أحمد دومة يضرب عن الطعام ويكتب مذكرات السجن في مصر.. فماذا قال؟!

0 1٬110

أعلنت مصادر حقوقية، نقلًا عن أسرة الناشط السياسي المصري أحمد دومة، أنه بدأ إضرابا عن الطعام في محبسه اعتبارا من يوم أمس الأحد، فيما أعلنت دار ابن رشد للطباعة والنشر عن إصدار كتاب جديد لدومة بعنوان: ” يشبه الأنين.. يشبه الهتاف: سردية سبقت صاحبها للحرية”.

وأحمد دومة محكوم بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أحداث مجلس الوزراء”، وهو واحد من أبرز النشطاء السياسيين في مصر، وعضو مستقيل من جماعة الإخوان المسلمين عام 2007، والتي يعد والده سعد دومة أحد رموزها.

وتعود وقائع هذه القضية إلى الأحداث التي شهدها مجلس الوزراء المصري في عهد المجلس العسكري في ديسمبر/كانون الأول 2011، وحوكم بسببها دومة، مع 267 متهما آخرين بتهمة حرق مبنى المجمع العلمي المصري، ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، والتعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومقاومة السلطات والتجمهر وتعطيل حركة المرور.

ويقبع دومة، على غرار عشرات السجناء السياسيين في مصر، في زنزانة انفرادية منذ أكثر من 8 سنوات، كما مُنع دخول عكاز سبق أن طلبه ليمشي عليه لأنه غير قادر على التريض بسبب إصابته بتآكل حاد في ركبته يستلزم جراحة تغيير مفصل، كما أنه ممنوع من الحصول على أدوية مضادات الاكتئاب ومذيبات الجلطات منذ حوالي عام.

وبالتزامن مع إضرابه عن الطعام، قررت محكمة القضاء الإداري تأجيل نظر الدعوى المقامة من مؤسسة “حرية الفكر والتعبير” نيابةً عنه طعنًا على القرار السلبي بالامتناع عن السماح له باستكمال دراسته إلى جلسة 17 إبريل/نيسان، لطلب الدفاع تصحيح شكل الدعوى بإدخال خصم جديد، هو معهد البحوث والدراسات العربية، لاشتراطه نسبة حضور للمحاضرات والامتحانات، وموافقة كتابية من قطاع مصلحة السجون، والتي امتنعت عن الموافقة من دون إبداء أسباب.

( تهريب النصوص من السجن)

وفي تقديمها للإصدار الجديد لدومة، ذكرت دار ابن رشد على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “يشبه الهتاف … يشبه الأنين سردية سبقت صاحبها للحرية”، للكاتب المناضل #أحمدـدومة سوف يظهر قريبا في الأسواق، وهو عبارة عن نصوص سردية كتبت من داخل سجنه الذي لايزال قابعا فيه منذ تسع سنوات، هذه السردية التي سبقت صاحبها للحرية تزامنت مع خوض دومة اضرابًا مفتوحًا ضد سجانه الذي سلب جسده الحرية ولكنه لم يسلب روحه”.

كتب مقدمة العمل الروائي الكبير الدكتور علاء الأسواني الذي يقول عن الكتاب: ” مناضلون كثيرون كتبوا تجربتهم في السجن حتى نشأ نوع أدبي اسمه “أدب السجون”، وغالبا ما يكتب المناضل تجربته في السجن بعد خروجه وعودته إلى الحياة الطبيعية.. لكن هذا الكتاب يتميز بأنه تجربة لايزال صاحبها يخوضها حتى الآن. لايزال الكاتب في السجن وقد استطاع بموهبته الأصيلة أن ينقل الينا أبعاد المحنة التي يعيشها”.

يكتب دومة في كتابه الجديد: ” أنهيُت نحو ثمانين شهراً، في زنزانة انفرادية، أقوم بذات الممارسات داخل ذات الجدران، وأصطبح بذات الوجوه التي تنضح تهجماً وكراهية. وفوق ذلك: أخوض منهكاً معارك يومّية على الدواء-الكتب-الرسائل-الصور ـ الزيارة-والتعذيب (الزملاء لا أنا). وأخوض مع نفسي (المزعجة) ّكل ليلة ألف معركة لأبقى على قيد الأمل… ثم لأبقى فقط على قيد الحياة “.
وكتبت دار ابن رشد على الفيسبوك :” هذه السطور تملك من جمال التعبير وعمق التجربة ما يجعلها نصًا أدبيًا متميزًا. أحمد دومة أديب موهوب وشاب ثوري شجاع تمثل سيرته نموذجا للملايين من شباب الثورة المصرية. دومة عمره 33 عاما قضى ثلثها في السجون.”

” لقد عرف السجن في كل العهود ، سجن في عهد حسني مبارك وفي عهد المجلس العسكري وفي عهد الإخوان المسلمين، وهو حاليا مسجون في عهد السيسي.”

ويتساءل الأسواني في مقدمته ” ما هي الجريمة الخطيرة التى اقترفها دومة حتى يقضى كل هذه الأعوام في السجن ؟.. ويجيب بالقول:” جريمة دومة الوحيدة هي النضال من أجل الحرية والعدل والكرامة .. هذه الجريمة يعتبرها النظام المصري أخطر من القتل والسرقة. إن مطالبتك بحقوقك كإنسان تعتبر في مصر جريمة أخطر من أي جريمة أخرى”.
واختتمت دار ابن رشد تقديمها لكتاب دومة بالقول:” هذا الكتاب عمل أدبي متميز ووثيقة إنسانية وشهادة حية لمناضل عظيم وأديب موهوب لايملك الانسان إلا أن يمنحه اعجابًا كاملًا وتقديرًا عميقًا . إن من يملك وعى أحمد دومة وموهبته وشجاعته وإرادته .. سوف ينتصر حتمًا ولو بعد حين.”
وأضافت:” هذه النصوص ليست سردًا أدبيًا بامتياز .. بل هي وثيقة تاريخية تحفظ للأجيال الحالية والقادمة عن الحلم والأمل والوطن، إنها شهادة تاريخية عن أحد رموز ثورة 25 يناير ٢٠١١ ولسان حال لكل المعتقلين السياسيين الذين يحبون الحياة ما استطعوا إليها سبيلا. وقد أهدى دومة كتابه إلى صحبة يناير ٢٠١١، وقال في التقديم:” صعوداً.. وانتظاراً…وإلى الثائرين والثائرات في كلّ مكانٍ وزمان ..وإليها؛ رغم كل شيء”.
وقالت الناشرة الشابة بيسان عدوان صاحبة دار ابن رشد للطباعة والنشر لموقع الشادوف إن كتاب أحمد دومة تم طبعه في العديد من العواصم العربية إضافة الى اسطنبول بتركيا، وقريبا سيتم توزيعه في اسطنبول وفي القاهرة وفي بيروت وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

المصدر: الشادوف

المشاركات الاخيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.