أعلن الأمير حمزة ابن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الأحد، تخليه عن لقب أمير، وذلك في تغريدة نشرها على موقع تويتر. وقال حمزة في البيان: “توصلت إلى أن قناعاتي الشخصية والثوابت التي حاولت التمسك بها “لا تتماشى مع النهج والأساليب” الحديثة لمؤسساتنا”.
وأضاف: “من باب الأمانة لله والضمير لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير”.
لماذا فعلها الأمير حمزة وما السبب؟ هذا هو السؤال الذي تبادر إلى ذهن المواطنين الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي عندما أعلنت صفحة تويتر التي تخص ولي العهد الأسبق الأمير حمزة بن الحسين تخليه بقرار طوعي عن لقب “الأمير” وذلك “انسجاما مع موقفه وتحملا لمسؤولية الأمانة” كما جاء في نص تم تبادله بكثافة على منصات التواصل.
لم تعلق الحكومة الأردنية أو الديوان الملكي الأردني رسميا على قرار الأمير حمزة بالتخلي عن لقبه. لكن الانطباع إعلاميا وسياسيا قوي جدا بأن المسألة قد تكون “خطوة في برنامج متكامل” يرغب عبره الأمير في البقاء بدائرة الأضواء أو يتم عبره احتواء التجاذب الذي صدم كل الأردنيين في شهر نيسان/إبريل العام الماضي تحت عنوان مطالبة الأمير حمزة بتسميته وليا للعهد.
بكل حال التخلي عن لقب “أمير” سابقة لم تسجل سابقا في العائلة المالكة الأردنية. لكنها سابقة تعني بأن الفرصة قد تكون متاحة لبرنامج يسمح لحمزة بن الحسين بـ”مغادرة البلاد” للإقامة في الخارج.
وكان الأمير قبل تخليه عن لقبه الملكي قد أصدر رسالة قبل ثلاثة أسابيع “اعتذر فيها” لشقيقه الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني عن المرحلة السابقة، وترددت أبناء عن “رسالة خطية” كانت قد وصلت للأمير قبل ذلك بتوقيع شقيقه الملك.
وحسب صفحة تويتر الخاصة بالأمير حمزة فقد توصل إلى خلاصة بأن نهج المؤسسات والحالة العامة “لا يتماشى” مع قناعاته الشخصية والثوابت التي غرسها فيه والده الملك الراحل حسين بن طلال.
وزاد الأمير حسب النص على تويتر “لذلك لا أرى ومن باب الأمانة والضمير سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير”.
وتحدث حمزة عن شرف الخدمة في معية والده الراحل والشعب الأردني متعهدا بأن يبقى بصفته الجديدة مخلصا للأمة والأجداد والشعب إخلاصا منه لمقتضيات القلب والضمير ووفاء لقسم غليظ ألقاه بحضرة والده الملك حسين.
وختم شقيق الملك الأردني النص بالقول “أفوض أمري إلى الله وعليه توكلت وما توفيقي إلا بالله”.
وكانت السلطات الأردنية، اتهمت في الرابع من أبريل العام الماضي، الأمير حمزة (41 عاما)، وأشخاصًا آخرين بالضلوع في “مخططات آثمة” هدفها “زعزعة أمن الأردن واستقراره”.
واوقفت السلطات حينها 16 شخصا، إلى جانب رئيس الديوان الملكي الاردني الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، أفرج عنهم لاحقا بينما حوكم الأخيران بالسجن 15 عاما، ووضع الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية إلا أنه ايضا لم يحاكم.
وفي الثامن من مارس الماضي وجه الأمير حمزة خطاب اعتذار من لأخيه غير الشقيق، العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين، وذلك بعد لقاء جمع الاثنين، قبلها بيومين. وحسب ما جاء في بيان للديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء الأردنية، فإن الأمير حمزة عبر في خطابه، عن مسؤوليته عن “الخطأ”، متعهدا بعدم تكراراه.
وجاء في الخطاب “أخطأتُ يا جلالة أخي الأكبر، وجل من لا يخطئ. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحق جلالة الملك المعظم وبلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه من جلالتك”.
وأشار ولي العهد السابق في رسالته إلى أن الأردن مر العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف “تجاوزهما الوطن بحكمة جلالتك وصبرك وتسامحك”. وتابع: “وفرت الأشهر التي مرت منذ ذلك الوقت فرصة لي لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس (..) آملاً في طيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة”.
وسمّى الملك عبد الله الأمير حمزة ولياً للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل، عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمى عام 2009 نجله حسين وليًا للعهد.
المصدر: الشادوف+وكالات