فيما تتصاعد مؤشرات الخلاف المحتدم بين المملكة العربية السعودية من ناحية، ودولة الإمارات العربية المتحدة من ناحية أخرى، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن خلافات الرياض وأبوظبي بدأت تظهر في الأيام القليلة الماضية، لكن النفط ليس المشكلة الوحيدة، بل اليمن، والتطبيع، والمصالحة مع قطر، وكورونا، باعتبارها كلها أسباب زادت التوتر بين البلدين.
وكان الخلاف الأخير في اجتماع “أوبك+” حين طلبت السعودية وروسيا من الدول الأعضاء زيادة الانتاج في الأشهر المقبلة، الأمر الذي ترفضه الإمارات.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه “بينما قبلت الإمارات الجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحظر التجاري والسفر المفروض على قطر، إلا أن أبوظبي تشعر بالقلق من سرعة المصالحة مع الدوحة وبالمثل، أثار احتضان الإمارات لـ”إسرائيل” في أعقاب تطبيع العلاقات العام الماضي دهشة السعودية”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات المستشار الإماراتي السابق، مروان البلوشي، حول تصاعد المنافسة الاقتصادية بين دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، مؤكدة أن مواطن الخلاف أكبر من إنتاج النفط، حيث سحبت الإمارات في عام 2019 معظم قواتها العسكرية من اليمن، تاركة المملكة العربية السعودية وحيدة في معركتها ضد الحوثيين.
كما أن أبوظبي تشعر بالقلق من سرعة المصالحة مع الجارة قطر، كما تشعر المملكة بالصدمة من احتضان الإمارات لإسرائيل في أعقاب تطبيع العلاقات وفقا لما يعرف باتفاقات إبراهام في العام الماضي.
ويبدو أن العلاقات التي أخذت طابعا حميميا في السنوات الماضية بين الامارات والسعودية قد بدأت في التغير وتتجه نحو أزمة، حيث انتقدت الإمارات، الأحد، اتفاقا يجري التفاوض حوله بين أعضاء تحالف “أوبك بلس” حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الحالي، واعتبرت أن الاتفاق “غير عادل” مطالبة بمراجعة نسب الإنتاج للقبول به.
وأدّى دفع الامارات باتجاه زيادة إنتاجها الأساسي إلى خروج اجتماع تحالف الدول المنتجة للنفط عن مساره الأسبوع الماضي، والفشل في التوصل إلى اتفاق، ما يعرض للخطر عملية إدارة تعافي سوق الطاقة الدولية في أعقاب جائحة كورونا.
وقال محللون من “دويتشه بنك” الألماني إن المناقشات تعقّدت بسبب قيام الإمارات بالاعتراض في اللحظة الأخيرة على الصفقة الروسية- السعودية التي تم التوصل إليها في وقت سابق وهي التمديد حتى نهاية 2022.
وأصرت الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميا بهدف الوصول بانتاجها إلى 3,8 مليون برميل يوميا.
جاء ذلك فيما قررت شركة “طيران الامارات ” تعليق جميع رحلات الركاب من وإلى المملكة العربية السعودية حتى إشعار آخر، اعتباراً من يوم أمس الأحد، وفق ما أوردت صحيفة “البيان” الاماراتية.
وقالت الشركة، في بيان صحفي، إن قرار التعليق الذي سيسري اعتبارا من يوم الأحد، 4 يوليو 2021، في تمام الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي، جاء وفقا لتعليمات الهيئة العامة للطيران المدني السعودية”.
وأشارت إلى أنه “لن يتم قبول المسافرين الذين يصلون إلى السعودية كوجهتهم النهائية في أو بعد 5 يوليو 2021، للسفر في نقطة انطلاقهم الأصلية”.
كما كشفت صحيفة “البيان” الإماراتية أنه وفقا لشركة ”طيران الامارات”، “يجب على العملاء المتأثرين الاتصال بوكيل السفر أو مركز اتصال طيران الامارات للحصول على خيارات إعادة الحجز”، في حين أنه “بالنسبة للحجوزات الملغاة، فإن الشركة توفر خيارين أمام العملاء، وهما الاحتفاظ بالتذكرة لرحلة مستقبلية، أو إعادة حجز الرحلة في تاريخ آخر”.
المصدر: الشادوف+صحف+ترجمات