أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، عن تنازله عن أن يكون الأوّل في اتفاق التناوب لعام واحد لصالح رئيس قائمة “يمينا”، نفتالي بينيت.
ورغم ذلك، يجمع المراقبون انه لا حظوظ لتشكيل هذه الحكومة برئاسة نتنياهو في ظلّ معاودة رئيس قائمة “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، تأكيده على رفض المشاركة في حكومة تستند إلى دعم “القائمة العربية الموحدة” (الإسلامية الجنوبية).
وكتب نتنياهو في حسابه على “فيسبوك” أن عرضه الى نفتالي بينيت يشمل “مناصب مهمّة” لأعضاء قائمة “يمينا”، بالإضافة إلى خوض الانتخابات في قائمة موحّدة في حال لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة، مع حفاظ كل قائمة على هويتّها وقوّتها النسبية.
وأضاف نتنياهو “قبل عشرة أيام، كتب بينيت أنه بالإمكان تشكيل حكومة إن تنحيتُ جانبًا في العام الأوّل. ها أنا أتنحى. الآن دورك”.
وردّ بينيت في مؤتمر صحافي بالقول إنه لم يطلب من نتنياهو رئاسة الحكومة، وخاطبه بالقول “لا حكومة عندك بسبب سموتريتش. وأنت تحاول أن تحمّلني مسؤولية ذلك”.
ومن أجل تشكيل حكومة مع بينيت، يحتاج الليكود إمّا إلى دعم قائمة “الصهيونية الدينية”، التي ترفض ذلك بسبب الدعم المحتمل “للقائمة العربية الموحدة”، وإما إلى قائمة “تكفاه حدشاه”، برئاسة غدعون ساعر، الذي يرفض الانضمام إلى حكومة يرأسها نتنياهو.
وأكّد ساعر، اليوم، الإثنين، مجدّدًا، أنه يرفض الانضمام لحكومة يرأسها لنتنياهو حتى لو ترأسها في عامها الأول شخص آخر غير نتنياهو.
وتنتهي مساء غدٍ، الثلاثاء، المهلة الممنوحة لنتنياهو لتشكيل الحكومة، وتشير التوقعات إلى أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لن يمدّدها له مجددا. ونشب تنافس داخل “معسكر التغيير” بين بينيت ورئيس قائمة “ييدش عتيد”، حول من سيحصل على تكليف لتشكيل الحكومة أولا.
وأعلن لبيد، في مؤتمر صحافي بالكنيست، اليوم، الإثنين، أنه “لن يتنازل” عن الحصول على تكليف من الرئيس الإسرائيلي بتشكيل الحكومة. في المقابل، يسعى بينيت إلى أن يحصل هو على تكليف من الرئيس الإسرائيلي، وتحدّث أعضاء في حزب الليكود، مؤخرًا، عن احتمال التوصية به عند الرئيس الإسرائيلي.
وقبل أسبوعين، أعلن بينيت أنه بدأ اتصالاته لتشكيل “حكومة وحدة وطنية”، في إشارة إلى حسمه خيار الابتعاد عن حكومة يرأسها نتنياهو. وحصلت قائمة “يمينا” في الانتخابات الأخيرة على 7 مقاعد، وحلّت في المرتبة الخامسة.
ومع ذلك، لا يمكن لنتنياهو أو المعسكر المناوئ له تشكيل حكومة دون دعمها، مما أتاح موقعًا قويا لبينيت في المفاوضات، وطلب رئاسة الحكومة لنفسه.
وكتب بينيت في حسابه على “فيسبوك”، حينها، إن نتنياهو “يختار جرّ دولة إسرائيل إلى انتخابات خامسة، عبر حملة عدوانية وشخصية ضدّي”.
ولا يمكن لبينيت تشكيل حكومة دون أن تضمّ أحزاب “ييدش عتيد” (مركز)، برئاسة يائير لبيد، والعمل (مركز) و”ميرتس” (يسار صهيوني)، ومع ذلك وصف حكومته بأنها “يمينيّة”.
وتابع “سأكون واضحًا – “حكومة وحدة” كهذه لن تحقّق كل أحلامي، لكنها لن تكون أقلّ يمينيّة من حكومات نتنياهو”، وأوضح أن حكومة من هذا النوع “لن تفرض السيادة على جزء من أراضي إسرائيل (في إشارة إلى ضمّ مستوطنات الضفة الغربيّة)… لكنّها لن تسلّم أراضي اسرائيل”.
وبحسب ما ذكر بينيت، ستركّز حكومته على “الاقتصاد، خصوصًا الشركات الصغيرة والعمال المستقلّين، وتأهيل جهاز التعليم، وتخفيض البيروقراطية والتنظيم، ومشاريع البنى التحتية الضخمة، والشوارع والقطارات، وتقوية الريف. بالإضافة إلى الحفاظ على أمن إسرائيل”.
وردّ الليكود على إعلان بينيت بالقول إن حكومة ( يقصد حكومة بينيت المقترحة) تقاطع 52 مقعدًا من مقاعد اليمين بالكنيت، وتتكوّن ( هذه الحكومة) من 50 مقعدًا من اليسار واليسار المتطرّف والمشتركة هي ليست “حكومة وحدة”، إنما “حكومة يسار” مع ورقة توت يمينية صغيرة ( تحجب عورتها)”.
واستفز هذا الرد قيادية كبيرة فى حزب بينيت، حيث وصفت وزيرة إسرائيلية سابقة، الإثنين، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو بـ “الديكتاتور الذي تحركه شهوة السلطة والقوة”.
جاء ذلك في تسريب صوتي نشرته القناة (12) الإسرائيلية، لـ”أيليت شاكيد” وزيرة العدل السابقة (2015- 2019) والشخصية الأبرز في حزب “يمينا” بعد زعيمه نفتالي بينيت.
ويأتي التسريب قبل يوم واحد من انتهاء المهلة الممنوحة لنتنياهو لتشكيل الحكومة، وسط تعويل الأخير على حزب “يمينا” للانضمام إليه وتشكيل حكومة بالتناوب.
وقالت “شاكيد” في المقطع المسرب خلال حديثها مع شخص لم تُعرف هويته عن نتنياهو: “أهم شيء بالنسبة له الآن هو المحاكمة (..) كل اعتباراته وتصرفاته تتمحور حول المحاكمة، يجب أن يرحل نتنياهو”.
واعتبرت أن نتنياهو يخشى أن يقرر في النهاية طلب العفو من المحكمة أو صفقة التماس (اتفاق يقدم بموجبه المدعي العام تنازلا إلى المدعي عليه مقابل إقراره بالذنب).
وانطلقت في 24 مايو/ آيار الماضي محاكمة نتنياهو في المحكمة المركزية بالقدس الشرقية بتهم خيانة الأمانة والاحتيال والرشوة في 3 قضايا فساد.
وقالت “شاكيد” إن نتنياهو “يريد الاستمرار والبقاء في الحكم، لديه شهوة السلطة والقوة هو وزوجته، إنهما كالديكتاتوريين والطغاة”.
مع ذلك، أكدت “شاكيد” التي كانت الرقم “2” في قائمة “يمينا” في الانتخابات الماضية، أن مفاوضات تجرى بين بينيت ونتنياهو لتشكيل حكومة بالتناوب على أن يتولى الأول رئاستها لمدة عام ونصف العام، فيما يقوم الأخير بالمهمة لعامين ونصف العام.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن نتنياهو استعداده لقبول طلب نفتالي بينيت بترتيب التناوب، من أجل إنجاح مهمة تشكيل الحكومة التي تنتهي مهلتها مساء غد الثلاثاء.