أصيب مسؤولو الجهاز الأمني لدولة الكيان – الجيش والموساد والشاباك – بالصدمة والذهول عقب اكتشاف الجهود التي بذلها الاستخبارات العسكرية لحركة حماس في السنوات الأخيرة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية عن إسرائيل.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، الجمعة، فقد كلفت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان”) وحدة أمن المعلومات التابعة لها بالتحقيق ومتابعة تطور مجهود حماس الاستخباراتي.
لكن بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في الحرب الحالية، واقتحامه “مجمع الخوادم” الذي أقامته حماس في الأنفاق والاستيلاء على حواسيب موصولة بمجمع الخوادم، “تم اكتشاف الحجم الحقيقي لقدرات حماس في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية. وما تم اكتشافه هناك أبقى عناصر الاستخبارات الإسرائيلية في حالة ذهول مطلق”، حسب التقرير.
تقرير اسرائيلي يوصي بضرورة إيصال عملاء اسرائيليين بأي ثمن لرئاسة أجهزة الاستخبارات العربية بعد صدمة اكتشافهم ما فعلته استخبارات حماس العسكرية !
وتبين للاستخبارات الإسرائيلية، أنها سيطرت على ما وصفته بأنه مجرد “طرف الجبل الجليدي وحسب” في مجهودات حماس الاستخباراتية، وتبين أن مجهود حماس في السنتين الأخيرتين، بدعم من إيران حسب زعمها، كتب الفصل الاستخباراتي الحاسم لخطة حماس الكبرى: هجوم 7 أكتوبر”.
وألمح التقرير الى ضرورة قيام الأجهزة الاستخباراتية الاسرائيلية بمراقبة ومتابعة نظيراتها في البلدان المجاورة وفي دول منطقة الشرق الأوسط وتدعيم علاقاتها مع قيادات تلك الأجهزة!! يعني المساهمة في اختيار العملاء والخونة لرئاسة تلك الأجهزة، السيسي نموذجا في رئاسة الاستخبارات العسكرية المصرية قبل ثورة 25 يناير 2011 !!
وفي التفاصيل، تمكنت حماس من التوغل داخل شبكة كاميرات في إسرائيل والسيطرة عليها، وعلى عناوين بروتوكولات الإنترنت (IP)، وتمكن عناصر حماس من أن يشاهدوا بحرية وبشكل مباشر بثا حيا من بلدات وشوارع وحتى من داخل بيوت مواطنين اسرائيليين. وركزت حماس على منطقة “غلاف غزة”، حيث شبكات الكاميرات في بلداته كانت واسعة، كتلك التي ترصد السياج الأمني المحيط بالقطاع، ومنشآت أمنية وأخرى حساسة. “ويتضح الآن أن حماس تمكنت من السيطرة على عشرات من هذه الكاميرات قبل 7 أكتوبر، واستخدم مقاتلوها قسما منها أثناء القتال في هذه البلدات في الأيام التالية” لهجوم “طوفان الأقصى”.
كذلك اكتشفت إسرائيل متأخرة قدرات حماس في مجال السايبر، واستخراج معلومات من إسرائيليين عموما ومن جنود خصوصا، وكذلك القدرة على زرع تطبيقات تجسس من خلال التوغل إلى هواتفهم. وبعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمعات خوادم حماس في أنفاق غزة، تبين أن الحركة نفذت عمليات قرصنة إلكترونية ولم ترصدها إسرائيل أثناء حدوثها، واستخرجت حماس بواسطتها معلومات “استخدمتها جيدا” في 7 أكتوبر. والاستيلاء على مجمعات الخوادم، زود الاستخبارات الإسرائيلية بمعلومات حول إجراءات تدريب وتأهيل قوات حماس والمراسلات بين قيادات حماس جميعهم، كما يكشف عن رصد حماس للجيش الإسرائيلي وكيف أن هذا الجيش حلل نوايا الحركة بشكل خاطئ.
وأفاد التقرير نقلا عن مسؤول في شركة حماية سايبر مدنية، بأن مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي من مجمع الخوادم تدل على أن جزءا من المعدات فيه وصلت من إسرائيل، التي يوجد فيها منذ سنين سوق كبيرة لمعدات الخوادم “يد ثانية”، أي المستعملة.
ونقل التقرير عن المحاضر في قسم الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، د. نتانئيل بلمر، قوله إن “الاعتقاد في إسرائيل كان أن منظمات إرهابية هي ليست روسيا أو الصين، وأنه ليس لديها أجهزة استخبارات جدية وأن بإمكانها فقط أن تستخدم منظارا وتراقب عن بعد”.
وأضاف بلمر أن “هذا خطأ كبير جدا أحاول أن أشرحه في أبحاثي طوال سنين. ويوجد لدى حماس جهاز استخبارات نوعي، لكن دلالة الخطر الاستخباراتي لم يتم استيعابها بالشكل الكافي في أجهزة الأمن الإسرائيلية. و7 أكتوبر وضع هذه الأمور على الطاولة”.
وأشار الضابط في قوات الاحتياط، د. أيال بينكو، وهو خبير في الاستخبارات والسايبر والأمن القومي، إلى أنه “ليس لطيفا قول ذلك، لكنهم قاموا بعمل أفضل منا بكثير”. وتسعى “أمان” حاليا إلى إدراك مصدر أي معلومة جُمعت من خلال مجهود حماس الاستخباري، ويتوقع أن تكون قد جمعت من مصادر علنية، كتلك التي بالإمكان الاطلاع عليها من خلال عملية بحث قصيرة في الإنترنت.
وقال الباحث في الشأن الفلسطيني في جامعتي تل أبيب ورايخمان، د. ميخائيل ميلشتاين، إن “الاستخبارات العسكرية في حماس هي جهاز متعدد الأبعاد ومسؤول عن ما تنفذه عندنا عدة أجهزة منفصلة عن بعضها. وكل الأمور يتم تركيزها في مكان واحد لدى حماس، جمع معلومات استخباراتية، تجنيد عملاء، حماية معلومات والخدع والقتال على الوعي”.
المصدر: الشادوف+إعلام عبري