يطلق مصطلح الدعوة على مضمون رسالة الإسلام الشامل لأمور الدنيا والدين ، كما يطلق أحيانا على الكيانات التي تدعو إلى الإسلام ليشمل الكيان ومضمون رسالته، لكنه لم يطلق على التنظيم بمفرده مطلقا، لأنه لا يرتقي لسمو ونبل الرسالة وان كان أحد أدوات تحقيقها .
التنظيم هو الهيكل الإداري الحامل لمضمون الرسالة لدى بعض الكيانات والساعي إلى تحقيق أهدافها النبيلة ، التنظيم وسيلة لتحقيق أهداف الدعوة ، وعليه ينبغي أن يحمل نفس المواصفات الأخلاقية للرسالة ، حتى لا يسقط في مربع ( الغاية تبرر الوسيلة ) وإن كان واقع الحركة الإسلامية يؤشر للوقوع في هذا المربع الآسن ، فعند الخلافات تسقط الشعارات ، وتهدر القيم ويتم كيل الاتهامات، وترتبك العلاقات، وينقسم الكيان إلى كيانات !
التنظيم ليس هدفا ولا غاية، وإن كان الحفاظ عليه وإصلاحه وصيانته مطلوب من باب رعاية الوسائل وانضاجها وتطويرها ، لكن أن يتحول التنظيم إلى ثقل وعبء على الدعوة بالصراعات والصدامات والاشتباكات والاتهامات، فعدمه أفضل من وجوده!! لأنه يسئ إلى الدعوة ويشوه صورة العاملين في مجالها وهم ليسوا بحاجة للمزيد من التشويه والتشكيك لما يعانونه من الخصوم والأعداء بما يكفيهم وزيادة .
التنظيم خادم لدعوة الإسلام ومن الممكن وبسهولة ممارسة الدعوة الى الله في مجالات متنوعة دون تنظيم، ويكون العمل وفق النظام حتى يكون العمل هادفاََ ومثمراََ .
أمور القيام بدعوة الله من الواجبات الشرعية، كل حسب علمه وطاقته، ليست ملكا لأحد.. سواء كان شخصا أو جماعة ، ولا ينبغي أن تكون خلافات الأشخاص أيا كانت مواقعهم تعطل عن الفرائض والواجبات .
التنظيمات الإسلامية لم تنجح حتى اللحظة في تقديم نموذج للنهوض بالدول، وإن نجح بعضها في بعض المجالات الحياتية ، سواء الاجتماعية والتعليمية والصحية والخدمية عموما ، لكنها في المجالات الأكثر تعقيدا في السياسة والسلطة والحكم، لم تقدم النموذج المنشود، لاعتبارات داخلية بالتنظيم، وخارجية بالخصوم والمكائد والتأزيم .
التنظيمات ككيانات يجري عليها ما يجري على الأنظمة والدول والحضارات من سنن الزوال والبقاء ، فليس لها قداسة ولا عصمة ، فإن وافقت السنن من حيث الأخذ بالأسباب وتجنب المفاسد والمظالم كتب لها البقاء ما كانت على ذلك، وإلا كان الزوال من حيث لا يخطر لها على بال .
الدكتور محمد عماد صابر
سياسي وبرلماني مصري
من نواب برلمان الثورة 2012
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية