اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد فجر اليوم الجمعة باحات المسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين، يأتي ذلك بعدما قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إحكام إغلاقها العسكري للأراضي الفلسطينية ابتداء من اليوم الجمعة حتى فجر يوم الأحد بحلول عيد الفصح اليهودي، وفي حين سقط 7 شهداء برصاص الاحتلال، أفشل الفلسطينيون محاولة مستوطنين يهود تدنيس المسجد الأقصى المبارك.
وقد جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطالبته قوات الأمن الإسرائيلية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وعدم استخدام القوة المميتة إلا كملاذ أخير من أجل حماية الأرواح على حد تعبيره.
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه نقل 20 مصابا إلى مستشفيات القدس جراء المواجهات المستمرة في المسجد الأقصى.
وفي وقت سابق مساء أمس الخميس قالت مصادر في الأوقاف الإسلامية إن حراس المسجد الأقصى ضبطوا 3 مستوطنين تنكروا بلباس عربي، ومنعوهم من دخول المسجد الأقصى عبر بوابة باب المجلس في البلدة القديمة .
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية أنها أوقفت 6 مستوطنين من جماعة “عائدون إلى جبل الهيكل”، كانوا يخططون لاقتحام المسجد الأقصى.
وتوقعت مصادر الأوقاف الإسلامية أن تواصل المجموعات اليمينية محاولاتها دخول ساحات المسجد الأقصى لتقديم ما وصفتها بالقرابين، بينما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يتعهد بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى.
وقد أدى نحو 60 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح مساء أمس في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
في غضون ذلك أعلن منسق عمليات الاحتلال أن قرار إغلاق الضفة وغزة جاء بعد تقييم الوضع الأمني، حيث سيتم فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة قبل عيد الفصح اليهودي، وأشار إلى أنه سيتم مساء السبت الموافق 16 من أبريل/نيسان إجراء تقييم آخر للوضع الأمني، وتحديد ما إذا كان سيتم الاستمرار في الإغلاق.
وأعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية وعمليات الاحتلال اللواء غسان عليان، أن وزير الدفاع قرر إعادة فتح معبري الجلمة والريحان لدخول فلسطينيي 1948 إلى منطقة جنين، وذلك ابتداءً من السبت المقبل، كما سيتم السماح مجددا للتجار ورجال الأعمال البارزين بالخروج من منطقة جنين وفقا لإجراءات الإغلاق العسكرية.
ومن جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية فجر اليوم الجمعة إن فلسطينيا استشهد متأثرا بجروح أصيب بها أمس الخميس في بلدة كفر دان في قضاء جنين، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا منذ الأربعاء في الضفة الغربية إلى 7، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية بغزة حالة التعبئة العامة.
ومساء أمس الخميس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مواطن فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس، وكانت وزارة الصحة قد أعلنت صباح أمس عن استشهاد شابين فلسطينيين متأثرين بإصابتيهما نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية على محافظة جنين.
وأصيب عدد من الفلسطينيين في قرية كفردان جنوب غرب جنين في مواجهات وقعت خلال انسحاب جيش الاحتلال منها، ووصفت حالة أحد المصابين بالخطيرة.
وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 4 شبان من القرية بينهم 3 من إخوة الأسير أيهم كممجي، أحد الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع في سبتمبر/أيلول الماضي. كما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بلدة اليامون شمالي جنين، ودهمت عددا من المنازل، واعتقلت 3 شبان على الأقل.
الاحتلال يقتحم باحات الأقصى ويعلن إغلاقا شاملا بالضفة وغزة وعدد الشهداء يرتفع
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن أعدادا كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية، ودهمت عشرات المنازل بزعم البحث عن مطلوبين.
وفي بلدة حوسان غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أحرق شبان فلسطينيون مركبة مستوطن إسرائيلي دخلت البلدة بعد محاصرتها وفرار المستوطن من المكان.
وبالتزامن مع هذه التطورات يسود إضراب عام في محافظات رام الله والبيرة وكذلك بيت لحم حدادا على الشهداء الثلاثة الذين قتلتهم قوات الاحتلال مساء أول أمس الأربعاء.
وإزاء التطورات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش جدد التأكيد على ضرورة ممارسة القوات الإسرائيلية لأقصى درجات ضبط النفس. كما أشار دوجاريك إلى أنه يجب التحقيق بسرعة وبشكل شامل في كل حالة استخدام للقوة.
وأضاف أن “غوتيريش يجدد التأكيد على أن قوات الأمن الإسرائيلية يجب أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس، ويجب ألا تستخدم القوة المميتة إلا كملاذ أخير عندما يكون ذلك أمرًا لا مفر منه من أجل حماية الأرواح. يجب إجراء تحقيق سريع وشامل في كل استخدام للقوة يؤدي إلى القتل أو الإصابة. ودعا الأمين العام السلطات الإسرائيلية والفلسطينية إلى العمل على الحفاظ على الهدوء وتجنب المزيد من التصعيد خلال هذه الأيام المقدسة”.
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الرئاسة الفلسطينية من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يتجه بشكل متسارع نحو التدهور، ما لم يكن هناك تدخل دولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وحمّل الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الاحتلال مسؤولية زعزعة الاستقرار عبر انتهاجه التصعيد وعمليات القتل اليومي.
من جانبها أعلنت الفصائل الفلسطينية بغزة حالة التعبئة العامة، ودعت خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لها في غزة أمس الخميس إلى مزيد من الاستنفار والجاهزية دفاعا عن المسجد الأقصى.
وقد دعا صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للنفير والتصدي لاقتحامات قوات الاحتلال المتواصلة للمدن والبلدات الفلسطينية.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي على أن استهداف الاحتلال لكل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة لن يوفر له الأمن المزعوم.
ودعت الحركة “أبناء شعبنا في كل أماكن وجوده لإعلان النفير العام والاشتباك مع العدو”، وأضافت أن حكومة الاحتلال وجيشها يواصلان التصعيد في ظل صمت دولي وإقليمي وعربي تام.
المصدر: الشادوف+وكالات