أطلقت ابنة الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الثلاثاء، عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، استغاثة عاجلة للسلطات المصرية، أعلنت فيها خشيتها على حياة والدها، الذي ظهرت عليه أعراض متحورات فيروس كورونا.
وقالت ضحى محمد بديع إن والدها مصاب بكورونا، وذلك بعدما شوهد خلال جلسة إحدى المحاكمات، الثلاثاء. وكتبت: “بابا 79 سنة، كورونا شديدة جداً عليه، ترجيع، سخونة، كحة، تكسير في الجسم، في حبس انفرادي من 8 سنوات وحتى الآن، زنزانة أسمنتية خاوية، جاء الجلسة ملفوف في بطانية ميري وغير قادر على الوقوف ويمشي بصعوبة، ولن نستطيع الاطمئنان عليه ولا معرفة أخباره وحالته الصحية إلا في الجلسة المقبلة بعد 3 أسابيع، من خلال الزجاج الفاصل ولغة الإشارة”.
من جانبه، طالب مركز الشهاب لحقوق الإنسان، النائب العام المصري بصفته مسؤولاً عن الإشراف على السجون ومقار الاحتجاز، أن “يتحرك ويتخذ إجراءً قانونياً تجاه تلك الاستغاثة ويحقق مع القائمين على سجن ملحق المزرعة في تلك التجاوزات”.
ويتعرض بديع لعمليات تنكيل مستمرة في محبسه الانفرادي بسجن مزرعة طرة المجرد من شتى وسائل الحياة، فضلاً عن منع الزيارة عنه لمدة أربع سنوات متواصلة، إضافة إلى منعه من مقابلة محاميه.
كما يعاني من تآكل في الغضاريف وكسر قديم في العمود الفقري، ولا يستطيع الجلوس على الأرض ولا النهوض منها إلا بالاستناد على كرسي، ولا يستطيع السجود أو حتى الركوع، فكان يصلى على الكرسي قبل أن يسحبه السجانون، حسبما أفادت ابنته.
وينص القانون المصري صراحة على أنه “إذا كان المحكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية مُصاباً بمرضٍ يهدد بذاته أو بسبب التنفيذ، حياته للخطر، جاز تأجيل تنفيذ العقوبة”، كما جاء في نص المادة 486 من قانون الإجراءات الجنائية المصري، الذي لا يتم تطبيقه على مئات المرضى والمسنين في السجون المصرية.
ومحمد بديع أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف، سبق أن صنفته الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، مؤسسة حكومية، عام 1999، واحدا من أعظم مئة عالم عربي.
وانتخب بديع لعضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين عام 1993، وبعد عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، صدر قرار بضبطه وإحضاره في 11 يوليو/تموز 2013، لاتهامه بالتحريض على الاشتباكات، وحكم عليه بالإعدام مرتين، الأولى في 24 مارس/آذار 2014، والثانية في 18 يونيو/حزيران 2014، فضلًا عن 4 أحكام بالمؤبد لتصل جملة الأحكام عليه إلى مائة عام في السجن.
ورغم كثرة السجون ومقار الاحتجاز في مصر؛ إلا أن سجن مزرعة طرة، الذي يقضي فيه بديع، ومئات قيادات جماعة الإخوان المسلمين، يصنف واحدا من أسوأ السجون المصرية على الإطلاق.
وقضى الرئيس المعزول محمد مرسي، أعوامه الستة في سجن ملحق مزرعة طرة، منذ الانقلاب العسكري عليه في الثالث من يوليو/تموز 2013، قبل أن يودّعه نهائيًا بوفاته أثناء جلسة نظر القضية التي كان متهمًا فيها، المعروفة إعلاميا بـ”قضية التخابر مع حماس”، في 17 يونيو/حزيران 2019، وكان سبقه مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، مهدي عاكف، الذي قضى نحبه في سبتمبر/أيلول 2017، إثر تعرّضه لهبوط حاد في الدورة الدموية في نفس السجن، عن عمر يناهز 89 عاماً.
معظم المعتقلين في هذا السجن ممنوعون من الزيارة، ورهن الحبس الانفرادي منذ أعوام، وأبرزهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، والقياديون بجماعة الإخوان المسلمين، محسن راضي، ومحمد حامد، والحسيني عنتر، وأصغرهم سناً، باسم عودة.
المصدر: العربي الجديد