أردوغان يزور الإمارات في فبراير.. هل تكون محطته المقبلة مصر أم إسرائيل ؟!

1 787

عقب أيام من زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى العاصمة أنقرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، أنه سيزور الإمارات في فبراير/شباط المقبل، كما أشاد بمسار تحسين العلاقات مع أبو ظبي، لافتاً إلى إمكانية التوصل والإقدام على خطوات مشابهة مع مصر وإسرائيل في إشارة إلى قرب تحقيق اختراق في مسار تحسين العلاقات التركية المتواصل مع القاهرة وتل أبيب.

وعقب أشهر طويلة من مساعي تحسين العلاقات وسلسلة لقاءات على مستوى الاستخبارات والأمن والدبلوماسية المنخفضة وصولاً لأعلى المستويات السياسية نجحت أنقرة وأبو ظبي في إعادة تطبيع العلاقات وفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين، في حين لا تزال مساعي تركية مشابهة متواصلة مع مصر وإسرائيل ودول أخرى بهدف إعادة تطبيع العلاقات التي تدهورت بين أنقرة والعديد من عواصم المنطقة خلال السنوات الماضية.

أردوغان يزور الإمارات
وفي تصريحات للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من تركمانستان قال أردوغان: “ستكون لي زيارة إلى الإمارات في فبراير المقبل على رأس وفد كبير، وسنقدم على بعض الخطوات بقوة”، مضيفاً: “لقد قدموا (الإماراتيون) خطوة استثمار بـ 10 مليارات دولار، سنبني مستقبلًا مختلفًا عبر تنفيذ ذلك، وستكون هناك تطورات إيجابية”.

وعن مسار تحسين العلاقات، لفت أردوغان إلى انه سبق أن التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان عام 2011، وأن بعض المتغيرات حدثت بعد ذلك دون أن تقطع تركيا كافة الخيوط بين البلدين، وتابع: “على الأقل استمرت المحادثات المتبادلة على مستوى أجهزة الاستخبارات (بين تركيا والإمارات)، كما استمرت علاقاتنا التجارية”، مشيراً إلى أن “العمل وصل في النهاية إلى نقطة جيدة (مع الإمارات) رغم حدوث تطورات غير مرغوب فيها”.

وأردف: “بداية جاء شقيق ولي العهد محمد بن زايد إلى تركيا (مستشار الأمن الوطني، طحنون بن زايد، في أغسطس/آب الماضي) وأجرى محادثات مع الجهات المعنية ومكتب الاستثمار في الرئاسة، وأكد أنهم مستعدون للاستثمار، بعدها زار (محمد) بن زايد تركيا”، وأعرب أردوغان عن ثقته أن مواد الاتفاق الذي تم التوقيع عليها خلال زيارة بن زايد، هي “خطوة من أجل بدء فترة جديدة بين تركيا والإمارات وإبقاء ذلك دائماً” مشيراً إلى أن “وزير الخارجية (التركي مولود تشاووش أوغلو) ورئيس جهاز الاستخبارات (هاكان فيدان) سيزوران الإمارات قبل زيارته إليها من أجل التحضيرات”.

وعلى الرغم من أن مسار تحسين العلاقات التركية مع الإمارات شهد أسرع خطوات ونتائج، إلا أن أنقرة تولي أهمية كبيرة أيضاً لمسار تحسين العلاقات مع القاهرة وتل أبيب حيث يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات عملية على غرار ما جرى في الملف الإماراتي وهو ما أكده أردوغان الاثنين أيضاً.

مسار تحسين العلاقات مع مصر
ومنذ أشهر، تجري اتصالات تركية مصرية على مستويات مختلفة في مسعى لإعادة تحسين العلاقات التي تفجرت عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المصري السابق محمد مرسي ووصل الخلاف بين البلدين إلى أعلى مستوياته حول ملفات المعارضة المصرية والإخوان المسلمين والأوضاع في سوريا وليبيا والعراق بالإضافة إلى التطورات الأخيرة والتنافس الإقليمي في شرق المتوسط.
وعقب جولات سرية من اللقاءات الاستخبارية، جرت لقاءات على مستويات دبلوماسية منخفضة قبيل أن تجري جولتين متتالين من المباحثات الاستكشافية في القاهرة وأنقرة، كما جرى اتصال على مستوى وزيري خارجية البلدين/ وسط تصريحات إيجابية وتكهنات بقرب حصول زيارات متبادلة على مستوى وزراء الخارجية تؤسس لإعادة تبادل السفراء والترتيب للقاء على مستوى رئيسي البلدين.

وعلى غرار النموذج الإماراتي، حافظت تركيا ومصر طوال سنوات الخلاف العشرة الماضية على حيوية العلاقات الاقتصادية التي لم تشهد تراجعاً كبيراً، بل شهدت في كثير من الأحيان نمواً مضطرداً وهو ما يتوقع أن يؤسس لمزيد من التعاون على المستوى الاقتصادي والسياسي في ظل اقدام البلدين على مجموعة من خطوات بناء الثقة إلى جانب تراجع حدة الكثير من الخلافات حول الملفات الخارجية الحساسة ولعل أهمها الملف الليبي الذي تراجع فيه الخيار العسكري لصالح المسار السياسي، في حين تأمل تركيا أن يؤسس مسار تحسين العلاقات مع مصر للتوصل إلى اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في شرق البحر المتوسط، كما أن تحسين العلاقات التركية الإماراتية يتوقع أن يشكل أكبر دافع لمسار تحسين العلاقات التركية المصرية.

مسار تحسين العلاقات مع إسرائيل
وعلى غرار ما يجري مع مصر والإمارات ودول أخرى في إطار ما اعتبر بمثابة توجه سياسي تركي جديد لإنهاء الخلافات مع دول المنطقة، يتواصل مسار تحسين العلاقات التركية الإسرائيلية على قدم وساق، وعلى الرغم من عدم تحقيق تقدم واضح في هذا المسار إلا أن الجانبين أقدما على خطوات متبادلة أعطت مؤشرات إيجابية إلى جانب المعطيات العامة بالمنطقة التي تدفع باتجاه نجاح هذا المسار.

وشكل انتهاء حقبة بنيامين نتنياهو في رئاسة وزراء الحكومة الإسرائيلية أبرز انفراجة بمسار تحسين العلاقات حيث جرت اتصالات مختلفة على المستوى الاستخباري والدبلوماسي قبل أن تجري اتصالات سياسية كان أبرزها الاتصال الذي جرى قبل أيام بين الرئيس التركي ونظيره الإسرائيلي والذي جاء بعد ساعات من إفراج السلطات التركية عن إسرائيليين أوقفا في تركيا بشبهة التجسس.

وقالت مصادر تركية إن أردوغان وهرتسوغ بحثا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، وقالت وكالة الأناضول: “أردوغان شدد خلال الاتصال الهاتفي على أهمية العلاقات التركية ـ الإسرائيلية من أجل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة إعادة ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والتعايش في المنطقة”، وشدد أردوغان على أن تعزيز العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية واستئناف عملية السلام، يعد من الأولويات وإلى “إمكانية تقليل اختلافات وجهات الرأي، في حال تم التوصل إلى تفاهم متبادل حول القضايا الثنائية والإقليمية”.

وبينما لفت أردوغان إلى أن “الحفاظ على التواصل والحوار بين تركيا وإسرائيل يصب في المصلحة المشتركة للجانبين”، قالت الرئاسة الإسرائيلية إن المكالمة كانت إيجابية وإن أردوغان “شدد على أهمية العلاقات بين بلاده واسرائيل من أجل السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط”.

كما تحدثت مصادر إسرائيلية عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أجرى اتصالا هاتفيا بأردوغان، عقب إفراج أنقرة عن زوجين إسرائيليين اعتقلا في تركيا بتهمة التجسس، وقال مكتب بينيت في بيان، إن “بينيت شكر أردوغان على مساعدته في الإفراج عن الزوجين، المتهمين بالتجسس بعد تصويرهما مقر إقامة أردوغان في إسطنبول”، حيث يعد هذا الاتصال “الأول من نوعه” بين رئيس وزراء إسرائيلي والرئيس التركي منذ العام 2013.

المصدر: الشادوف+وكالات الأنباء

المشاركات الاخيرة

تعليق 1
  1. katalog firm يقول

    Have you ever thought about including a little bit more
    than just your articles? I mean, what you say is valuable and all.

    Nevertheless just imagine if you added some great visuals or video
    clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and
    clips, this website could undeniably be one of the most beneficial in its niche.
    Great blog!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.