قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، رفع حالة التأهب والجهوزية لدى قواته؛ وذلك بعد أيام من تصعيد الاحتلال ضد المقدسيين والاعتداءات التي نفذها في حي الشيخ جراح بالقدس، وفي ظل التهديدات التي أطلقها الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (“حمّاس”)، كتائب “عز الدين القسام”، على لسان قائد أركانها، محمد الضيف.
وعشية حلول الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، تتجه الأنظار إلى مدينة القدس المحتلة؛ فيما اندلعت 7 حرائق في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة نتيجة للبالونات الحارقة التي أطلقت من القطاع، غالبيتها في “كيسوفيم” والمجلس الإقليمي “أشكول”.
وجاء إعلان الاحتلال حول رفع جهوزية قواته بالتزامن مع دعوات أطلقتها منظمات اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنظمة “لاهافا” الفاشية وعضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير (“الصهيونية الدينية”)، للاحتشاد مساء اليوم الخميس، في حي الشيخ جراح، في مسعى لاستفزاز المعتصمين نصرة لأهالي الحي والذين ينظمون إفطارا جماعيا في الحي.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11″) أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قررت رفع درجة الجهوزية والتأهب تخوفا من التصعيد في مختلف القطاعات، ونقلت القناة عن مصدر في الجيش الإسرائيلي أن القرار اتخذ على خلفية يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، وذكرى احتلال مدينة القدس وفقا للتقويم العبري الذي سيشهد اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، واعتقال منتصر الشلبي الذي ينسب له الاحتلال مسؤولية تنفيذ عملية حاجز زعترة، وتهديدات كتائب القسام.
وأشارت القناة إلى تخوف لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تصعيد وشيك في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والمستوطنات المحاذية.
من ناحيته، أعلن نائب الكنيست عن حزب ” الصهيونية الدينية” ايتمار بن غفير أنه قرر نقل مكتبه البرلماني إلى حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وقال بن غفير، في منشور على فيسبوك إن نقل مكتبه إلى الشيخ جراح يهدف لتعزيز قوة المستوطنين في مواجهة من وصفهم بـ “المشاغبن العرب في المكان”، وللتأكد من أن الشرطة الإسرائيلية تقمع المتظاهرين (الفلسطينيين) و”تتعامل مع المشاغبين كما يجب”، على حد تعبيره.
من جانبه، دعا المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، ” القوات الإسرائيلية لممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، وأشار المسؤول الأممي إلى أن “التطورات الأخيرة التي تتعلق بطرد عائلات لاجئي فلسطين في الشيخ جراح وأحياء أخرى في القدس الشرقية المحتلة، مقلقة للغاية”.
وقال وينسلاند: “أحث إسرائيل على وقف عمليات الهدم والإخلاء (في القدس)، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”؛ معتبرا أنه “إذا لم يتم التعامل مع الوضع، فقد يخرج عن السيطرة”.
في المقابل، حذرت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، الخميس، السلطات الإسرائيلية، من استمرار عدوانها على مدينة القدس المحتلة.
ونقل بيان عن الناطق باسم “سرايا القدس” أبو حمزة؛ قوله إن “المقاومة ليست بمنأى عما يحصل في أي بقعة من أرض فلسطين” وإنها “لا زالت تتابع لحظة بلحظة ما يحصل في القدس واستمرار الاعتداءات على المرابطين”.
وأضاف: “شعبنا ومقاومته لن يسمحوا باستمرار العدوان”. وتابع: “معركتنا مفتوحة مع العدو، ولن نهادن ولن نساوم على ذرة تراب واحدة من فلسطين”.
وأكد الناطق باسم “سرايا القدس”، على أن “المقاومة تتابع بدقة دعوات الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان”.
وكانت جماعات استيطانية أعلنت عزمها تنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى في 28 رمضان الموافق 10 أيار/ مايو الجاري، بمناسبة ذكرى احتلال القدس فقا للتقويم العبري.
وحمل أبو حمزة إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم تسفك في فلسطين من شمالها إلى جنوبها”.
وخاطب إسرائيل قائلا: “كل عمل إجرامي يضاف إلى الحساب الذي ستدفعون ثمنه غاليا، وستثبت الأيام عبر فوهات بنادقنا وراجمات صواريخنا صدق ما نقول”.
وفي وقت سابق، الخميس، اعتدى مستوطنون إسرائيليون، على موائد إفطار رمضانية نصبت في حيّ “الشيخ جراح” تضامنًا مع المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء.
وأفاد شهود عيان بأنّ مستوطنين قاموا برش غاز الفلفل على الصائمين بالتزامن مع موعد الإفطار.
المصدر: الشادوف+اعلام عبري