ممدوح اسماعيل يكتب: الوفاء لخزاعة والنصرة .. دروس من فتح مكة

0 640

فتح مكة فى العشرين من رمضان فى العام الثامن من الهجرة فيه دروس كبيرة اتوقف مع أول درس:_
بعد أن تعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش في صلح الحديبية كان يوجد بند أن أيّ اعتداءٍ على أيّ قبيلةٍ متحالفةٍ مع أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على الطرف نفسه، فانحازت بنو بكر إلى قريش، وانحازت بنو خزاعة إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم،
لكن فى العام الثامن للهجرة وفي شهر شعبان بالتحديد دبّرت بنو بكر مع قريش مكيدة فأغار بنو بكر على بني خزاعة ليلاً بعد أن أمدّتهم قريش بالسلاح، وقتلوا منهم ثلاثةً وعشرين شخصاً، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، وذلك بالقُرب من بئر الوتر، فهربوا إلى الحرم، ولم تأخذ بنو بكرٍ بحرمة البيت، بل قتلوا من لجأ اليه.
كان هذا الاعتداء انتهاكاً واضحا لصلح الحديبية واعتداءً مباشراً على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى المسلمين،
واستطاع عمرو بن سالم من خزاعة الهروب من مكة والذهاب إلى الرسول في المدينة يُخبره بما حدث مُنشِداً أبياتاً من الشِّعر يَصف فيها الوضع الذي حصل لهم من القتل، ومُذكِّراً بالعهد مع رسول الله
، وهنا نتوقف.. على الفور أجابه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم: (نُصِرتَ يا عمرو بنَ سالمٍ)
لا حسابات سياسية ودراسة موقف امريكا والغرب .. ولاحساب مصلحة الجماعة او الحزب او الشيخ بل النصرة واجبة فورا. ومن اللافت ان قبيلة خزاعة وقتها كانت مشركة!
ولكن كانت فى تحالف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين طبقا لصلح الحديبية، فانتصر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرر انتهاء صلح الحديبية وفتح مكة وقاد الجيش صلى الله عليه وسلم..
قل ماتشاء :
أمانة
وفاء
رجولة
كرامة
عزة
شهامة
نصرة…. وضع ماتشاء من كل القيم التى ضاعت فى واقعنا المعاصر..هذه القيم والصفات الرائعة بها انتصر المسلمون..وبها فتحوا مكة والدنيا كلها.
وعندما تم تقسيم الدين وتقطيعه وحصر الدين فى مجرد شكل الصلاة والصوم بدون مضمون وتفعيل حقيقى لهما مع تضييع القيم المفروضة وانغلقت الجماعات على مصالحها فقط، انهزم المسلمون
فتجد افرادا وجماعات وشيوخا ظاهرهم التدين ولكنه تدين ناقص ومغشوش لايعرفون إلا مصالحهم فقط.
المسلمون يعتقلون ويقتلون ويضطهدون، لكنهم هربوا من نصرة المظلوم
تخاذلوا عن الوفاء للمغدور..
بخلوا بالشهامة للضعيف..
فكيف يتحقق لهم الخير والنصر؟!
وقد نصر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (عمرو بن سالم) المشرك وقبيلته للوفاء بالعهد، بينما
شيوخ وجماعات وأفراد لاينصرون المسلم للوفاء بحق الإسلام، وبعضهم لايعرف النصرة إلا لجماعته واصحابه فقط.. كأن غيرهم من المسلمين كفار لانصرة لهم!!

ممدوح اسماعيل المحامي

عضو برلمان الثورة فى 2012

من أبرز وجوه التيار الاسلامي بمصر

________________________________________________________________

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.