صحوة الفارس: رواية تاريخية تقرأ الواقع المعاصر !
نادرا ما نجد فى الأدب الروائي العربي تلك النوعية من الأعمال. الروايات التي تقرأ الماضي بعيون الحاضر وباستشراف للمستقبل.
رواية ” صحوة الفارس” هي العمل الأول لروائي موهوب هو الدكتور (محمد طارق)، الذي دفع بها الينا فى موقع ( الشادوف ) لقراءتها، واستغرق الأمر بعض الوقت حتى استطعنا تصفحها وقراءتها نظرا لضيق الوقت.
تبدأ أحداث الرواية بتلك الفترة العصيبة في تاريخ الأمة عندما إجتاحت الحملات الصليبية منطقة المشرق العربي الاسلامي، وأقامت ثلاث إمارات هي: الرها و أنطاكية و طرابلس بالإضافة إلي مملكة بيت المقدس التي ارتكبوا فيه مجزرة بشعة كانت عارا على البشرية جمعاء وحدث ذلك بالخيانة و التخاذل و الصراعات بين أمراء و حكام المسلمين!
في الصفحات الأولى تأخذك الأحداث بسلاسة لمراجعة التاريخ المعاصر خصوصا مع تأسيس الكيان الصهيوني وما ارتبط به من مجازر بشعة خلال فترة النكبة ومابعدها، لاتقول الرواية حرفا واحدا عن اسرائيل، لكنها تستدعي من أحداث الحملات الصليبية على المشرق العربي والاسلامي سياق تأسيس هذا الكيان وما ارتبط به من أحداث. استدعاء يستقرأ ولا يقرأ.. يلقي بالمغزى والدلالة على صفحات الرواية ويترك للقاريء حرية الربط بين الماضي والحاضر في تزاوج واع مع استشراف للمستقبل.
بعد ذلك تتوالى فصول الرواية ليعيش القاريء مع سفاحي ذلك العصر: “فرسان المعبد” و “الحشاشين” في مواجهة مجاهدين حقيقيين وقادة طبيعيين من علماء الأمة وفرسانها وأبطالها. وبعد أن تنفى الأمة خبثها تتم الإنتفاضة و المقاومة و السجال بين الفريقين ويتصاعد الصراع ليتم تحرير الأراضي المحتلة تباعاً، و يظهر القادة العظماء من السلاجقة و ولاتهم الأتابكية مثل شرف الدولة مودود و عماد الدين زنكي و إبنه نور الدين محمود زنكي و تلميذه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ووالده نجم الدين أيوب و عمه أسد الدين شيركوه و أخوه الملك سيف الدين العادل و كيف وحدوا الأمة الإسلامية متمثلة في أبطال القصة الذين يمثلون كل البلاد العربية و الإسلامية من عرب و أكراد و أتراك و مغاربة وأمازيغ.
وبالتوازي مع تلك القصص والبطولات تعرج الرواية على فصل مهم من تاريخ الأندلس يتمثل في دولة الموحدين في عصر السلطان المغربي يعقوب أبو يوسف المنصور الموحدي الذي إنتصر على الصليبيين في موقعة الأرك، وكيف كان أثر الأندلس على تعليم العالم العلم والحضارة.
و هكذا نأخذ من خلال فصول القصة دروسا من تاريخنا لنتعلم كيف تم النصر و كيف تأسست الحضارة بما قاد الى تحرير القدس الشريف من أيدي المعتدين.
أسرة تحرير الشادوف تتمنى التوفيق للروائي محمد طارق والنجاح فى كافة أعماله المقبلة.