شمريت مئير هي مستشار سياسي لنفتالي بينيت.. وهي كبير مستشاري رئيس وزراء اسرائيل، وأكثرهن نفوذا..
هي صحافية معروفة تجيد اللغة العربية إجادة تامة، كما تفيد معلوماتها المنشورة على الانترنت..
وهي الوحيدة التي علقت على تويتة رئيس الوزراء نفتالي بينيت بشأن تعيين سفير جديد لتل أبيب في واشنطن بوضع علامة تعجب، ولم تفسر سبب وضع تلك العلامة، ولم يحاسبها أحد..
ولدهشتي، اكتشفت أن شمريت مائير صاحبة كل هذه السطوة، وكل هذا النفوذ، وكل تلك الخبرة المهنية والحنكة السياسية، تتابع موقع الشادوف الإخباري المتواضع !
هي بالتأكيد، وبحكم خبرتها المهنية والسياسية، تعرف أن شيئا ما في موقع الشادوف الإخباري ، جدير بالمتابعة، تعرف أن شيئا ما جدير بأن يعرف سياسيو تل أبيب ما يكتبه وينشره الموقع من أخبار وموضوعات ومقالات باللغتين العربية والانجليزية.. بالتأكيد لديهم أسباب!
شمريت مائير ليست مجرد شخص بائس يمضي جل وقته متجولا على الانترنت عبر هاتفه المحمول يتصفح المواقع الإخبارية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي على السوشال ميديا !! لكنها من خلال سيرتها الذاتية والمناصب التي تقلدتها، سيدة لديها تاريخ مهني وسياسي متميز، ومتابعتها لموقعنا أمر اعتبرنا انه لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يتعين التوقف عنده لمحاولة الفهم واستخلاص الدروس والعبر .
سألني مقربون: لماذا استغربت تلك المتابعة من هذه الشخصية بالتحديد ؟!
قلت: استغربت طبعا، لأن هناك الكثير من أسباب الاستغراب والدهشة، ويمكنكم طبعا استنتاج أسباب أخرى متعددة، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن موقع الشادوف المصري العربي لم يحظ بتلك الضجة والجلبة المفتعلة مثل أشخاص آخرين أو مواقع أخرى وفضائيات وخلافه، فهو موقع إخباري يسير بهدوء ويقوم بما يتعين عليه القيام به وفقا لقدراته وإمكانياته المحدودة.
موقع الشادوف لا يحظي بآلاف المعجبين وملايين اللايكات والمتابعات مثل بعض ( الظواهر الاعلامية المفتعلة ).. هو موقع هاديء وبسيط لكنه يعرف ماذا يقول ولماذا يقول وكيف يقول ما يريد، وكيف يضعه في القالب المهني المناسب. انه موقع تبدو من قسماته ملامح الخبرة والمهنية والادراك السياسي العميق بما جعله متميزا بين أقرانه من المواقع الأخرى.
ربما لهذه الأسباب اهتمت به شمريت مائير وغيرها من المهنيين والسياسيين داخل اسرائيل وخارجها، لكن ما يستفزني دوما للتعليق والكتابة في مثل تلك الأمور، هم أولئك الحمقى حديثي الخبرة في مهنة الصحافة والاعلام ، الذين ظهروا مؤخرا ويظنون أن مئات الاعجابات وآلاف المعجبين ( حتى لو كانوا مصنوعين صناعة ) يمكن أن تجعل لهم “وزنا وتأثيرا” فى مهنة يصنع التأثير الأكبر فيها الخبرة والموهبة الصادقة و(الوطنية الحقيقية لا المزيفة)!
سألني المقربون مجددا : هل لديك في هذه المناسبة ما تقوله لهؤلاء الحمقى كما تصفهم؟!
قلت: سوف أقول لكل بائس يتصور أن الأوزان المهنية والأوزان السياسية و(القدرة على التأثير) ترتبط فقط بعدد الاعجابات واللايكات، سأقول أيضا لكبير هؤلاء البائسين الذي علمهم كيف يغمسون سحر الإعجابات في بؤس واقعهم في اسطنبول، سوف أقول للمدعو ( شريف ملوخية ) بطل رواية ( على رصيف اسطنبول) لسامي كمال الدين، سأقول له تحديدا :
يا هذا.. اعلم أن البرامج والمنابر والقنوات الفضائية بل والصحف ومواقع الأخبار، ومكاتب السمسرة السياسية والحزبية، لا تصنع سياسيين ولا تخدم قضية طالما لم يصاحبها الاخلاص في العمل والتوكل على الله وحده!! ولو كانت تصنع بمفردها السياسيين والنجوم الاعلاميين لخلقت منك سياسيا ذي وزن في المعادلة.
فرغم الامكانات الهائلة التي حصلت عليها بالمكر والخديعة والكذب وكل أشكال الموبقات الأخرى، فإن الناس حتى الآن لا تعرف مهنتك الحقيقية التي تعيش من عوائد العمل بها : هل أنت صحفي أم محامي؟! وأنت نفسك لا تعرف كيف تبرر تلك الحياة التي تعيشها من عوائد هاتين المهنتين اللتين فشلت فيهما فشلا ذريعا !!
العالم كله يعرف أنك لم تكن يوما صحفيا متميزا ، ولم تكن يوما محاميا ناجحا.
الجميع يعرف فقط أنك سمسار في السياسة تلعب في المنافسات السياسية في وزن الريشة، لذلك تحاول مثل ( عبده مشتاق) أن تناوش مع أوزان أثقل منك في مجال السياسة، لعلك تحظى ببعض من أوزانهم. الجميع يعرف ذلك. وتجربتك مع الدكتور محمد البرادعي معروفة للكثيرين!
يا هذا.. الذي أطلق عليك الروائي أحمد الصاوي اسم (عبده غانم ) في روايته ( عرايا اسطنبول )، لا تتعب نفسك في محاربة صحفيين وإعلاميين موهوبين حسدا من عند نفسك المريضة عليهم، وعلى موهبتهم التي حباهم الله بها، واعلم أن الفضل هو ما تشهد به الأعداء.
أعداؤنا يعرفون وزن كل واحد فينا جيدا.. يعرفون وزن الأحرار الثوار، ويعرفون وزن السماسرة والتجار (بتوع التمويلات)..
لذلك أنصحك يا هذا، بألا تتعب نفسك، لأنك لم ولن تأخذ شيئا من أحد كتبه الله له، ولم ولن تمنح شيئا لأحد لم يكتبه الله عليه، فقط سدد ديونك المستحقة عليك في الدنيا لأن تسديدها في الدنيا أرخص بكثير من اقتضائها من رقبتك في الآخرة، وإن كنت تؤمن بالله ورسوله وبالحساب والعقاب، فاعلم ياهذا أن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
( يوسف-21) صدق الله العظيم.