فيما حذر خبراء من رغبة حكومية فى إثارة توترات طائفية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر لاستخدامها كورقة ضغط على واشنطن فى الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، تصدر وسم #عاقبوا_زكريا_بطرس مواقع السوشيال ميديا في مصر والدول العربية، وحصد مئات الآلاف من التغريدات التي يبدو عليها الغضب الشديد جراء تصريحات القس التي أساء فيها لنبي الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وشكك فى القرآن الكريم بما يمس مشاعر المسلمين حول العالم.
وقد اعتاد القمص زكريا بطرس علي شن الهجوم علي الدين الإسلامي وإثارة الفتن منذ فترة طويلة عبر التلفظ بكلمات نابية عن معتقدات وأعلام الدين الإسلامي، فيما ظهر مؤخرا عبر برنامجه التليفزيوني الخاص، ليتطاول علي رسول الله “صلي الله عليه وسلم”، دون التزام او مراعاة للقيم الدينية والأخلاقية.
وتتضارب الأقوال حول مكان إقامته فى الوقت الحالي حيث يشير البعض الى انه يقيم فى استراليا بينما يؤكد آخرون انه يقيم فى أمريكا أو كندا حيث يتم بث قناة الفادي التي يمتلكها بتمويل مجهول المصدر حتى الآن.
زكريا بطرس هو قمص قبطي أرثوذكسي يبلغ من العمر 88 عاما حيث ولد في العام 1934 وتم ترسيمه في شبين الكوم ثم نقل إلى طنطا ثم أعيد للعمل في كنيسة مار مرقص في القاهرة ثم عمل كاهناً في أستراليا سنة 1992 ثم عاد إلى مصر ثم عمل في برايتون بإنجلترا.
درس زكريا بطرس في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل منها على ليسانس في التاريخ. أصبح اسمه معروفا للعامة بعد ظهوره في برامج لقناة الحياة الفضائية التبشيرية منذ العام 2003، وتعمل تلك القناة التبشيرية على انتقاد الإسلام ورسوله محمد بأسلوب يعتبره المسلمون تهجميا وغير لائق، وقد أثار زكريا بطرس الكثير من الجدل، ولم يرضِ الكثير من مشاهدي تلك القناة التبشيرية سواء داخل مصر أو خارجها.
في يوليو من العام 2010، قامت منظمة «جويس ماير التبشيرية»، وهي منظمة تبشيرية أمريكية تعمل بالشراكة مع قناة الحياة، بإبلاغ القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي عربي- BBC Arabic) أنها ستوقف بث برامج زكريا بطرس، في رسالة جاء فيها:
«إن وسيط المنظمة في الشرق الأوسط، أبلغها بأن قناة الحياة التبشيرية قررت التوقف عن بث برامج القمص زكريا بطرس، وأن هذا الشهر هو الأخير لبرامجه على شاشة القناة.»
جاءت رسالة منظمة «جويس ماير» إلى تلفزيون بي بي سي عربي، في إطار إعداد القناة لفيلم وثائقي عن المتنصرين في العالم العربي، ضمن سلسلة برنامج «ما لا يقال» الوثائقية. وقد سعى فريق البرنامج إلى لقاء المسؤولين في قناة الحياة، التي تعمل في سرية تامة، وتحيط العاملين بها بإجراءات أمنية مشددة، ليستفسر منهم عن تفاصيل أسباب إيقاف برامج زكريا بطرس، غير أن الرد على كل محاولات الفريق، كان يقابل بالرفض من قبل المسؤولون عن القناة، متحججين بأن ذلك راجع “لأسباب أمنية”.
من ثم توجه فريق عمل البرنامج إلى منظمة «جويس ماير»، نظرا لعلاقة الشراكة الموجودة بينها وبين قناة الحياة، ولكنها رفضت بدورها التعليق.
قام زكريا بطرس في أبريل من العام 2011 بإطلاق قناة تليفزيونية جديدة خاصة به باسم (قناة الفادي) تبث في أمريكا الشمالية ( يعتقد أنها من الولايات المتحدة) وفي الوقت الحالي، تبث هذه القناة برامجها لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أدى أسلوب القمص إلى خلق سخط عام من قبل المسلمين وكثير من المسيحيين، مما حدا ببعض الأساقفة إلى التحذير منه، وفي تصريح البابا شنودة بأن أسلوب زكريا بطرس غير مرضٍ وأن مشاكله لا تتعلق بالهجوم على الإسلام وحسب وإنما بمفهومه للخلاص واعتقاده في الخلاص في لحظة.
من ناحيته، أكد مصدر كنسي من داخل مصر أن هذا القس ( زكريا بطرس) مشلوح وليس له أية صفة كنسية رسمية، وهو موجود خارج مصر منذ سنوات نظرا لرفع العديد من القضايا ضده داخل مصر، خصوصا فى الفترة الأخيرة.
وأضاف المصدر الكنسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الكنيسة تستنكر هذا الحديث وهذا الأسلوب من الكلام غير المحبذ لدى الكنيسة، لافتًا إلى أن التعاليم المسيحية لا تتوافق تمامًا وبأي شكل من الأشكال مع هذا الحديث وهذا الأسلوب من هذا القس المشلوح.
وحسب مصدر مطلع لـموقع ( القاهرة 24) الإخباري، فإن القس الهارب مطرود من مصر؛ بسبب ما يقدم عليه من خلق الفتنة بين طرفي الأمة، خاصة مع تقدم الكنيسة والمؤسسات الإسلامية على السواء بشكاوى ضده وما يقدمه من فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات التبشيرية.
ونبه أحمد حسن الشرقاوي، رئيس الحزب الشعبي الديمقراطي المعارض من توقيت إثارة تلك التصريحات المستفزة لمشاعر المسلمين، موضحا أن من مصلحة النظام المصري حاليا استخدام ورقة ( الفتنة الطائفية ) بين المسلمين والمسيحيين فى مفاوضات الحوار الاستراتيجي مع واشنطن فى الوقت الحالي، وأن النظام المصري استخدم تلك الحيلة كثيرا خلال فترة حكم مبارك التي امتدت لنحو 30 عاما.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل