أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت اتصالين هاتفيين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وذلك في إطار الحراك الدولي الجاري بشأن تطورات الأوضاع في فلسطين.
وتلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا السبت من الرئيس الأميركي جو بايدن هو الأول بينهما منذ دخوله إلى البيت الأبيض، في خضم التصعيد الكبير بين إسرائيل والفلسطينيين، على ما أفاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
وفي حين لم يكشف أبو ردينة عن فحوى المحادثة -التي جاءت في خضم العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ 6 أيام- قال البيت الأبيض إن بايدن وعباس أعربا عن قلقهما من فقدان المدنيين حياتهم بشكل مأساوي وسط العنف المستمر، وأعربا عن رغبتهما المشتركة في أن تكون القدس مكانا للتعايش السلمي.
وأوضح أن بايدن أكد لعباس أن على حركة حماس وقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل، وأنه أكد التزامه القوي بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره أفضل طريق لحل عادل ودائم.
وقال البيت الأبيض إن بايدن سلط الضوء كذلك في الاتصال على القرار الأميركي باستئناف المساعدات للشعب الفلسطيني، والتزام واشنطن بتعزيز الشراكة الأميركية الفلسطينية.
كما قال البيت الأبيض إن بايدن أعرب في اتصال مع نتنياهو عن دعمه حل الدولتين، ودعمه خطوات تمكن الفلسطينيين من التمتع بالكرامة والأمن والحرية.
وأضاف أن بايدن أعرب كذلك خلال الاتصال عن قلقه البالغ بشأن العنف بين الطوائف في جميع أنحاء إسرائيل، وجدد دعمه القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من غزة.
ووفقا لملخص اتصال هاتفي نشره مكتب نتنياهو، فإن الأخير أبلغ جو بايدن السبت أن إسرائيل “تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار” بالأشخاص الذي لا يشاركون في قتالها مع حماس وجماعات أخرى في غزة.
وحسب المصدر ذاته، فإن نتنياهو أبلغ كذلك بايدن بأن الأشخاص “غير المشاركين تم إجلاؤهم” قبل تنفيذ الغارة من مبنى سكني في غزة يضم مكاتب وسائل إعلامية إضافة إلى مكاتب وشقق سكنية، وتم تدميره في ضربة جوية إسرائيلية في وقت سابق من السبت.
وجاء في البيان “رئيس الوزراء نتنياهو شكر الرئيس (بايدن) لدعم الولايات المتحدة لحقنا في الدفاع عن أنفسنا”.
وفي خطاب له قبل قليل، قال نتنياهو إنه يشكر الرئيس بايدن وكثيرا من الدول التي دعمتنا في الدفاع عن أنفسنا.
وأكد أنه سيعمل كل ما هو مطلوب لإعادة الهدوء إلى شوارع إسرائيل، و”سنواصل الرد على الهجمات وحماية مواطنينا من هجمات إرهابيي حماس”.
وفي اتصال آخر بين وزيري الدفاع الأميركي والإسرائيلي، قال الوزير الإسرائيلي لنظيره الأميركي إن هدف إسرائيل هو تحقيق هدوء طويل المدى، وإنها تقوم بما في وسعها لتجنب المساس بغير المتورطين.
من جهة أخرى، بحث الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، ابتداء من أحداث حي الشيخ جراح، مرورا بالاعتداءات على المصلين في الحرم القدسي الشريف، وصولا إلى الهجوم الأخير على قطاع غزة المحاصر.
وجدد وزير الخارجية القطري التأكيد على وقوف قطر مع الأشقاء الفلسطينيين، ورفضها المساس بالمقدسات الإسلامية. شدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في غزة والأقصى.
من جهته، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي عن قلقه “بشأن تقارير عن مقتل المدنيين في غزة”. كما أكد أيضا على قلقه من استهداف إسرائيل مباني تضم هيئات إعلامية دولية.
وقال إن قوة العلاقات مع إسرائيل تزدهر حين تبنى على القيم المشتركة.
وفي تطور آخر، قال الاتحاد الأوروبي في بيان بشأن الأوضاع في فلسطين إن “العنف يجب أن ينتهي الآن”.
وأكد الاتحاد أن هناك حاجة لوقف الأنشطة الاستيطانية وعمليات الهدم والإخلاء، بما في ذلك في القدس الشرقية، كما شدد على وجود حاجة ملحة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وإيجاد مسار سياسي لعودة مفاوضات حل الدولتين.
وأضاف أنه يجب احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة، وتجنب أي أعمال تحريض حولها.
في السياق ذاته، قالت مندوبة النرويج بمجلس الأمن للجزيرة إنها تعتقد أن الجميع يعمل بشكل حثيث للتأكد من إمكانية التوصل إلى تهدئة، معربة عن أملها في عقد جلسة للمجلس الأحد، لبحث الأزمة في الشرق الأوسط.
وأكدت أن الحل العادل الوحيد لأزمة الشرق الأوسط هو حل الدولتين، وأنها تؤمن بأن الطريقة الوحيدة لحل الدولتين هي طاولة التفاوض.
المصدر: الشادوف+وكالات