أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة المحاصر أن معبر رفح سيُفتح اليوم الخميس في اتجاه واحد، على أن يُفتَح في الاتجاهين، بدءًا من الأحد المقبل، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، تقديم “تسهيلات” و”توسيع” إدخال معدات ولوازم للمشاريع المدنية الدولية في القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
ويتزامن هذا الإعلان مع زيارة رئيس حكومة الكيان الصهيوني نفتالي بينيت، للولايات المتحدة، واجتماعه مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس الأميركي، جو بايدن. وذكر منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، أن القرار جاء بعد تقدير الأوضاع الأمنية وبمصادقة المستوى السياسي.
وأضاف أن سلطات الاحتلال ستسمح بإدخال سيارات جديدة مستوردة للقطاع، كما سيسمح بتجارة الذهب بين الضفة والقطاع، وزيادة عدد “تصاريح العبور” في معبر “إيرز” لرجال الأعمال والتجار من القطاع بألف تصريح. وأوضح أن التصاريح ستمنح للمتعافين من فيروس كورونا وللمطعمين.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم في بيان: “عودة العمل الطبيعي بمعبر رفح البري في الاتجاهين اعتبارا من يوم الأحد المقبل”، دون أن يكشف تفاصيل تلك العودة.
وأضاف: “على أن يفتح المعبر اليوم الخميس في اتجاه الوصول فقط لدخول العالقين من الجانب المصري”. ولم يصدر أي إعلان رسمي من القاهرة بخصوص فتح المعبر حتى الآن.
وأغلقت السلطات المصرية، المعبر، أمام حركة البضائع والأفراد، منذ الإثنين وحتى الأربعاء، دون إبداء أسباب، وفق بيانات سابقة لوزارة الداخلية في غزة. ومنذ منتصف أيار/ مايو 2018، يتم فتح معبر رفح بين غزة ومصر بشكل مستمر باستثناء أيام الإجازات الرسمية.
ويأتي الإعلان عن “التسهيلات” المصرية والإسرائيلية بعد مواجهات أُصيب فيها عدد من الفلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ، قرب السياج الأمني الفاصل، شرقي مدينة خانيونس، الأربعاء. وأفادت وزارة الصحة في غزة، بإصابة “14 مواطنا بجراح مختلفة منهم 5 بالرصاص الحيّ وحالتهم متوسطة”.
واضافت الوزارة أن “2 (من بين المصابين، تعرّضوا لإصابة) بالمطاط، و7 بقنابل الغاز وهم بحالة طفيفة شرق خانيونس”.
وشارك آلاف الفلسطينيين في مهرجان “سيف القدس لن يغمد” الشعبي، الذي دعت إليه، الإثنين الماضي، لجنة فصائل العمل الوطني والإسلامي، للمشاركة فيه ومسيرة قرب السياج الأمني، شرقي بلدة خزاعة الحدودية، جنوبي القطاع. وقمعت قوات الاحتلال، المتظاهرين قرب السياج الحدودي بإطلاق وابل كثيف من قنابل الغاز المُسيل للدموع عبر الطائرات المُسيرة، وطلقات الرصاص الحي بين الحين والآخر.
وفي وقت سابق، ذكر تقرير صحافي أن حركة حماس وافقت على طلب مصري بوقف إطلاق البالونات الحارقة، مؤقتا، وأبلغت مصر بأنه يصعب تلبية طلبها بإلغاء المظاهرة التي نُظمت، الأربعاء، وتعهدت بإبعادها عن السياج الأمني المحيط بقطاع غزة وأكدت أنها ستكون سلمية، وفق ما نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مصرية.
وأشارت المصادر المصرية التي تحدثت إلى الصحيفة شرط عدم ذكر اسمها، إلى أن الاتصالات المستمرة بين قيادة حماس والمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، أدت إلى ما وُصف بـ”تهدئة مشروطة في غزة لحين”، وذلك في محاولة من قيادة الحركة لامتصاص غضب القاهرة، بعد الأحداث التي شهدها قطاع غزة السبت الماضي وأدت إلى إصابة 41 فلسطينيا، وجندي إسرائيلي بطلق ناري.
وأضافت المصادر أنّ حماس ردّت على مطلب مصري بإلغاء التظاهرة والحراك الذي دعت إليه الفصائل الفلسطينية، اليوم، عند السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، بصعوبة إلغاء المسيرة في الوقت الحالي، لكنها قدمت تعهدات بإبعادها أكثر ما يمكن عن السياج مع تأكيد سلميتها التامة.
ووتابعت المصادر المصرية أن حماس وافقت على المطلب المصري الخاص بوقف إطلاق البالونات الحارقة مؤقتاً، إلى حين اتضاح الرؤية بشكل كامل من جانب الاحتلال الإسرائيلي والوسطاء، في ما يتعلق بالتزام إسرائيل بتنفيذ التفاهمات السابقة المتفق عليها، بشأن تخفيف الحصار وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل العدوان الأخير على غزة، في ايار/مايو الماضي.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن “قيادة حماس أكدت في الاتصالات مع المسؤولين المصريين أنّ الموافقة على المطلب المصري جاءت تقديراً لجهود القاهرة، وتقديراً للانزعاج المصري”، معوّلين في الوقت ذاته على إعادة فتح معبر رفح واستئناف حركة السفر في الاتجاهين في أسرع وقت.
وقالت المصادر إنّ “قيادة الحركة أكدت أنّ هناك بعداً آخر في ضرورة فتح المعبر في أسرع وقت، بسبب تكدس العالقين بأعداد كبيرة، ومراعاة أقصى درجات الاحتراز لمنع تفشي فيروس كورونا”.
المصدر: الشادوف+مواقع فلسطينية+وكالات