أحمد حسن الشرقاوي يكتب: يحيى حمزة.. شيخ في مهنة تنقرض !
في الماضي كان شيوخ الحرفة أو المهنة هم من يقررون بكل حيادية وأمانة وتجرد منح الصفة المهنية للصبية المتدربين، وهم من يضعون اللوائح والقوانين الخاصة بحرفتهم أو مهنتهم،وهم من يحافظون على استمراريتها وتطورها وازدهارها، وهم من يضعون قواعد التدريب للداخلين للحرفة حديثا، بصراحة شيوخ كل مهنة كانوا عنوانها وقيمتها وتاج رأسها.وفي رأيي المتواضع فإن الأستاذ يحيى حمزة، نائب رئيس تحرير جريدة الأنباء الكويتية هو أحد شيوخ مهنة الصحافة والاعلام خلال العقود الأربعة الماضية. على الأقل منذ بداية الثمانينيات وحتى الآن.عندما جاء حمزة ليستلم مكتب الجريدة في القاهرة مع زميله الباجوري، كنت لا أزال أدرس فى جامعة القاهرة عام 1988، وأعمل فى المكتب من القاهرة.شجعني حمزة والباجوري على الكتابة، وعندما عاد للكويت كان يتابع تحقيقاتي وأخباري التي أكتبها للجريدة من القاهرة وكنت أشعر بمودة تشجيعه وإعجابه رغم بعد المسافات.رفضت عرضه بالسفر للعمل بالكويت حتى ألتحق بنقابة الصحافيين المصريين أولا. عملت مع الزميل حسن عامر نائب رئيس تحرير الجمهورية، وكان يشجعني أيضا رغم اختلاف منهجنا السياسي.احترم الأستاذ يحيى حمزة قراري بعدم السفر للكويت في مقتبل حياتي رغم أنها فرصة مغرية لمن فى سني في ذلك الوقت.لم أسافر مع مجدي الجلاد وعادل السنهوري وطارق بركات وسامح هلال ومصطفى السلماوي وغيرهم من الزملاء الذين فضلوا السفر ثم التحقوا بالنقابة فيما بعد.أحمل للأستاذ يحيى حمزة كل مشاعر الود والتقدير والاحترام باعتباره واحدا من جيل الرواد الكبار فى مجال الصحافة العربية، وقد تخرج في محرابه المهني الكثير من الزملاء والزميلات، وتشرفت بأن أكون من بينهم.أشكر الزميل محمود الشربيني وصالونه الثقافي على تلك اللفتة الجميلة وهذا التكريم المستحق لتلك القامة الصحافية والمهنية الكبيرة. وتمنيت لو كنت بينكم اليوم لأقدم جزءا من دين مستحق للأستاذ يحيى حمزة في رقبتي، وسأظل مدينا به ما حييت. نحن من جيل يعرف قيمة الأساتذة ويظل مدينا لهم طوال حياته.https://www.albawabhnews.com/4763050