يتصاعد الجدل فى مصر حاليا بشأن الفيلم السينمائي المصري الجديد الذي يجسد حياة ووفاة سندريلا السينما العربية، الفنانة الراحلة سعاد حسني، مما أحيا مرة أخرى السؤال غير المحسوم منذ أكثر من 20 عاما، وهو: هل انتحرت السندريلا أم قتلت؟!
بدأ الجدل منذ سنوات حين هددت نادية يسري صديقة السندريلا التي تصر على أن صديقتها انتحرت بمحض إرادتها من بلكونة شقتها فى لندن، بمقاضاة أي شخص أو جهة تقدم على انتاج عمل فني سواء فيلم أو مسلسل أو غيره، مالم يقم بمراجعة السيناريو معها لتعرف كيف سيصنع النهاية، هل سيجعلها انتحارا كما قضت بذلك المحكمة البريطانية، أو سيجعلها مؤامرة قتل متعمدة كما تقول أسرتها والكثير من أصدقائها ومحبيها.
وتجدد الجدل خلال الأيام الماضية حينما هددت جنجاه حافظ، شقيقة الراحلة سعاد حسني، بمقاضاة المخرج المصري مجدي أحمد علي، بعد إعلانه عن التحضير لعمل درامي عن السيرة الذاتية لشقيقتها الراحلة.
وقالت جنجاه، في تصريحات مع صحيفة “الوطن” المصرية، إنها “لا تعلم أي شيء عن هذا العمل الفني”، مؤكدة أن “مجدي أحمد علي، لم يتواصل مع الأسرة خلال الفترة الماضية”.
وأوضحت الحاجة جانجاه أنها “ستلجأ إلى القضاء في حال تم تنفيذ العمل وتم تجاهل التواصل مع أسرة سعاد حسني، إذ يأتي ذلك تنفيذًا للقانون، مؤكدة أن “أسرة سعاد حسني، تضع شروطا خاصة لتقديم أي عمل فني يتناول سيرتها الذاتية، أهمها هو الحصول على المعلومات والحقائق من الأسرة وزوجها علي بدرخان، حتى يخرج العمل بشكل يليق بالفنانة الراحلة”.
لم يتأخر الرد من المخرج مجدي أحمد علي إزاء هجوم جانجاه شقيقة سعاد حسني، وقال إن جانجاه صديقته، وأنه سيتواصل معها ليسوى الأمر، ويأخذ موافقة الأسرة على تجسيد سيرة سعاد حسني”، مؤكدا أنه انتهى من نصف السيناريو ويبدأ في التحضير قريبا.”
لكن يبدو أن جانجاه وأسرة السندريلا لن تكون العقبة الوحيدة أمام المخرج لتنفيذ هذا العمل الفني، حيث أن نادية يسري صديقة السندريلا، هددت أيضا برفع قضايا فى مصر وبريطانيا التي تقيم فيها وتحمل جنسيتها، إذا أقدم أي شخص أو جهة على تجسيد حياة ووفاة السندريلا بدون موافقتها.
الوسط الفني المصري والعربي خلال الأسبوعين الماضيين انشغل بهذا الموضوع، حيث بدأت الحكاية من تصريحات أدلي بها مجدي أحمد علي خلال مشاركته فى ندوة بمهرجان الأقصر السينمائي الدولي لتكريم النجم المصري سمير صبري يوم 28 مارس الماضي، حين قال مجدي أحمد على: “من أهم أسباب حضوري مهرجان الأقصر هذا العام أن احضر تكريم سمير صبري ، على الرغم من أن علاقتنا بدأت متأخرة جدا.
وأضاف : أعمل حاليا علي التحضير لعمل فني يتناول قصة سندريلا السينما العربية، الراحلة سعاد حسني، وسوف أتعاون مع سمير صبري للاستفادة بما لديه من معلومات كثيرة جدا سواء حول علاقته بها أو وفاتها.”
ونقلت الصحف والمواقع الإخبارية المصرية تصريحات مجدي أحمد على، مما استفز شقيقتها جانجاه حافظ، وصديقتها نادية يسري، وجدد الجدل حول كيفية وفاة السندريلا، وهل كانت جريمة قتل متعمدة كما تقول أسرتها، أو حالة انتحار تقليدية كما تصر صديقتها استنادا لما آل اليه قرار محكمة بريطانية منذ العام 2003.
الجدير بالذكر ان النجم المصري الكبير سمير صبري، وخلال حديثه فى الندوة المخصصة لتكريمه فى إطار الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر السينمائي الدولي، لم يؤكد أو ينف مشاركته مع المخرج مجدي أحمد علي فى التحضير لفيلم سينمائي عن حياة ووفاة الفنانة الراحلة سعاد حسني.
واكتفى سمير صبري بالقول:” سعاد حسني لم يوجد كسر في جسدها، ولكن كان يوجد كسر في الدماغ فقط، ولا يعقل أن تسقط سيدة فى سنها ووزنها وطولها، من الدور السادس دون حدوث كسور متعددة في أعضاء جسدها”. واختتم بالقول:” يبدو أنها قتلت عن طريق الخطأ، ولكن العلم عند الله.”
من ناحيتها، كشفت جانجاه حافظ شقيقة السندريلا في تصريحات لـصحيفة “العربي الجديد”، إنها قرأت في الصحف تصريحات على لسان المخرج مجدي أحمد علي يقول فيها إنه بصدد عمل فيلم سينمائي يتناول قصة حياة السندريلا ومن ضمن مصادره في الفيلم، أحد الأطباء في لندن، دون أن تذكر اسم هذا الطبيب.
وأضافت: “بصراحة لا أعرف ماذا يعرف أصلا هذا الطبيب سوى حالة سعاد المرضية قبل وفاتها هل يعرف حياتها الشخصية وعائلتها وأسرارها وما إلى ذلك حتى يصل الأمر ليكون مرجعاً في عمل عنها”.
وكان طبيب التخدير البريطاني من أصل مصري الدكتور عصام عبد الصمد قد ألف كتابا عن السندريلا عام 2005 تحت عنوان: سعاد حسني بعيدا عن الوطن..ذكريات وحكايات”.
ومن غيرالمعروف ما إذا كانت جانجاه تقصد الدكتور عصام عبد الصمد فى تصريحاتها، ولم يتسن لموقع ( الشادوف ) الوصول الى شقيقة السندريلا فى القاهرة لكشف غموض هذا التصريح.
لكن شقيقة السندريلا اكتفت بالقول: “بصرف النظر عن اسم من سيقدم عملا فنيا سواء فيلما سينمائيا أو غيره، عن شقيقتها، فإن هذا أمر مرفوض تماماً قبل الحصول على إذن من الورثة، ويكفي ما حدث وتم تقديمه من مهازل في مسلسل “السندريلا” الذي قدمته الفنانة منى زكي والذي خرج بشكل سيئ لا يمت لسعاد بصلة لا من قريب ولا من بعيد، حسبما قالت.
اللافت أن هذا المشروع الذي أعلن عنه المخرج المصري (مجدي أحمد علي) لا يعد الأول الذي يقال إنه سيرصد حياة سعاد حسني، فقد سبق أن صرحت نادية يسري صديقة الفنانة الراحلة، بأنها ستقدم فيلما عنها بعنوان “وجوه” ينتجه العراقي كاظم حسين، وكانت هذه التصريحات عام 2018 لكن العمل لم يخرج للنور.
أشارت نادية وقتها إلى أنها تعمل على وضع التفاصيل الأخيرة للفيلم وتركز على آخر عشر سنوات من حياة السندريلا وذلك للرد على الشائعات التي تطرقت للساعات الأخيرة من حياتها ثم وفاتها والتي قيل فيها عشرات القصص والحكايات، حسب قولها.
أما مسلسل “السندريلا”، فقد أنتج عام 2006 وجسدت فيه الفنانة المصرية منى زكي شخصية السندريلا، وأخرجه سمير سيف.
تعرض المسلسل لهجوم شديد من جانجاه شقيقة السندريلا التي اتهمت المسلسل بأنه شوه حياة شقيقتها التي توفيت في لندن عام 2001 وسط ظروف غامضة حتى الآن.