كشفت الناشطة الحقوقية الكندية ذات الأصول المصرية السيدة نيرمين عادل في فيديو مصور بثته منذ ساعات تفاصيل عدد من الأسرار والألغاز من بينها لغز مقتل الصحفي المصري عماد الفقي في مكتبه في شهر رمضان الماضي وتصوير الحادث على انه انتحار، وكذلك كشف لغز أمين رئاسة الجمهورية بمصر المدعو / كريم الديواني ودوره في خطاب ( عزيزي بيريز).
كما قام موقع الشادوف بالبحث في تلك المعلومات وإخضاعها للتدقيق حيث تم الكشف عن جوانب جديدة في قضية الاتجار في الآثار والمتهم فيها رجل الأعمال المصري حسن راتب وعلاقة الزميل عماد الفقي بتلك القضية، والعلاقة بين راتب والمعارض المصري المقيم في اسطنبول أيمن نور.
كما بحث موقع الشادوف في تاريخ كريم الديواني الأمين برئاسة الجمهورية المصرية والمندوب الشخصي لقائد الانقلاب العسكري ( رئيس الجمهورية حاليا) عبد الفتاح السيسي، كما كشف أيضا كواليس حكم محكمة جنايات القاهرة بإغلاق ملف التحقيقات في الوفاة الغامضة للباحث الاقتصادي أيمن هدهود.
وكانت النيابة المصرية قد أصدرت، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، قراراً بأن لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في القضية المشار إليها آنفاً، وعليه، تقدّمت مؤسسة حرية الفكر والتعبير والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية بطعن في قرار النيابة أمام محكمة جنايات القاهرة الجديدة، التي نظرت في الاستئناف وقرّرت قبوله شكلاً ورفضه موضوعاً.
وفي الجلسة السابقة، تقدّم دفاع أسرة هدهود بمذكرة دفوع أمام المحكمة، طعناً بقرار النيابة بأن لا وجه لإقامة الدعوى. وقد شملت المذكرة نقاطا عدّة، من بينها عدم حيادية النيابة العامة في التحقيقات وإدلاؤها ببيان صحافي لنفي وجود شبهة جنائية نتجت عنها وفاة هدهود، وذلك قبل الانتهاء من التحقيقات.
كذلك استندت الدفوع إلى انفراد النيابة العامة بالتحقيقات من دون إطلاع ذوي هدهود على المستجدات، وكذلك منعهم من الاطّلاع على أوراق القضية، واستناد النيابة العامة إلى رأي طبيبة شرعية واحدة دون غيرها، وهي التي أرجعت أسباب وفاة هدهود إلى حالة مزمنة بالقلب من دون استشارة طبيب آخر أو توضيح أو توصيف هذه الحالة بشكل دقيق، أو حتى تحديد ماهية المرض العضوي الذي عانى منه هدهود وأدّى إلى وفاته.
وفي إبريل 2022، أعلنت أسرة الخبير الاقتصادي المصري أيمن محمد علي هدهود وفاته في ظروف غامضة، وذلك بعد إلقاء القبض عليه واخفائه في الثالث من فبراير/ شباط 2022.
وخرجت شهادة وفاة هدهود لتكشف وفاته في الخامس من مارس/ آذار 2022، أي قبل 35 يوماً من إعلام السلطات المصرية أسرته بوفاته ومطالبتهم باستلام الجثمان، علماً أنّه وُضع في ثلاجة المستشفى طوال هذه المدّة. ولم يصدر تقرير الطب الشرعي عن سبب الوفاة، فيما أعلن عضو مجلس نقابة الأطباء المصريين أحمد حسين أنّ هدهود توفي في مستشفى العباسية قبل فحصه من اللجنة الثلاثية المشكّلة من قبل النيابة.
ونشرت نيرمين عادل صور جثة الباحث الاقتصادي أيمن هدهود وتظهر عليها بوضوح آثار تعذيب شديد أدي الى حدوث كسور متعددة فى الجمجمة وتهتك في الرقبة وآثار صعق بالكهرباء وحرق وإطفاء سجائر في مناطق متعددة من جسمه، وطالبت المنظمات الحقوقية الدولية وقادة بلدان العالم الحر بالتدخل لوقف ممارسات نظام السيسي ضد المواطنين المصريين.
لغز خطاب ( عزيزي بيريز )
أكدت نيرمين عادل أن الشاب كريم مصطفى الديواني الذي يعمل كأمين سر برئاسة الجمهورية هو الذي قام بتسريب الخطاب الشهير للرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي، المعروف إعلاميا باسم ( خطاب عزيزي بيريز) ، وقالت ان مرسي لم يكن له أية علاقة بهذا الخطاب ولم يشارك في صياغته بل أن إدارة المراسم هي التي تقوم بتلك الأمور البروتوكولية حتى بجدون العرض على الرئيس.
وبالبحث على موقع البحث الأشهر ( غوغل ) حصل موقع الشادوف على صور وحسابات كريم الديواني على مواقع التواصل، كما حصلت على موضوعات منشورة اتهمه فيها شبان مصريون وشابات بالنزق وعدم الاتزان نتيجة لتعليقاته على مؤتمرات الشباب التي يتولى النظام ترتيبها واستضافتها في شرك الشيخ بجنوب سيناء.
وكتب “الديواني” على صفحته الشخصية بالـ”فيسبوك”: “في مؤتمر شباب العالم، حيث البنات من هنا ومن هناك، و بخصوص اللي كتبته آخر مرة، وهو إذا كانت البنات أحلوت ولا أنا اللي نفسي بقت حلوة، لأ الصراحة أنا اللي نفسي بقت حلوة أوي، بس خلاص، اتسدت تمامًا”. وأثارت تغريدات الديواني استياء وغضب عموم المصريين، كما أغضبت عددًا من منظمين المنتدى.
حيث شن حساب “عدنان رضا”، هجومًا على الديواني قائلًا: “دول بتبذل مجهود وبتعمل مؤتمر فيه 8000 واحد من كل دول العالم عشان تبعت رسايل للسلام، وتثبت قدرتها على احتواء وقيادة القارة، ويجي واحد شهواني يدمر كل دا ببوست محتاجين إعادة النظر في كل العقول دي”.
كما قال أيمن مهدي: “الناس اللي مش مقدرة ولا فاهمة أي حاجة عن المجهود والتعب اللي من المشاركين في التنظيم.. لا تعليق”.
وهاجمه “مروان فرج” أحد المشاركين في تنظيم المنتدى، قائلًا: “يعني والله مش عارف اقولك إيه، احنا طالع عنينا في المنتدى وبنشتغل بكل جهد وتركيز وانت بتهرج”.
يذكر أنها ليست المرة الأولى يثير فيها كرريم الديواني، أمين رئاسة الجمهورية، ومندوب السيسي الشخصي، غضب واستياء المصرين، إذ هاجم الديواني الصحفيين في بوست له على صفحته الشخصية على “فيسبوك”، وقت أزمة اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين للقبض على بعض الصحفيين المعتصمين داخلها في مايو 2016.
وقال كريم الديواني أثناء الأزمة: “للتنويه: لو صدر أي كلام مكتوب على الأكاونت بتاعي يهاجم جوز المطاريد اللي استخبوا زي الفران في نقابة الصحفيين أو أي ابن وسخة بيدافع عنهم من لاحسي الأقلام، فتأكدوا أن ده مش فيروس ولا حاجه.. ده أنا”.
كما هاجم مندوب السيسي، عددًا من السياسيين المصريين من بينهم المحامي الحقوقي والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة ” خالد علي”، حيث قال: “إلا هو أنتم فاكرين إن خالد علي والأشكال الوسخة اللي زيوا تابوا؟ انسوا طبعًا دول أعداء الوطن”.
وهاجم أيضًا حمدين صباحي، والبرادعي، وجماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: “ما هو المثل بيقول: الش* لو تابت ت*، انهاردة أول مرة أشوف المؤتمر الصحفي بتاع عبده مشتاق. لامم شوية عيال سرسجية وراه وعمال يهذي، يا أستاذ حمدين، أنت مش أنت وأنت جعان”.
وهاجم الديواني مندوب السيسي الشخصي، ثورة يناير، وكال السباب والألفاظ النابية لمن شارك فيها قائلا: “للأسف مازال كلاب يناير ال**** مقتنعين إنها ثورة. ثورة مين يا أهطل منك له لما يكون رموزكم وائل غنيم وغيرهم من الخونة، ثورة مين يا بهايم لما رمزكم تاجر مخدرات وعملتوا منه بطل، فعلا انتم شوية بهايم عايزين الحرق بجاز **. كل إنسان بيموت، ذنبه في رقبتكم يا أ** خلق الله”.
وأضاف: “مازالت حثالة يناير معتقدة أنهم هم الذين يفهموا والباقي لا يفهم، مازالت هذه النخبة القذرة تتهم محبي مبارك أنهم عبيده ومحبي الجيش أنهم لاحسي بيادته، الأيام ستظهر كم أنتم أ**** الخلق وسيدفنكم التاريخ ويلفظكم الشعب. ملحوظة: الحثالة التي أتحدث عنها هي التي مازالت تعتقد أن أحداث يناير ثورة مجيدة وليس جزءا من مخطط تدمير مصر”.
عماد الفقي وحسن راتب
ومن أخطر الملفات التي تناولتها الناشطة الحقوقية الكندية من أصل مصري السيدة نيرمين عادل هو لغز مقتل الزميل عماد الفقي الصحفي بجريدة الأهرام والذي قالت إن قوة من المخابرات العامة المصرية بقيادة المقدم / ( خالد أحمد محمود نصر )، وهو حفيد مؤسس الجهاز، الذي يعد مثل جده اللواء صلاح نصر الرجل الأسوأ سمعة في مصر والعالم العربي في مجال التعذيب والقتل خارج القانون، وأن خالد نصر هو الذي قاد عملية قتل الفقي في مكتبه بجريدة الأهرام يوم 29 ابريل/نيسان الماضي، خلال شهر رمضان الماضي وقبل دقائق من سحور رمضان.
وأوضحت أن الفقي كان مقربا من رجل الأعمال المصري المتهم في قضية تجارة الآثار الكبرى الدكتور حسن راتب، وهو شريك سابق للمعارض أيمن نور المقيم في اسطنبول حاليا حيث أسسا في التسعينيات مجلة عقارية اسمها (متر مربع)، وأن راتب احتفظ لدى الفقي بمجموعة من الأدلة والوثائق التي تثبت بالدليل القاطع شراكة مصطفى السيسي نجل عبد الفتاح السيسي والذي يعمل ضابطا في الرابة الإدارية مع راتب فى تجارة الآثار.
وأضافت أن الخلاف بين راتب ومصطفى السيسي جاء بعد قيام راتب بتخفيض كمية الأموال التي يتم دفعها لمصطفى السيسي مقابل تأمين حمايته للمجموعة، وذلك بسبب زيادة تكاليف التنقيب غير الشرعي عن الآثار وتراجع عمليات البيع، وهو ما أغضب النجل الأصغر للسيسي وتم تلفيق القضية لراتب مع البرلماني السابق علاء حسنين المعروف بـ ( نائب الجن والعفاريت).
وأشارت الى ان المعلومة تسربت من حسن راتب خلال وجوده في السجن بعد أن قام الضابط السابق محسن السكري المدان بقتل سوزان تميم زوجة هشام طلعت مصطفى، واستطاع أن يوصلها الى هشام عبر المحامي، وقام هشام طلعت مصطفى بإطلاع نجل السيسي على المعلومة، كما أن عماد الفقي نفسه قام بالذهاب الى مقر الرقابة الادارية وتمكن من مقابلة مصطفى الذي وعده بمكافأة كبرى، ولم تذكر ما إذا كان قد طلب منه تلك الوثائق أم لا؟
غير أنها قالت ان تلك المعلومات أفزعت مصطفى السيسي الذي اتصل بشقيقه الأكبر محمود في المخابرات العامة فطمأنه، ثم استدعى محمود السيسي صديقه خالد نصر، وهو المقرب من محمود السيسي في جهاز المخابرات، وتم تكليفه بالتعامل مع الموضوع والحصول على الوثائق بكافة السبل الممكنة.
وكشفت ان خالد أحمد محمود نصر هو الذي قاد بنفسه فرقة الاغتيالات التي قامت بقتل عماد الفقي بمكتبه في الأهرام بعد أن كشف لهم عن مكان إخفاء الوثائق في منزل طليقته التي تتولى رعاية أبنائه بعد طلاقهما وزواجه من أخرى، مفسرا ذلك بأن شقة طليقته هي المكان الذي لا يمكن الشك فيه، وحصلوا بالفعل على الوثائق من خلال السيطرة على طليقته بالطرق المعتادة لديهم.
المصدر: الشادوف+يوتيوب