عقب عودة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت الى تل أبيب بعد مشاركته في قمة ثلاثية في شرم الشيخ المصرية، قتل 4 إسرائيليين، رجل و3 نساء، وأصيب آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء عملية دهس وطعن، في مدينة بئر السبع، فيما استشهد منفذ العملية جراء إطلاق النار عليه من قبل سائق حافلة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الشهيد منفذ العملية هو أحمد غالب أحمد أبو القيعان (33 عاما) من بلدة حورة في النقب، وقد اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية وجهاز الأمن العام “الشاباك” البلدة وحاصرت منزل منفذ العملية الذي أدين في السابق بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أفادته صحيفة هآرتس.
وعقب العملية المزدوجة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف ورئيس جهاز الشرطة كوبي شبتاي.
وأعلن بينيت أن قوات الأمن الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، وتوعد بملاحقة ومعاقبة كل من يقف وراء مثل هذه العمليات، فيما أشاد بالمواطن الذي قام بقتل منفذ عملية بئر السبع.
وتأتي العملية في وقت صعدت فيه المؤسسة الإسرائيلية من استهداف البدو في النقب بهدم المنازل وحرث وتحريش أراضيهم وملاحقتهم بالاعتقالات وتقديمهم للمحاكمة، فيما أعلن عن تشكيل مليشيا يهودية مسلحة بالنقب سميت بـ”سرية بارئيل”، وهي مليشيا أقامها ناشط في حزب “عوتسما يهوديت” الفاشي، بدعم من الشرطة الإسرائيلية وبلدية بئر السبع، بزعم “إنقاذ النقب من مشكلة انعدام الأمن الشخصي”.
وفي السياق، أعربت المؤسسة الأمنية عن قلقها إزاء تدهور الوضع الأمني بظل “تصاعد التوتر والعمليات الفريدة” في الضفة الغربية والقدس المحتلتين قبل عيد الفصح ورمضان، وحذرت من مغبة اشتعال الأحداث في بلدات الداخل الفلسطيني على غرار ما حصل في أحداث هبة الكرامة في مايو/أيار الماضي.
جاء ذلك فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أهداف القمة الثلاثية التي جمعت، أمس الإثنين، الجنرال عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت في شرم الشيخ المصرية، مشيرةً إلى أنها “تمحورت حول تطويق إيران وبناء تحالف إقليمي ضدها يشمل أيضاً تركيا”.
وفيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية العامة أن اللقاء كان قد خطط له، ولكن لم يعلن عنه مسبقاً، قالت صحيفة “هآرتس” إن بينت وصل، أمس الإثنين، إلى مصر في زيارة غير مجدولة. وقالت القناة (13) العبرية إن القمة ضد إيران، وقد جاء عقدها على خلفية الاتفاق النووي الإيراني، وأن هناك تعاوناً مشتركاً إقليمياً ودولياً بين السيسي وبينت.
كذلك، أكد موقع وصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن لقاءات شرم الشيخ تهدف إلى تطويق إيران، ومحاولة تجنيد تركيا لهذه الغاية في ظل تحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، أخيراً. وبحسب التعبير الذي استخدمه موقع “يديعوت أحرونوت”، فإن لقاء شرم الشيخ هو “جزء من هندسة إسرائيلية شاملة لتطويق الإيرانيين”، وهي تشمل كل القوى الإقليمية بما فها تركيا وتتم بدعم أميركي.
وبين أن اللقاء في شرم الشيخ جاء مدفوعاً بمخاوف كل من إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، من التداعيات المحتملة لتوقيع اتفاق نووي جديد مع إيران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، ويتضمن ذلك رفع الحرس الثوري عن قائمة المنظمات الإرهابية.
وذكر أن “الولايات المتحدة تعتزم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية”، مقابل تعهد علني من إيران بوقف التصعيد في المنطقة.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن القمة الثلاثية هدفت أيضاً إلى تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية والإمارات في ظل قرار الإدارة الأميركية، أخيراً، عدم اعتبار جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن جماعة إرهابية. وأضافت أن من بين الأهداف تجنيد مصر لموقف أكثر تماثلاً مع الموقف الأميركي في الأزمة الأوكرانية.
من ناحيتها، أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية اليوم الثلاثاء، عن لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمدينة شرم الشيخ بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء “تناول التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية خاصة ما يتعلق بالطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية”.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي أكد “حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم والمنطقة”.
كما تناولت المباحثات عدداً من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، “حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات. وقد تم التوافق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك”، حسب ما ذكره البيان.
المصدر: الشادوف+وكالات الأنباء