تحدث ضابط الشرطة المصري المناهض للانقلاب العسكري الرائد السابق محمد صلاح سعد عن سيكولوجية الحرب القذرة في مصر في لقائه الأخير على قناته على يوتيوب، والفيديو بعنوان: “الاختيار 3 أم الانهيار؟ حقيقة لكل المصريين”.. تم بث الفيديو بتاريخ 10 أبريل 2022 على قناة الحكمدار.
انتقد سعد خلال اللقاء استمرار سلسلة الكذب في مسلسل الإختيار 3 الذي أنتج خصيصا لتلميع النظام الانقلابي رغم أن أحداثه عاشها الشعب المصري بعينه في السنوات الماضية. وانتقد إنفاق الملايين من أموال الشعب الكادح في الفقر لشيطنة جماعة سياسية مثل جماعة الإخوان المسلمين و أن هذا هو أحد سيكولوجيات الحروب القذرة التي ينتهجها النظام العسكري لكبح أي بارقة أمل في تولي المدنيين الحكم وتكريس استمرار هيمنة العسكريين علي النظام الحاكم.
و أكد: ” رغم هذه المليارات المبعثرة في ضخ الكذب، إلا أن الشعب المصري قابل هذا الكذب بالسخرية العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف ما تم بثه فى المسلسل بأنه مجرد كذب و تدليس.” و أكد أنه سيأتي يوم يحاكم الشعب المصري كل المشاركين في مهزلة مسلسل الإختيار 3 الذي يزور التاريخ والوعي أمام أعيننا، فإنه لا مجال للتسامح أو استراتيجيات الخروج الآمن.
و ذكر في اللقاء واقعة تصفية 23 جنديا من جنود الجيش المصري في سيناء حيث أكد أنه تم اغتيالهم من قبل القوات المسلحة كذريعة لمكافحة الإرهاب بعد فض رابعة. و ذكر أن هذه التصفية تم استخدامها من الإعلام المنقلب في شحذ الغضب تجاه جماعة الإخوان المسلمين، فتم حرق العديد من المحلات التجارية المملوكة للإخوان المسلمين في المنوفية مسقط رأس الجنود.
و دائما ما كانت السيكولوجية الأساسية للمخابرات الحربية قائمة على التصفية. فذكر على سبيل المثال تصفية الصحفي الراحل الحسيني أبو ضيف رحمه الله. وكان الحسيني أبو ضيف قد تواصل قبل وفاته مع محمد صلاح سعد عندما كان الأخير ضابطا بالموانئ المصرية للوصول لبعض بؤر تهريب السلاح و اتصل للاطمئنان عليه إبان أحداث العنف حول قصر الاتحادية ليعلم بعدها أنه قد تم تصفيته ولم يشفع له كونه قوميا ناصريا !!
و أكد أن سيكولوجية التصفية ليست بعيدة عن حكم العسكر، فلا يخفى على أحد التفجيرات التي خطط لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجعلها ذريعة لمكافحة الإرهاب. لكن ما كان غائبا عن الفهم قديما، أصبح اليوم مع تكراره مفهوما و جليا و لا يصلح لخداع الشعب مجددا.
و إن كانت القوات المسلحة تحرص على وجود المساجد في كل المعسكرات، لكن ذلك من باب رصد القوات المسلحة للجنود المرتادين للمساجد و محاكمتهم هم و كل من يظهر أي سمت إسلامي. و كانت هذه المحاكمات بناء على تقارير المخابرات الحربية. بل أنه صار معلوماََ الآن أنه لا يتم قبول أي طالب قبل في الكليات العسكرية والشرطة أي طالب له أو لأحد من أهله سمت إسلامي. بل إنه و إن كان كتاب فقه السنة الشهير لأحد علماء الأزهر الشريف الشيخ سيد سابق إلا أنه يتم فصل أي ضابط شرطة يقتني هذا الكتاب بعد التخرج.
وانتقد سعد جبهة الإنقاذ التي كانت عونا للانقلابيين في مقاومة ليس فقط الإسلام السياسي بل كل ما هو إسلامي.
و انتقد في اللقاء أيضا تغافل الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي رحمه الله عن الكثير من التجاوزات في حقه منها واقعة تنصل وزير الداخلية له عندما استنجد به من محاصرة المتظاهرين لقصر الاتحادية. هذا التساهل الذي مهد الطريق للانقلاب على أول حكم مدني منتخب و الزج بما يقرب من المائة ألف معتقل بالسجون.
ففي النهاية لم يعد يخفى أن السيسي غير جدير بالثقة. وتعليقا على الأقاويل بشأن ديانة والدة عبد الفتاح السيسي اليهودية، قال سعد أنه حتى و إن كانت والدته محفظة للقرآن الكريم، هذا لم يكن ليشفع أن عبد الفتاح السيسي خائن خيانة عظمى ولن يشفع لتسليمه سيناء للكيان الصهيوني و أن هذا الانقلاب كان سببا لضياع الأمة الإسلامية وليس مصر فحسب.
و أكد مرة أخرى أنه لا مجال للتسامح في حق الشعب المصري الذي عانى من ويلات النظام الحالي.