حتى لا نشارك المستبد الفاسد في تغييب الوعي وخلط المفاهيم وضبابية المشهد، فإن ما تسمى بـ (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي طرحها السيسي وكهنة المعبد من الساسة وشيوخ السلطان، هي قنبلة دخان كثيف بهدف حجب الرؤية عن الكوارث المتعددة لحكمه الفاشل .
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لن تكون أكثر فاعلية وتأثير من الدستور المعطل منذ العام 2014 .
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان هي رسالة إلى الغرب كرد فعل على عشرات المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والعالمية التي توثق ليس الانتهاكات في الحريات والعدالة القضائية بل في القتل خارج إطار القانون .
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان هي محاولة لتجميل وجه النظام القبيح ومحاولة لغسل يديه المغموسة في دماء وأموال وثروات المصريين، السيسي كاذب ولا يؤمن إلا بالدم والسجن ومصادرة الأموال والقوة الغاشمة وهدم البيوت والتهجير القسري والاخفاء القسري وإفساد القضاء والإعلام والحياة عموما . بات واضحاً أن خطر السيسي على مصر أشد من خطر ضياع حصة مصر في ماء النيل لأنه من ضيعها ولا يقوى على إعادتها .
إزاحة السياسي ضمانة لحياة المصريين على الأقل تتاح أمامهم الفرص لاستعادة ما فرط فيه من مياه النيل المياه الإقليمية بما تحويه من ثروات، لا تنظروا إلى وعوده وكذباته لكن انظروا إلى كلماته وأفعاله، مازال يهاجم ثورة يناير أول حق من حقوق الإنسان في إزاحة الاستبداد والفساد .
الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي طرحها السيسي، هي صور كربونية من كلام المفتي عن مقاصد الشريعة في حفظ النفس وهو يوقع بالموافقة على إعدام عشرات المظلومين، وهي صورة من منصة القضاء الجالس والمكتوب خلفها ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان ” وهم يصدرون آلاف الأحكام الظالمة ؛؛؛
دعكم من الكلام.. كل الكلام خاصة ما يستشهد فيه بآيات الأحكام، وانظروا إلى الأفعال ومآلاتها على الأرواح والدماء والأموال .
بدون شك مهرجان تجديد الخطاب الديني المطروح على هامش ما يسمى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مولد ولا صاحب له، لأنه يناقش أوهام وخيالات في ذهن من يتناولها، طرح بلا مضمون لكنه أشبه بجلسات تحضير الأرواح المشهورة عند الدجالين والنصابين الذين يضحكون بها على بسطاء الحال وسفهاء العقول،
حالات من التنفيس يمارسها بعض الذين يعانون إحتقاناً تجاه الإسلاميين وليس تجاه الإسلام،
(خانة الديانة، مشاغبات علمانية، حرية الاعتقاد)ليست اختراعا يكرره السيسي وكأنه مكتشف حديث،
التسامح، كان خلق المصريين حتى ابتلانا الله بالاستبداد السياسي والتشدد الديني، فوظف كل منهما الموضوع لصالحه، توثيق الطلاق، إختراع حاول السيسي توثيقه باسمه الشخصي في وزارة البحث العلمي وأجهضه شيخ الازهر.
المؤتمر أشبه ما يكون بسباق لتقديم أوراق الاعتماد للخارج الداعم، السيسي ونخبة الغرب فيه سواء، والشعب ليس طرفا إلا في المشاهدة فقط، والنخبة الوطنية ستكشف الغطاء عن كل هذا الدجل لأنه أوهن من بيت العنكبوت.
الوعى مسؤوليه وطنية، وأساس بناء الأمم، مرة أخرى السيسي مدافعا عن نفسه في إرتباك واضح للغة الجسد ولغة الخطاب معا يقول أنا صادق ومخلص وأمين وواعي !!!!
هكذا يكرر كل من يكذب ويتحرى الكذب حتى كتب عند الشعب كذابا !!!
الخلاصة
عندما تجهد نفسك في تحليل كلام أنصاف الكفاءات الذين يرون أنفسهم من أصحاب الهمم والقمم والرسالات، فأنت من أتعبت نفسك دون عائد، وعليك أن تتحمل تبعات تصرفاتك وارتباك اهتماماتك .
الدكتور محمد عماد صابر
سياسي وبرلماني مصري
من نواب برلمان الثورة 2012
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية