هل كان توريث الحكم للإبن سبب المحاولة الأخيرة لاغتيال السيسي الأب؟

عاد الظهور المكثف والاستحواذ الواضح من محمود نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ملفات داخلية وخارجية ليثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية خلافة محمود لوالده في الحكم، خصوصا بعد أن أدي تململ جنرالات وقيادات في الدولة المصرية لاجبار السيسي الأب عام 2020 على نفي الإبن في وظيفة ملحق عسكري في روسيا .

ويبدو انها ليست صدفة أن يصدر موقع ( جافاج ) الاسرائيلي المتخصص في المعلومات الاستخباراتية تقريرين خلال مدة وجيزة عن الوضع المضطرب للنظام المصري بقيادة السيسي بسبب الدور الغامض لأبنائه محمود وحسن في دولاب الحكم والدولة بمصر، ويحذر من خطورة الأوضاع فى الجيش وتأثيرها على مستقبل النظام.

التقرير الأول تم نشره في 17 يناير عن حالة التململ بين قيادات الجيش المصري بسبب الاستياء العام من سياسات النظام الاقتصادية والسياسية، بينما التقرير الثاني كان الأخطر حيث صدر الأسبوع الماضي بالتحديد يوم 30 ابريل 2022 عن محاولة فاشلة لاغتيال السيسي !

تقرير موقع جافاج بتاريخ 17 يناير/ كانون الثاني 2022 بخصوص التململ داخل الجيش والدور المتوقع لعائلة مبارك- المصدر: الشادوف

التقرير الأخير عن محاولة الاغتيال الفاشلة جاء مقتضبا وتحدث عن المحاولة وقال باختصار أن القائمين عليها من الدائرة الخاصة المكلفين بحراسة السيسي وأن المحاولة أسفرت عن مقتل الفاعل على الفور بينما نجا السيسي لكنه عولج بمستشفى في أحد المجمعات الرئاسية من إصابات بسيطة، وتم التخطيط لظهوره الاعلامي في العيد لنفي أية شائعات عن المحاولة الفاشلة التي تم التشديد على ضرورة عدم تسرب أية أخبار عنها.

وأوضح الموقع الاستخباراتي الاسرائيلي ان الدائرة الأمنية للرئاسة تحفظت على السيسي في أحد المجمعات الرئاسية فور وقوع المحاولة كما تم التحفظ على كافة الأقارب بما في ذلك الأحفاد والأصهار، وان السيسي التقي بعائلته وكان عاطفيا في هذا اللقاء، وهو ما يشير الى انه بكى بمرارة أمام أسرته في أول لقاء جمعهم بعد تلك المحاولة.

وأشار التقرير الى أن محاولة اغتيال السيسي جاءت من دائرته المقربة. لحسن حظه ، ومع ذلك ، فإن تلك المحاولة تُظهر الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن المؤسسة المصرية ، ممثلة بالنظام العسكري ، مستاءة من السيسي كما تشير المحاولة الى أن المزيد من الاضطرابات في الطريق ما لم ينجح السيسي في تغيير صورته واستعادة ثقة الجيش المصري الغاضب والشعب المصري الذي يعاني في ظل قبضته القاسية وإجراءات التقشف الاقتصادي غير المسبوقة.

وأوصى التقرير بمراجعة التقرير السابق عن للموقع بخصوص شكاوى الجيش المصري من السيسي والاستياء المتزايد منه بين جنرالات الجيش المصري.

وكان تقرير موقع جافاج الاستخباراتي الصادر في 17 يناير 2022 قد نقل عن مصادره من بين جنرالات الجيش المصري استياءهم من سياسات السيسي، وخصوصا المتعلقة بتوريث نجله محمود الحكم من بعده، إضافة الى أن السياسات الاقتصادية التي يتبعها تنذر بانهيار النظام العسكري فى مصر من الأساس.

ونقل التقرير عن دبلوماسي غربي يعمل في مصر وصفه للسيسي بأنه غير ذكي لدرجة أنه لا يستطيع تقييم المخاطر ومتغطرس للغاية بحيث لا يستمع إلى التحذيرات. من الآمن أن نقول إنه إذا استمر ، فقد يكون الرجل الذي يسقط النظام المصري ككل ، وليس نفسه فقط “.

وأوضح أن “مبارك كان ذكيا لأنه سمح للمعارضة بالكلام علنا وسعى لاستيعابها. بالإضافة إلى ذلك ، سمح للشعب المصري بـ “الحد الأدنى من مستويات المعيشة”. أما السيسي فهو على العكس من مبارك. فهو يعتقد أنه في خضم مباراة كرة قدم ، وقد قضى على كل معارضة معتدلة. وقد تركت هذه الإجراءات الناس في مصر بلا مكان للتنفيس عن غضبهم، حسبما قال المصدر.

وأضاف المصدر في تصريحاته لموقع جافاج الاستخباراتي أن السيسي سعى أيضًا وراء كل قرش يملكه الفقراء المصريون ، ولا يخجل من التباهي بثروته المكتسبة حديثًا في جلساته مع الدوائر الضيقة حوله. وأضاف أن “السيسي فشل في معالجة الاهتمامات الوطنية الرئيسية لدى المصريين ، واستشهد بمثال سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا ببنائه. وقال إن المصريين يخشون أن يتسبب بناء السد في موتهم من العطش فيما فشل الرئيس السيسي في معالجة هذه المشكلة أو إعطاء أية ضمانات مطمئنة للجمهور المذعور.

وقال الدبلوماسي الغربي انه ليس لدى المصريين حاليا ما يخسرونه، وربما تأتي ثورة هائلة بسبب كل تلك الضغوط. وبعد كل شيء ، لم بكن أحد يتوقع أن ثورة 25 يناير كانت قادمة، حتى أنا لم أفعل، ولعل هذا ما يحدث حاليا دون أن يشعر الكثيرون بوجوده “.

صاحب السمو الملكي ابن السيسي هو المشكلة

أفاد مصدر استخباراتي عربي رفيع المستوى لـموقع “جافاج” الاسرائيلي أن محمود نجل الرئيس السيسي هو من يدير الدولة نيابة عن والده. وقال: “هذا الشاب عديم الخبرة حقًا وذكائه الظاهر لا يمكن أن يعوض نقص خبرته الظاهر أيضا. إنه متحمس للغاية، ولكن في الوقت نفسه، هو يعاني عيوبا كبيرة مثل والده: تجاهل النصيحة ، والأنا المتضخمة والتفكير في أن عائلة السيسي هي عائلة ملكية، إضافة الى انه يعتقد أنه سيخلف والده في الحكم ”.

وأضاف: “فكرة الخلافة بحد ذاتها جنون ، مبارك أراد أن يخلفه نجله جمال ، لكنه لم يستطع فعل ذلك ، وانتهى الأمر بكارثة رغم أن مبارك كان أقوى سياسياً وكان أكثر قبولاً لدى الجمهور من السيسي”.

كما نقل الموقع عمن وصفه بضابط كبير بالجيش المصري عمل مع ثلاثة رؤساء مصريين (مبارك ومرسي والسيسي) قوله إن نجل السيسي ، محمود ، هو الحاكم الحقيقي لمصر ، وأضاف أن والده أعطاه قدرًا أكبر من حجمه بكثير. فقد أعطاه منصبا أكبر من قدرته على أن يشغله، مما أسفر عن وضع مصر في صراع محتمل مع ليبيا ، والإساءة إلى دول عربية عديدة من بينها دول خليجية، وأحرجنا [المصريين] أمام العالم في مناسبات متعددة. وهذا يشمل أيضًا العلاقة الإشكالية للغاية مع إيطاليا والتي كان له فيها دور فعال “

وأكد الضابط المصري رفيع المستوى لموقع جافاج الاستخباراتي أن محمود السيسي يتعلم عن طريق التجربة والخطأ ولا يمكنك تحمل ذلك في هذا الركن من العالم الذي نعيش فيه، ناهيك عن بلد ذات حجم ضخم مثل مصر “.

من ناحية أخرى، وفقا للموقع الاستخباراتي، أوضح ضابط مخابرات عربي تعتبر بلاده قريبة جدًا من نظام السيسي أن محمود “ابن السيسي مرتبط بمجموعة معينة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبعضهم من الحرس القديم، والبعض الآخر أقرب إلى شعب أوباما ومعروف بعبث الأشياء. وبعضهم وفقا لضابط المخابرات الإماراتي قد لا يحمل حتى نوايا حسنة تجاه السيسي وابنه.”

رامبو يتجاهل التحذيرات

ومع ذلك، يعتقد نجل السيسي أنه لا يقهر فقط لأنه ينفذ حرفيا ما يقوله له بعض كبار الشخصيات في وكالة المخابرات المركزية، ويأتي هذا في وقت أصبحت فيه معظم الحكومات العربية حذرة من وكالة المخابرات المركزية بعد عقد من الربيع العربي، كان خلاله العديد من مسؤولي وكالة المخابرات المركزيةشركاء في الأفكار المجنونة التي جلبت للمنطقة الكثير من الكوارث”، وفقا لضابط الاستخبارات الخليجي.

وأضاف المصدر أن “الجيش المصري نفسه وجه تحذيرات للرئيس السيسي من زيادة الضرائب وطرد المواطنين من منازلهم وتنفيذ عمليات إعدام”،وكانت النصيحة التي أعطيت للسيسي واضحة: ابق على المعارضة في السجون لأطول فترة ممكنة ولا تجعلهم شهداء بإعدامهم. وهذه النصيحة لم تلق آذاناً صاغية من السيسي، على ما يبدو لأن ابنه محمود يريد أن يلعب دور رامبو.”، وفقا للضابط الخليجي.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة العربي الجديد التي تصدر من لندن عمن وصفتهم بمصادر سياسية ودبلوماسية خاصة، مصرية وغربية، استبعادها لحدوث أي تصعيد (ترقية) لمحمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأي مناصب سياسية خارج إطار عمله الحالي، على الرغم من إثارة هذا الموضوع في دوائر غربية لاحظت وجوده في عدد من الملفات المصرية شديدة الأهمية خلال الأشهر القليلة الماضية، وفقا لزعم الصحيفة.

ورجحت المصادر أن يقتصر أي تصعيد لمحمود السيسي، حال حدوثه، في مجال عمله الحالي فقط، وذلك لأسباب عدة، في مقدمتها أن السيسي الأب نفسه، يخشى من تكرار سيناريو الحديث عن توريث المناصب، الذي يعتبره شخصياً من أهم أسباب إطاحة الرئيس المخلوع الراحل محمد حسني مبارك، وعدم حماس المؤسسة العسكرية للدفاع عن مبارك، منذ إرهاصات ثورة 25 يناير 2011.

وأشارت إلى أن ثقة الرئيس السيسي بإدارة نجله محمود لبعض الملفات، ترجع بالأساس إلى فكرة ثقته في تطابق مواقف الأجهزة الاستخباراتية مع رؤيته الشخصية في الملفات التي تشهد حضوراً بارزاً لمحمود السيسي في إدارتها.

وعاد الجدل مجدداً حول الأدوار التي يقوم بها العميد محمود السيسي، بسبب ما وصفته مصادر خاصة بتوسع نفوذه بشكل لا يتماشى مع أقدميته ورتبته داخل جهاز المخابرات العامة، ما أدى لحالة تململ بين عدد من قدامى قيادات الجهاز المسؤولين عن عدد من الملفات الخارجية، التي بات نجل الرئيس ضيفاً دائماً على الاجتماعات الدورية الخاصة بها، على الرغم من عدم صلة عمله بتلك الاجتماعات، وعدم وجود إضافة حقيقية لمشاركته ووجوده وإطلاعه على هذه الملفات الحساسة.

ووفقاً للمصادر، فإن محمود نجل الرئيس السيسي بات يحضر بشكل دائم الاجتماعات الخاصة بإدارة الأزمة السودانية التي تشهد تطورات متلاحقة بسرعة متزايدة، وملف قضية سد النهضة، أهم الملفات التي يواجه فيها النظام الحالي أزمة مستمرة لا تبدو فيها فرصة لحلول حاسمة وسريعة. بالإضافة إلى ملف القضية الفلسطينية، الذي يشارك في إدارته، إلى جانب إشرافه على ملف العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

دور متعاظم في المخابرات العامة

وعادت الأدوار التي بات يلعبها السيسي الابن، مجدداً لتدفع به إلى مقدمة المشهد داخل الجهاز السيادي الذي يعد المشرف الرئيسي على كافة الملفات ذات الحساسية العالية للنظام السياسي في مصر، ويعتبر بمثابة عين الرئيس على كافة مكونات وقطاعات الدولة المصرية، خاصة منذ أن انتقل اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس السابق، ليتولى رئاسة الجهاز.

إذ حاول كامل إعادة هيكلة الجهاز، وإقصاء من كانوا يعرفون سابقاً بـ”تيار مبارك”، والذين انتقل ولاؤهم في فترة لاحقة للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق قبل أن يتم تغييبه تماماً من المشهد في أعقاب إطاحة رئيس الجهاز السابق اللواء خالد فوزي عام 2017.

وحسب المصادر، فإنه بالإضافة إلى الملفات الخارجية، يتولى السيسي الابن، الإشراف المباشر على ملف الإعلام المصري، بعد أن كان قد جرى الحديث عن تحجيم صلاحياته، حينما صدر قرار بندبه للسفارة المصرية في روسيا كملحق عسكري، قبل أن يتم إلغاء القرار، ويعود للجهاز الأمني في حالة كمون تام، لم تدم لفترة طويلة.

وأضافت المصادر أن محمود السيسي عاد كذلك للإشراف المباشر على ملف الأحزاب والقوى السياسية المصرية، وبات منخرطاً بشكل مباشر في الاجتماعات الخاصة بهذا الملف داخل الجهاز، من دون أن يظهر في المشهد كما كان في السابق لعدم لفت الأنظار إليه مجدداً.

وتابعت المصادر أن “التغيّر الذي حدث على صعيد نشاط السيسي الابن، سواء في ما يتعلق بملف الإعلام أو ملف الأحزاب والقوى السياسية، هو أنه لم يعد يظهر أو يجتمع بإعلاميين أو شخصيات سياسية، ويكتفي بإدارة الملفين في الخفاء”.

حسن السيسي على طريق شقيقه محمود !!

وأوضحت المصادر أن ما يزيد من حالة التململ بين قدامى العاملين بجهاز المخابرات العامة، هو الدور الذي يلعبه الابن الأصغر للرئيس، حسن عبد الفتاح السيسي، الذي بات فعلياً، بحسب تعبير المصادر نفسها، المشرف الرئيسي على ملف الطاقة، داخل الجهاز نفسه، وذلك على الرغم من عدم امتلاكه أياً من الخبرات التي تؤهله للقيام بمهام هذا الملف. فهو بالأساس خريج كلية لغات وترجمة، ولم يكن خريج إحدى الكليات العسكرية، أو كليات الهندسة ذات التخصص القريب من الملف الذي يشرف عليه، وكذلك لم يكن خريج كلية علوم سياسية.

ورجحت المصادر أن تكون عودة ظاهرة مقاطع الفيديو التي تُنشر من قبل أشخاص مجهولين تهاجم النظام السياسي والأجهزة السيادية في مصر، كما فعل في السابق المقاول والممثل محمد علي عام 2019، نتاجا للمنافسة والتباينات بين الأجنحة داخل الجهاز.

وأشارت المصادر إلى تداول عدد من مقاطع الفيديو أخيراً لإحدى السيدات التي تعيش في كندا ( نيرمين عادل)، تزعم فيها أنها كانت متزوجة من إحدى الشخصيات النافذة وتعرضها للتنكيل في فترة سابقة داخل جهاز المخابرات العامة، وامتلاكها صوراً ومقاطع فيديو تدين شخصيات هامة في الدولة، بينهم نجل الرئيس، بفضائح فساد.

ولفتت المصادر إلى أن مثل تلك الأفعال والتحركات، عادة ما تكون نتاج حالات غضب واحتقان داخل الأجهزة السيادية المختلفة، ومؤشراً على حالات تململ داخلها.

النفي لروسيا .. والعودة مجددا

وفي أواخر عام 2019، أثار توسّع أدوار محمود السيسي وظهوره المباشر في المشهد السياسي بتشعباته الداخلية، واجتماعه مع رؤساء الأحزاب وممثلي القوى السياسية التي تعمل ضمن منظومة النظام الحالي، وقيادته اجتماعات تشكيل مجلس النواب، أزمة سياسية وحالة غضب داخل الأجهزة.

وقد جرى عقب ذلك الترويج لما كشفته تقارير صحافية، عن صدور قرار بندبه كملحق عسكري إلى سفارة مصر بروسيا، وكذلك ندب مساعده المقدم أحمد شعبان إلى سفارة مصر باليونان.

وكانت مصادر كشفت في وقت سابق أن وفداً بقيادة نجل الرئيس السيسي، زار تل أبيب مع اندلاع المواجهات في ساحات المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، في محاولة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية جديدة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت المصادر إلى أن تلك الجهود جاءت بحكم تولي محمود السيسي رئاسة ملف العلاقات بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر:الشادوف+صحف+ترجمة

المشاركات الاخيرة

اسرائيلالسيسيالمخابرات العامةحسن السيسيمحاولة اغتيال فاشلةمحمود السيسيمصر
Comments (0)
Add Comment