أعلنت «الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق» عن ظهور فقمة «الراهب» المتوسطية، على الشواطئ الساحلية السورية خلال الفترة الأخيرة، واعتبرت ان هذا الظهور يؤكد ان هذا الحيوان الثديي الذي يحتل المرتبة السادسة على لائحة الحيوانات المنقرضة فى العالم لم ينقرض تماما.
وأثار هذا الاعلان ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يخل غالبيتها من روح الدعابة التي اعتاد عليها كثير من السوريين، للهروب مع الواقع الصعب الذي تشهده البلاد نتيجة الحرب.
وحسب مواقع موالية لنظام بشار الأسد شاهد سكان شاطئ السمرا شمال اللاذقية مجموعة من فقمات «الراهب» المتوسطية، عند خليج السمرا.
وأكدت تلك المواقع أن هذا المخلوق البحري يعتبر من أندر الأحياء البحرية المهددة بالانقراض على الساحل السوري، معتبرة أن الباحث العلمي الذي يشاهدها حية تجوب البحر يعد من المحظوظين.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت الدعابة غالبة على طريقة التعاطي مع الخبر خصوصاً أن غالبية السوريين يتطلعون إلى الهجرة خارج بلادهم، واعتبر موقع «هاشتاغ سوريا» الموالي أن ظهور الفقمة في الشواطئ السورية سببه «قدر أحمق الخطى».
أما السورية منولة محمد فوصفت الفقمة بـ»المعترة» وقالت على «فيسبوك»: « الله يصبرك على هالحياة عنا، غلطت عمرك لفي ورجعي لبلدك أشرفلك».
ووصلت الدعابة بالسوري يامن حبال، إلى التوقع بأن الفقمة ستصاب بالهذال نتيجة الجوع وارتفاع الأسعار، شأنها شأن غالبية السوريين، وقال «بكرا بتضعف وبتصير سمكة سلور».
وقال متفاعل آخر مع الخبر، «بكرا بتضيف الدولة رسم حماية الفقمة على فاتورة الهاتف» في إشارة منه إلى رفع الحكومة للضرائب على كل الخدمات، من اتصالات وكهرباء ومياه. وتساءل آخر: « شو عاملة هالفقمة حتى ربنا عاقبها؟».
وقال الباحث المهتم بالحياة البرية السورية غسان أحمد الأحمد إن أعداد فقمة الراهب المتوسطية بدأت بالتناقص منذ ستينيات القرن الماضي، إلى أن اختفت تماماً في التسعينيات، وغالباً يرجع ذلك إلى التغير المناخي، وارتفاع نسبة تلوث مياه البحر.
وأضـاف أن الفـقمة شوهـدت بأعداد قليلة جداً في العام 2013، بالـقرب من جـزيرة أرواد، وكـذلك في شواطئ لبنان ومغاور «وادي قنديل» ما يعني احتمالية أن تكون قد عادت للاستيطان مجدداً في هذه المنطقة.
وأكد أن ظهور الفقمات في هذا التوقيت يدلل على أن موسم التكاثر قد حان، مشيراً إلى أن هذا النوع من الحيوانات البحرية مهدد بالانقراض.
وحسب دراسات بيئية، أثرت الحرب في سوريا سلباً على البيئة وهددت سائر الكائنات الحية من أصغرها حجما إلى أكبرها، سواء في البر أو البحر، وأحدثت خللاً في جميع الظروف المحيطة بالأنواع الحية، حيث تعرضت الحيوانات إلى الصيد الجائر، في الوقت الذي أسهم فيه تسرب الوقود في الشواطئ السورية لأكثر من مرة، في تناقص أعداد المخلوقات البحرية.
وحذر باحثون من تداعيات «كارثية» للحادثة على الحياة البحرية، بعد انتشار بقع الزيت على طول شواطئ جبلة وبانياس السورية. وقبل ذلك، تسربت بقع نفطية واسعة على سواحل مدينة بانياس في ريف طرطوس في حزيران/يونيو الماضي خلال إفراغ ناقلة نفط إيرانية لحمولتها في الميناء.
كانت الفقمة تعيش في الماضي بشكل طبيعي في المياه اللبنانية، وتتخذ لنفسها مأوى في الكهوف والمغارات الصخرية تحت الماء، ثم بدأت بالتناقص تدريجياً حتى تم تسجيل آخر ظهور لها في الستينيات. وعلى هذا الأساس اعتبرت منقرضة من لبنان. ولما تمكن فريق إدارة محمية جزر النخل (شمال) من رؤيتها قرب جزر المحمية عام 1997، اعتبر الأمر أعجوبة، إلى أن شاهدها بعد ذلك جمع من المتنزهين على كورنيش الميناء (شمال) وهي بالقرب من جزيرة عبد الوهاب في العام 2000.
ومرت السنوات ليعلن عن رؤيتها مجدداً في الميناء عام 2011، وفي عمشيت (جبل لبنان) والروشة (بيروت) عام 2012. علماً أنّ في الروشة مغارة باسم مغارة فقمة الراهب.
وقبل عدة أشهر ، قضى حيوان من نوع فقمة الراهب الذي تشتهر به جزيرة ألونيسوس اليونانية ببندقية، وفق ما أعلنت منظمة غير حكومية محلية، في عمل أثار غضبا لدى السكان والناشطين البيئيين.
وبحسب الموقع الإلكتروني للجزيرة التي تشكل إحدى أهم المحميات البحرية في أوروبا، توجد في هذا الجزء من بحر إيجة «مناطق محددة يُسمح فيها بالصيد للهواة».
وقالت منظمة «موم» اليونانية غير الحكومية «لسوء الحظ، ثبت مرة أخرى أن شر الإنسان وغباءه لا حدود لهما! علمنا أن فقمة الراهب اليافعة كوستيس التي أصبحت في الأشهر الأخيرة شعار ألونيسوس، قُتلت عمداً».
وقالت المنظمة التي تنشط للدفاع عن هذا النوع المهدد بالانقراض في البحر المتوسط، على فيسبوك إن الحيوان «أُعدم من مسافة قريبة ببندقية رماح».
وأوضحت المنظمة لوكالة فرانس برس أن سكان جزيرة فوليغاندروس عثروا على الفقمة الذكر الصغير في عام 2018 في جزر سيكلاديس، وكان في وضع سيئ بعد مرور الإعصار زورباس.
وأفادت معلومات إعلامية عن حال استنفار للعثور على منفذ العملية.
وكتبت منظمة «موم» في رسالتها «كان وقع هذا النبأ حزينا للغاية ليس على أعضاء المنظمة غير الحكومية الذين اعتنوا بكوستيس لأشهر فحسب، ولكن أيضا لدى جميع سكان وزوار ألونيسوس الذين أتيحت لهم فرصة مشاهدة كوستيس عن كثب».
المصدر: الشادوف+مواقع اخبارية