساهمي شركة “مدينة نصر للإسكان” عرض الاستحواذ على الشركة، ورغبة “الدار” في زيادة محفظة الأراضي غير المطورة لدى الشركة.
وقال مقاولون مصريون عملوا لحساب ( أوراسكوم للإنشاءات) وأوراسكوم للتنمية العقارية إن مستحقاتهم لدى تلك الشركات لم يتم صرفها منذ بداية العام الجاري بسبب صعوبات مالية وتمويلية لدي مجموعة شركات أوراسكوم العاملة فى القطاع العقاري والتنمية العقارية ومجال الانشاءات العقارية.
وأوضح المقاولون الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم في تصريحات خاصة لموقع الشادوف الإخباري إن من بين المواقع التي عملوا فيها من الباطن لحساب شركات أوراسكوم التي يملكها آل ساويرس، موقع البرج الهلالي وأبراج الشركة الصينية فى العاصمة الإدارية حيث توقفت تلك الشركات عن دفع مستحقات المقاولين العاملين فى هذا الموقع منذ يناير من العام 2022 الجاري.
وكذلك موقع استاد الجيش فى العاصمة الادارية والمدينة الأوليمبية وموقع جامعة عين شمس فى العاصمة الادارية ولم يتم صرف مستحقات العاملين فى تلك المواقع منذ شهر فبراير من العام 2022 الجاري وحتى الآن بسبب أزمة سيولة حادة تعاني منها شركات أوراسكوم التي يمتلكها آل ساويرس، خصوصا نصيف الذي مني بخسائر كبيرة فى البورصات العالمية.
وتمتلك شركة “أوراسكوم” العقارية، مشروع “أو ويست” بمدينة حدائق أكتوبر-غرب القاهرة- ويتنوع هيكل مساهمي الشركة بين شركة “أوراسكوم للتنمية” مصر بحصة 70%، والحصة المتبقية لرجل الأعمال سميح ساويرس مؤسس “أوراسكوم” للتنمية.
ويرى علي عادل، محلل قطاع العقارات بشركة “بلتون” المالية القابضة، أن عرض شركة “الدار” الإماراتية من خلال شركة “سوديك”، الاستحواذ على شركة عقارية جديدة إشارة إيجابية للقطاع العقاري المصري، وما يتمتع به من فرص نمو قوية على المدى طويل الأجل، وتوقع تلقي شركات التطوير العقاري مزيدا من عروض شراء حصص أو الاستحواذ على كامل الشركة.
وقد انعكست سبعة أشهر من التطورات في المشهد الاقتصادي الإقليمي والدولي على تصنيفات وصافي ثروات المليارديرات العرب منذ نشر قائمة فوربس للمليارديرات للعام 2022، التي صدرت في أبريل الماضي.
وانخفض صافي الثروة المجمعة للمليارديرات العرب البالغ 68 مليار دولار في قائمة أبريل، ليصل إلى 65.6 مليار دولار، اعتبارا من الخامس من أكتوبر الجاري، أي ما يمثل نسبة 3.5 في المئة، بينما ظل عدد المليارديرات العرب 22 مليارديرا، بحسب فوربس.
وكان أكبر الخاسرين من بين المليارديرات العرب، المصري، ناصيف ساويرس مؤسس ورئيس فرع الأنشطة العقارية فى أوراسكوم القابضة التي تمتلكها عائلة ساويرس، بخسارة 800 مليون دولار، يليه العماني، سهيل بهوان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سهيل بهوان، التي تراجعت ثروتها بمقدار 600 مليون دولار، والأخوين اللبنانيين طه ونجيب ميقاتي مؤسسا مجموعة “أم 1″، حيث خسر كل منهما 400 مليون دولار.
على صعيد متصل، أفادت بيانات شركة “رفينيتيف”، الخميس، بأن الجنيه المصري لامس أدنى مستوياته على الإطلاق عند 22.5 جنيه مقابل الدولار الأميركي، وذلك بعد قرار البنك المركزي المصري رفع سعر الفائدة بمعدل 200 نقطة أساس.
وبحلول الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش، سجل الجنيه 22.5 مقابل الدولار، بتراجع يبلغ نحو 13%.
وكان الجنيه المصري يتداول الأسبوع الماضي عند 19.61 مقابل الدولار. وبدأت مصر السماح بانخفاض قيمة عملتها في مارس عندما كان يتم تداولها عند 15.70 جنيها مقابل الدولار، حتى توفر الاشتراطات التي يطلبها صندوق النقد الدولي للحصول على قرض.
وجاء الانخفاض التاريخي بعد إعلان البنك المركزي المصري في بيان، الخميس، زيادة أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 200 نقطة أساس، خلال اجتماع استثنائي للجنة السياسات النقدية.
وأوضح البنك أنه حدد سعر الإقراض لليلة واحدة عند 14.25 بالمئة، وسعر الإيداع لليلة واحدة عند 13.25 بالمئة.
وتوقع البنك، في بيانه، ارتفاع معدلات التضخم بمقدار 2% عن المعدلات التي يستهدفها حاليا، وهي 7 في المئة، خلال الربع الأخير من العام الجاري، مبررا ذلك بارتفاع الأسعار العالمية والمحلية.
وبحسب البيان، الذي حصل موقع الحرة على نسخة منه، فإن لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي، سوف تواصل الإعلان عن المعدلات المستهدفة للتضخم التي بدأت منذ عام 2017 “بما يتسق مع المسار النزولي المستهدف لمعدلات التضخم”.
وقال البنك إنه تم اتخاذ إجراءات إصلاحية، لضمان استقرار الاقتصاد الكلي، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، سيعكس سعر الصرف قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى بواسطة قوى العرض والطلب، في إطار نظام سعر صرف مرن، مع إعطاء الأولوية للهدف الأساسي للبنك، المتمثل في تحقيق استقرار الأسعار.
واعتبر البيان أن ذلك سيمكن البنك المركزي المصري من العمل على تكوين والحفاظ على مستويات كافية من الاحتياطيات الدولية.
وتواجه مصر أزمة اقتصادية صعبة ناجمة عن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا بعد أن انخفاض في مخزون احتياطي العملات الأجنبية للبلاد، ووسط تضخم مستمر خلال الأشهر الماضية.
القيمة العادلة
وبحسب الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، فإن مصر في حاجة إلى 30 مليون وحدة سكنية خلال الـ30 عاما المقبلة لاستيعاب الزيادة السكانية.
كما يرى الخبراء، أن العرض المبدئي لاستحواذ شركة “سوديك” على شركة “أوراسكوم” العقارية منخفض قليلا عن القيمة العادلة لـ”أوراسكوم”، مستندا في ذلك على أن العرض حدد 860 جنيه (43.63 دولار) لسعر الأرض غير المطورة بمشروع “أو ويست”، وهو ما يقل عن سعر الأرض غير المستغلة لمشروعات “سوديك” وقت استحواذ “الدار” العقارية عليها وبلغ وقتها 1200 جنيه (60.88 دولار)، كما يقل عن عرض الاستحواذ على الأراضي غير المطورة لشركة مدينة “نصر للإسكان والتعمير”، وبلغ 1600 جنيه (81.18 دولار).
ورفض مساهمو شركة “مدينة نصر للإسكان والتعمير”، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، عرضًا تقدمت به شركة “الدار” العقارية الإماراتية من خلال شركة “سوديك” للاستحواذ على الشركة مقابل 6.36 مليار جنيه (322.7 مليون دولار) بسبب انخفاض سعر العرض، حسبما ذكرت الشركة في بيان للبورصة.
وقال محلل قطاع العقارات، في تصريحات خاصة لـCNNبالعربية، إنه من الصعب في الوقت الحالي التوقع بشأن إتمام الصفقة من عدمه، موضحًا أن شركة “سوديك” مقدمة العرض ستبدأ إجراء فحص نافي للجهالة، والذي سيستمر لمدة من شهرين إلى 3 شهور، ووقتها سيتم تحديد قيمة عادلة للمشروع، وإمكانية زيادة العرض المقدم من عدمه، منوهًا إلى أن من الصعب أن يوافق المساهمين بشركة “أوراسكوم” العقارية على السعر الحالي للصفقة.
ووافق مجلس إدارة شركة “أوراسكوم للتنمية” مصر، على أن يتيح لشركة “سوديك” إجراء الدراسات النافية للجهالة المطلوبة بشكل حصري، كما فوض المجموعة المالية “هيرميس” كمستشار مالي للصفقة، بحسب بيان الشركة للبورصة.
وأشار علي عادل إلى أن إتمام الصفقة سيؤثر إيجابيا على شركة “سوديك” لزيادة حجم محفظة الأراضي غير المطورة وتنوعها في شرق وغرب القاهرة والساحل الشمالي، في المقابل ستسفيد شركة “أوراسكوم للتنمية مصر” من حصيلة السيولة من صفقة بيع مشروع أو ويست ودراسة فرص استثمارية جديدة، ولكنها ستفقد ميزة هامة وهي التنوع في تقديم الخدمات العقارية، حيث تبيع الشركة وحدات سياحية بمشروعاتها مثل الجونة، ووحدات للسكن الأولي بمشروع “أو ويست”، وبيع الأخير سيفقدها هذه الميزة.
ويقع مشروع “أو ويست” على مساحة 4.2 مليون متر مربع بمدينة حدائق أكتوبر-غرب القاهرة- ويمثل المشروع حوالي 20% من إيرادات شركة أوراسكوم للتنمية مصر، بحسب بيانات الشركة.
وقال الدكتور معتصم الشهيدي نائب رئيس مجلس إدارة شركة “هوريزون” لتداول الأوراق المالية، فى تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن شركة “سوديك” فضلت الاستحواذ على مشروع “أو ويست” لقربه من محفظة أراضي الشركة بغرب القاهرة، وزيادة محفظة الأراضي غير المطورة لدى الشركة بعد رفض مساهمي شركة مدينة نصر عرض الاستحواذ عليها، في المقابل قد يكون العرض فرصة أمام شركة “أوراسكوم للتنمية” مصر- مالكة المشروع- لبيع “أو ويست” والتركيز على تطوير مشروعات سياحية في ظل المنافسة القوية بمشروعات السكن الأولي في القاهرة.
وحققت شركة “أوراسكوم للتنمية” مصر، مبيعات عقارية بلغت 4.7 مليار جنيه (238.5 مليون دولار) خلال النصف الأول من عام 2022، وهي أعلى مبيعات نصف سنوية محققة في تاريخ الشركة، واستحوذ مشروع “أو ويست” على نسبة 51.4% من المبيعات.
غير أن الشهيدي توقع إتمام شراء سوديك لشركة “أوراسكوم” العقارية لأن هيكل ملكية “أوراسكوم” يختلف عن شركة “مدينة نصر للإسكان والتعمير”، حيث يستحوذ المساهم الرئيسي رجل الأعمال سميح ساويرس على حصة الأغلبية بشركة “أوراسكوم للتنمية” مصر، وهو من سيرجح إتمام الصفقة من عدمه.
وأضاف معتصم الشهيدي أن إتمام الصفقة سيؤدي إلى توفير سيولة نقدية ضخمة لشركة “أوراسكوم للتنمية” مصر، تسمح لها بإجراء توسعات في محفظة مشروعاتها السياحية، وبالنسبة لـ”سوديك” سيوفر للشركة مساحة أراضي غير مستغلة ومشروع قائم، وكذلك سعر للمتر الأرض غير مرتفع.
المصدر: الشادوف+سي إن إن بالعربية