أعلنت شركة إل جي (LG) الكورية الجنوبية العملاقة أنها ستخرج من قطاع الهواتف الذكية “شديد التنافسية” من خلال إغلاق وحدتها للهواتف الذكية، مما يشير إلى نهاية حقبة لشركة كانت في يوم من الأيام من الأوائل في مجال صناعة الهواتف الذكية.
ويؤكد قرارها مدى صعوبة التنافس مع عمالقة الصناعة مثل سامسونغ (Samsung) وآبل (Apple)، لا سيما في الولايات المتحدة التي تعد ثالث أكبر سوق للهواتف الذكية.
وكانت إل جي من بين أفضل 5 شركات لتصنيع الهواتف الذكية. لكنها فشلت في الصمود حيث هيمنت سامسونغ وآبل على السوق الأميركية، واستحوذت شركات مثل هواوي (Huawei) وشياومي (Xiaomi) على حصتها في السوق خارج أميركا.
وتمثل كل من آبل وسامسونغ معًا 81% من سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، حيث تمثل آبل 65% وسامسونغ 16% بحسب إحصاءات شركة كاونتر بوينت ريسيرش (Counterpoint Research) في الربع الأخير من عام 2020.
في غضون ذلك، احتلت إل جي المرتبة الثالثة بنسبة 9% فقط من السوق، وكانت شركتا سامسونغ وآبل هما شركتي الهواتف الذكية الوحيدتين اللتين أظهرتا نموًا في الولايات المتحدة خلال الربع الأخير من عام 2020.
على مستوى العالم، احتلت شركة آبل المركز الأول في الربع الرابع من عام 2020 بنسبة 23.4% من السوق، في حين احتلت سامسونغ المرتبة الثانية بنسبة 19.1%، وفقًا لشركة أنترناشونال داتا كورب (International Data Corp).
تعد سامسونغ وإل جي غريمين تقليديين منذ مدة طويلة في صناعات الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، ولكن هناك ميزة مهمة واحدة تفتقر إليها إل جي عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية.
فقد أسست سامسونغ سمعة هواتفها باعتبارها المنافس الأساسي لأجهزة آيفون وذلك عندما كان سوق الهواتف الذكية لا يزال يافعا في عام 2012. فقد حققت في ذلك الوقت نجاحًا كبيرا مع هاتفها غالاكسي إس3 (Galaxy S3)، الذي تفوّق على آيفون 4 إس (iPhone 4S) ليصبح الهاتف الذكي الأكثر مبيعًا في عام 2012، وفقًا لشركة إستراتيجي إنالتيكس (Strategy Analytics).
فقد ساعد الإطلاق الناجح لجهاز غالاكسي إس3 في تكوين قصة مفادها أن سوق الهواتف الذكية أصبح سباقًا بين حصانين هما آبل وسامسونغ.
ولقد تحدثت عناوين الصحف الكبرى مثل نيويورك تايمز (The New York Times) وفانتي فير (Vanity Fair) وغارديان (The Guardian) عن أن عملاقتي التكنولوجيا هما الفائزان، وهو ما أصبح أكبر تحوّل في هذا المجال في التاريخ الحديث.
لم يكن لدى أي صانع هواتف يعمل بنظام أندرويد أي شيء يقترب من شعبية غالاكسي إس3 في ذلك الوقت. لقد وضعت سلسلة غالاكسي إس شركة سامسونغ على الخريطة، مما جعلها المنافس الرئيسي لآيفون لسنوات قادمة.
ولم يتمكن صانعو هواتف أندرويد الآخرون ببساطة من مواكبة ذلك، رغم كونهم أكثر إبداعًا من بعض النواحي. على سبيل المثال، أشاد نقاد التكنولوجيا بشركة “إتش تي سي” (HTC) في عام 2013 على هاتفها “ون إم7” (One M7) الملفت للنظر والذي تفوّق على كل هاتف يعمل بنظام أندرويد في السوق من حيث جودة التصميم. ولكن لم يكن لديها مبيعات تضاهي تلك السمعة، وقد باعت “إتش تي سي” جزءًا كبيرًا من أعمالها في مجال الهواتف الذكية إلى غوغل (Google) في عام 2018.
حتى غوغل، التي تقوم بانتاج تحديثات نظام أندرويد، واجهت صعوبة في اقتحام السوق الدولية للهواتف الذكية. لقد تحوّلت إلى بيع هواتف بكسل (Pixel) الذكية الأقل تكلفة بعد أن واجهت مشكلة في بيع الهواتف المتطورة المصممة للتنافس مع آيفون وسامسونغ غالاكسي إس.
اتخذت إل جي مسارًا مشابها. لقد كانت متقدمة على المنافسين في بعض النواحي، مثل قرارها جلب كاميرات ذات مجال رؤية أوسع إلى هواتفها الذكية قبل سنوات من قيام آبل وسامسونغ بذلك.
لكن قسم الهواتف الذكية تكبد خسائر بلغ مجموعها 4.5 مليارات دولار على مدى 6 سنوات، مما أدى إلى قرار إغلاق الوحدة بعد أن أفادت وكالة أنباء بلومبيرغ (Bloomberg) أن صانع الإلكترونيات الكوري الجنوبي فشل في العثور على مشتر لوحدة انتاج الهواتف المحمولة الخاسرة.
ومن المتوقع أن تركز (إل جي) الكورية الجنوبية على مجالات مثل الأجهزة المنزلية الذكية ومكونات السيارات الكهربائية والروبوتات والذكاء الاصطناعي.
الصينيون..قادمون !
يعد نجاح سامسونغ وآبل أحد العوامل التي أثّرت في سوق الهواتف المحمولة، ورغم أهمية هذا العامل فإن البيانات من شركة غارتنر (Gartner) المتخصصة في إحصاءات السوق، أشارت إلى أن العلامات التجارية الصينية الشهيرة التي تميزت بأسعارها التي تقع في متناول الجمهور، مثل هواوي وشياومي وأوبو (Oppo) وون بلس (OnePlus)، ارتفعت أيضًا شعبيتها في الوقت الذي بدأت فيه حصة إل جي بالسوق في الانزلاق بداية من عام 2015.
وعلى الرغم من هذه المنافسة الصينية، فإن سامسونغ وآبل ظلتا تتمتعان بصدارة سوق الهواتف الذكية بشكل مريح منذ سنوات، ووقعت ( إل جي) ضحية لهذه المنافسة بعد غوغل ومايكروسوفت (Microsoft).
المصدر: مواقع اليكترونية