كشفت مصادر مطلعة النقاب عن مصير ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في رئاسة دولة الإمارات بعد وفاة شقيقه الشيخ خليفة بن زايد في وقت سابق من اليوم الجمعة. وقال المغرد القطري الشهير “بوغانم” عبر حسابه تويتر: “وصلتني معلومه منذ قليل تؤكد تنازل محمد بن راشد آل مكتوم عن رئاسة الامارات وبقائها في أبوظبي”
وأضاف “بو غانم” “سيتم نشر التنازل على حسب ماوصلني بعد دفن جثمان الشيخ خليفه بن زايد ..هذا ما وصلني والعلم عند الله سبحانه وتعالى “.
وفي تغريدة أخرى منفصلة قال المغرد القطري الشهير: “وردتني معلومه تفيد بأن خالد بن محمد بن زايد لن يتم تنصيبه كولي عهد ابوظبي وان هناك اسمين مرشحين لولاية العهد والاقرب:
1- منصور بن زايد آل نهيان .. الأوفر حظا” ..
2-هزاع بن زايد آل نهيان والعلم عند الله”.
وطبقا لدستور دولة الإمارات فمن المقرر أن يتولى نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووزير الدفاع وحاكم إمارة دبي الرئاسة مؤقتاً لحين اجتماع المجلس الأعلى المؤلف من حكام الامارات السبعة في غضون 30 يوما لاختيار رئيس جديد بديلا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وأثار الإعلان الرسمي لوفاة الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، العديد من التساؤلات حول هوية خليفته.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور أندرياس كريج، عبر تويتر، إن القيادة التقليدية في الإمارات كانت تهدف إلى التناوب بين أبو ظبي ودبي (آل نهيان وآل مكتوم).
وأشار إلى أنه تم الآن إنشاء خطوط الخلافة بطريقة تضمن هيمنة أبو ظبي على الحكم، وهو ما يعني أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد هو من سيتولى الحكم كما هو متوقع.
وأكد “كريج” بأن مسألة تولي محمد بن زايد أصبحت محسومة. لافتا إلى أن التساؤل الآن هو من سيتولى ولاية العهد، أخوه طحنون بن زايد الذي يشغل منصب رئيس جهاز الامن القومي، أم ابنه “خالد” الذي يشغل منصب نائب مستشار الامن القومي ورئيس جهاز أمن الدولة سيء السمعة.
ومن المقرر أن يعقد المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات اجتماعا طارئا اليوم لبحث الترتيبات الدستورية من أجل اختيار خلف لرئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية اليوم الجمعة وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
ويذكر أن الشيخ خليفة بن زايد تولى الرئاسة في نوفمبر 2004 إثر وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات العربية المتحدة عام 1971.
وينتخب المجلس الأعلى للاتحاد من بين أعضائه رئيساً لدولة الإمارات، لمدة خمس سنوات وفقاً للتقويم الميلادي، ويجوز إعادة انتخابه لذات المنصب.
ولم يظهر خليفة بن زايد رئيس الإمارات علنا منذ الإعلان عن خضوعه لعملية جراحية إثر إصابته بجلطة في 24 يناير 2014، إلا مرات نادرة.
ومنذ ذلك الحين استمر خليفة بن زايد في إصدار المراسيم موكلا الأمور إلى أخيه غير الشقيق، الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي .
والشيخ خليفة كان متزوجاً من الشيخة شمسة بنت سهيل المزروعي، وهو أب لابنين: الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان والشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، ولهما ست أخوات.
ولد الشيخ خليفة بقلعة (قصر) المويجعي في مدينة العين وكان أكبر الأبناء الذكور للشيخ زايد بن سلطان. عاش مع عائلته في مدينة العين وتلقى تعليمه المدرسي فيها في المدرسة النهيانية التي أنشأها والده، قضى معظم طفولته في واحات العين والبريمي بصحبة والده الذي كان يحكم منطقة العين في ذلك الوقت.
وشهدت الإمارات، في ظل رئاسته، تقدماً اقتصادياً كبيراً، مصحوباً باتساع دائرة نفوذها الدبلوماسي مع انخراط أبوظبي المتزايد في الملفات الإقليمية، من الخلاف مع إيران وحرب اليمن، إلى النزاع في ليبيا، كما شهد عهده أسوأ أزمة شهدتها دول مجلس التعاون الخليجي، عام 2017، حيث قطعت الإمارات إلى جانب السعودية والبحرين، بالإضافة إلى مصر، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عليها حصاراً جوياً وبرياً وبحريّاً، وطردت مواطني قطر وصادرت ممتلكاتهم في الإمارات ووضعت التعاطف مع قطر تحت طائلة العقوبات، وانتهت الأزمة بالمصالحة في قمة العلا بالسعودية في يناير/ كانون الثاني 2021.
وتعد إمارة أبوظبي التي كان يرأسها الشيخ خليفة بن زايد الأغنى من بين الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تضمّ نحو 90 بالمائة من مخزونات النفط الإماراتية. واستلهم الشيخ خليفة في عمله سياسات والده، مهندس الفدرالية الإماراتية، فساند الإمارات الست الأخرى طوال سنوات رئاسته، وخصوصاً في ظل الأزمة المالية التي ضربت الدولة في 2009.
ومنذ توليه حكم الإمارة ورئاسة الدولة، تولّى الإشراف على ما عُرف بمفاوضات المشاركة النفطية التي أعادت صياغة السياسة النفطية ووضعت الأسس لعلاقة أكثر عدلاً وإنصافاً مع الشركات النفطية العاملة. ومتابعة لهذا الدور، تولّى رئاسة المجلس الأعلى للبترول، كما أسس وترأس جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يُشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة ضمن رؤية استراتيجية لتنمية الموارد المالية وللمحافظة على مصادر دخل مستقرة للأجيال المقبلة، كما أسس الشيخ خليفة دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي عُرفت بين الناس بـ”لجنة الشيخ خليفة”، إذ قامت بتقديم تمويلات سخية للمواطنين بدون أي فوائد، لإنشاء مبانٍ تجارية تدرّ عليهم عوائد مالية دورية، مما أسهم في زيادة دخول المواطنين ورفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، كما ساعد في ازدهار النهضة العمرانية في البلاد، وقد اعتبرته صحيفة “تايمز” من القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيراً في العالم، ويصنف كرابع أغنى حاكم في العالم.
المصدر:الشادوف+وكالات+مواقع التواصل