كشفت تسريبات جديدة في إطار تحقيق صحافي دولي تنشره 17 مؤسسة إعلامية دولية بالتعاون مع مؤسسة “قصص محظورة” Forbidden Stories حول استخدام برمجيات NSO الإسرائيلية للتجسس “بيغاسوس” أن دولا عديدة، بينها دول عربية، قامت بالتجسس على الآلاف من مواطنيها، وشخصيات أجنبية من بينها 180 صحافيا.
وحسب التسريبات، التي شاركتها المؤسسة مع 17 مؤسسة إعلامية، على رأسها “الغارديان” البريطانية، و”واشنطن بوست” الأمريكية، و”لوموند” الفرنسية ومؤسسة “درج” الناطقة بالعربية، أن الإمارات العربية المتحدة اختارت رقم هاتف محررة صحيفة “فايننشال تايمز” وصحافيين في “وول ستريت جورنال” ومجلة “إيكونوميست” كأهداف محتملة للتجسس.
وشارك في هذا المشروع الاستقصائي، الذي أصبح يعرف بـ “فضيحة بيغاسوس”، أكثر من 80 صحافيًا من 17 مؤسسة صحافيّة في 10 دول حول العالم.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن أبو ظبي استخدمت برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس الذي أنتجته “أن أس أو غروب” في محاولة التنصت على هاتف الصحافية رولا خلف، المولودة في لبنان ومحررة صحيفة “فايننشال تايمز” المهمة في بريطانيا. وتم تعيين خلف في العام الماضي كأول محررة في تاريخ الصحيفة، وهي واحدة من 180 صحافياً تم الكشف عن تعرض هواتفهم للقرصنة والاختراق عبر البرنامج الإسرائيلي. وكشف التحقيق الذي نشرته صحيفة “الغارديان” أن الإمارات العربية المتحدة استخدمت برنامج أن أس أو في الماضي. وربما كانت وراء التجسس على صحافيين في “أيكونوميست” و “وول ستريت جورنال”. وربما استخدمته ضد عشرة آلاف هاتف تخص صحافيين وناشطين. وتورطت شركة “أن أس أو غروب” التي تخضع لتنظيمات وزير الدفاع الإسرائيلي في سلسلة من الفضائح في السنوات الماضية، وتقدمت شركة فيسبوك بدعوى قضائية ضدها. والإمارات هي واحدة من عشر دول حددها تحقيق “الغارديان” و16 مؤسسة إعلامية دولية وتضم المغرب وأذربيجان وكازاخستان والهند وهنغاريا والبحرين والمكسيك والسعودية ورواندا بالإضافة للإمارات.
ويعتقد أن أبو ظبي استهدفت خلف في عام 2018 عندما كانت نائبة لرئيس التحرير. وظهر رقم هاتفها في التسريب لأرقام اختيرت كأهداف محتملة للرقابة. وأظهر التسريب أن الإمارات اختارت 10000رقم كأهداف محتملة للاختراق. لكن المنتج الرئيسي لأن أو أس غروب يمنح الزبائن فرصة استخراج الصور والرسائل الإلكترونية وتسجيل المكالمات والتفعيل بطريقة سرية للميكروفون على آيفون وأندرويد. وظهر اسم الصحافي الأمريكي برادلي هوب، الذي كان في وقت اختيار اسمه موظفاً في صحيفة “وول ستريت جورنال”. وكان برادلي يقوم بفحص المعلومات لكتاب عن فضيحة الفساد في الشركة الماليزية 1 أم دي بي والتي أدت إلى محاكمة رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق.
ويقترح الكتاب أن بعض الأموال أنفقت على يخت فاخر للشيخ منصور، عضو العائلة الحاكمة البارزة في أبو ظبي ونائب رئيس الوزراء ومالك نادي مانشستر سيتي. ويعتقد أن الإمارات هي وراء وضع اسم هوب الذي قال لصحيفة “الغارديان”: “أعتقد أن أي شخص استهدف هاتفي كان يريد معرفة من هي مصادري؟” و”كانوا يريدون معرفة الذين يزودونني بالرؤية الثاقبة”. وكانت جماعات حقوق الإنسان قد عبرت عن مخاوفها من استخدام الإمارات ودول الخليج برنامج التجسس. ففي عام 2018 قال “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو في كندا إن هناك “توسعا مهما” في استخدام السعودية والإمارات والبحرين لبرنامج بيغاسوس.
وأصدرت الحكومة المغربية أمس بياناً أعربت فيه عن استغرابها الشديد، لقيام صحف أجنبية منضوية تحت ائتلاف يسمى Forbidden stories، بنشر مواد إخبارية زائفة، بشكل متواتر ومنسق، منذ الأحد، يدعي فيها كتابها، زورا وبهتانا، قيام المغرب باختراق أجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة المغربية والأجنبية ومسؤولين في منظمات دولية، باستعمال إحدى البرمجيات المعلوماتية. وكان التحقيق تحدث عن متابعة المغرب لعشرة آلاف شخصية.
وقالت الحكومة في بيانها إنها “ترفض هذه الادعاءات الزائفة، وتندد بها جملة وتفصيلا، وتؤكد عدم ارتكازها على أساس من الواقع، على غرار ما سبقها من ادعاءات مشابهة لمنظمة العفو الدولية بهذا الخصوص”.
المصدرك الشادوف+ترجمات