ذكرت مصادر دبلوماسية غربية وأمريكية متطابقة إن السلطات القطرية تولي اهتماما كبيرا بمصير المواطنة القطرية من أصل مصري السيدة / علا القرضاوي ابنة الداعية الاسلامي الكبير الشيخ يوسف القرضاوي، والمحتجزة فى السجون المصرية منذ العام 2017، وأن وزارة الخارجية القطرية تعمل على إثارة هذا الموضوع فى كل المناسبات المتاحة مع كافة الأطراف المعنية بعد أنباء التدهور الشديد فى حالتها الصحية.
وقالت المصادر التي تحدث معها موقع ( الشادوف ) على فترات زمنية متباعدة إن وزارة الخارجية القطرية لا تترك مناسبة إلا وتتحدث فيها مع المسؤولين المعنيين سواء المصريين مباشرة أو أطراف ثالثة يمكن أن تساعد في جهود إطلاق سراح المواطنة القطرية أو على الأقل تخفيف ظروف سجنها فى مصر نظرا للتدهور الشديد فى حالتها الصحية وحاجتها الشديدة للعلاج في مستشفى خارج السجن.
جاء ذلك فيما أعلن المحامي المصري أحمد أبو العلا ماضي، اليوم الأربعاء، تجديد حبس علا القرضاوي، ابنة العالم الإسلامي البارز الشيخ يوسف القرضاوي، لمدة 45 يوماً احتياطياً بدعوى اتهامها بـ”بث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي (موقع فيسبوك)، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها”، رغم مرور أكثر من 80 يوماً على إعلانها الإضراب عن الطعام، وتدهور حالتها الصحية بشدة.
وبحسب ماضي، وهو عضو هيئة الدفاع عن علا القرضاوي، فإنّ قرار تجديد حبسها تزامن مع مرور 4 سنوات و3 أشهر على حبسها احتياطياً للمرة الأولى، إثر اعتقالها وزوجها من إحدى القرى السياحية بشمال مصر، في يوليو/ تموز 2017، علماً أنها دخلت في إضراب عن الطعام اعتراضاً على تجديد حبسها بصورة دورية، بعد إكمالها مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون المصري بـ24 شهراً.
وعلا تبلغ من العمر 58 عاماً، وهي مواطنة قطرية من أصل مصري، وتعاني من الحبس الاحتياطي المطوّل على ذمة قضيتين مختلفتين بالاتهامات نفسها، إذ إنها سُجنت لمدة عامين في كل قضية من دون إخلاء سبيلها، أو إحالتها إلى المحاكمة، بل جرى تدويرها من قضية إلى أخرى، حتى يستمر تجديد حبسها بالمخالفة للقانون.
وعانت علا من الحبس الاحتياطي الانفرادي طويلاً، حتى صدر قرار من محكمة الجنايات المصرية باستبدال الحبس بأحد التدابير الاحترازية في 3 يوليو/ تموز 2019، وبدلاً من تنفيذ قرار إخلاء السبيل، فوجئت في اليوم التالي بإحضارها إلى نيابة أمن الدولة، والتحقيق معها في قضية جديدة بالتهمة ذاتها، مع إضافة تهمة جديدة هي “تمويل جماعة إرهابية أثناء فترة سجنها باستغلال علاقتها”، مع أنها محبوسة انفرادياً منذ اليوم الأول لاحتجازها، ولم يُسمح لها بأية زيارات طوال مدة حبسها.
وكانت العلاقات بين القاهرة والدوحة شهدت انفراجة نسبية خلال الشهور الأخيرة حيث عقدت لجنة المتابعة القطرية- المصرية التي اجتماعها الخامس منذ بداية العام بمقر وزارة الخارجية القطرية فى الدوحة يوم السبت 21 يونيو 2021، وتوصلت إلى توافق بشأن الملفات المعروضة عليها من قبل اللجنة القانونية.
وترأس الاجتماع من الجانب القطري السفير علي بن فهد الهاجري المبعوث الخاص لوزير الخارجية للشؤون الإقليمية، فيما ترأسه من الجانب المصري السفير ياسر عثمان مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية.
وأضافت الوكالة “توصلت اللجنة إلى توافق بشأن الملفات المعروضة عليها والتي تناولتها اللجنة القانونية، وهي بصدد استكمال الإجراءات اللازمة بشأنها”. وتأتي اجتماعات اللجنة تنفيذا لما تم التوافق عليه في قمة العلا التي استضافتها السعودية في الخامس من يناير الماضي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال،في تصريحات تلفزيونية مؤخرا، إن العلاقات مع قطر تسير في المسار الصحيح.
كما ذكرت الجريدة الرسمية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عين سفيرا لدى قطر. وجاءت هذه الخطوة بعد أن انضمت مصر للسعودية وحلفائها في المنطقة في إعلان خطوات لإنهاء الخلاف مع قطر.
وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين اتفقوا على إنهاء المقاطعة التي فُرضت في منتصف عام 2017، واستعادة العلاقات السياسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة. وأخذت الرياض زمام المبادرة بين الدول الأربع في إعادة العلاقات.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قالت وكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، استقبل في أبو ظبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث جرى خلال اللقاء، “استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها”.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أن ولي عهد أبوظبي بحث خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ مع بن عبد الرحمن، بحضور مستشار الأمن القومي، طحنون بن زايد، وولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن زايد، العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين.
وتعد هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية القطري إلى أبوظبي منذ التوقيع على “اتفاق العلا” في القمة الخليجية التي عقدت في السعودية مطلع العام الجاري، وأنهت الأزمة الخليجية. وكان وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد الكعبي، قد شارك الشهر الماضي في مؤتمر “غازتيك” الذي عقد في مركز دبي التجاري العالمي.
كما استقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في شهر أغسطس/آب الماضي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد في الدوحة، كما التقى أمير قطر، بنائب رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في بغداد على هامش قمة جمعت دول جوار العراق.
ومن المتوقع أن تساهم التحركات الأخيرة فى إذابة الجليد فى العلاقات المصرية-القطرية بما يساهم فى تسوية القضايا العالقة، ومن بينها قضية المواطنة القطرية علا القرضاوي، نجلة العالم الاسلامي الكبير الدكتور يوسف القرضاوي الذي يحمل الجنسية القطرية أيضا.
المصدر: الشادوف