مقاعد الجماهير بمونديال 2022 تحمل شعار «صُنع في قطر»

0 622

كتب: أحمد حسن الشرقاوي

تشهد الاستعدادات المتواصلة لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ مشاركة فاعلة من الشركات القطرية، ما يدعم مسيرة تنويع الاقتصاد الوطني، تماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، التي تشكّل التنمية الاقتصادية إحدى ركائزها الأساسية.

ومن بين الشركات المحلية التي تقوم بدور فاعل في التحضير للمونديال شركة كوستال قطر المتخصصة في أعمال الهندسة، وتتولى تصنيع وتركيب مقاعد ستة من استادات المونديال، هي “البيت” و”الجنوب” و”أحمد بن علي” و”المدينة التعليمية” و”لوسيل” و”راس أبو عبود”، بإجمالي 250 ألف مقعد، وذلك بموجب عقد وقعته الشركة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث في أبريل 2017.

وفي هذا السياق أوضح السيد نيشاد عظيم، الرئيس التنفيذي لشركة كوستال قطر، أن فرق العمل بالشركة تتولى كافة جوانب عملية التصنيع، بدءًا من التخطيط والتصميم إلى إعداد النماذج ثلاثية الأبعاد، حتى أعمال التنفيذ والتركيب.

من جانبه قال السيد عماد ازمقنا، مدير المشاريع في كوستال قطر: “نجحت الشركة في تطوير مجموعة متنوعة من أنماط الألوان المختلفة لمقاعد الاستادات، فمثلاً ترى في استاد الجنوب نمطاً يعكس أمواج البحر في تناغم مع تصميم الاستاد المستوحى من أشرعة المراكب التقليدية، بينما نرى رأس الأسد في استاد أحمد بن علي، في إشارة إلى شعار نادي الريان الذي سيصبح الاستاد مقراً له بعد المونديال.”

وأضاف: “حرصنا على تقديم مجموعة من الخيارات للمسؤولين في اللجنة العليا، والذين اختاروا أنماط الألوان التي ترونها الآن في استادات المونديال.”

وأكد عظيم أن كوستال قطر تسير على خطى اللجنة العليا في الالتزام بالممارسات المستدامة خلال تصنيع مقاعد الاستادات، وتجنّب أي هدر في البلاستيك، وقال: “في حال عدم حصول المقاعد المصنّعة على الاعتماد اللازم، أو الحاجة إلى تغيير الألوان؛ فإننا نعيد تدويرها، وفي بعض الأحيان يخرج المنتج النهائي في شكل مقاعد مختلطة الألوان، ولدى الشركة فريق متكامل يتولى كافة مراحل التصنيع.”

وحول التعاون مع اللجنة العليا؛ أشاد كل من عظيم وازمقنا بالتعاون بين الجانبين وأعربا عن فخرهما بإتاحة الفرصة أمام الشركة وإسناد هذا المستوى من المسؤولية إلى كوستال قطر في استعدادات البلاد لاستضافة النسخة الأولى من كأس العالم في المنطقة.

وأضاف ازمقنا: “أعتقد أنه كان قراراً جريئاً من اللجنة العليا لمنح شركة محلية عقداً لتصنيع مقاعد ستة من استادات المونديال. وقد شكّل الأمر في البداية تحدياً ارتبط بالأساس بالجودة وبالجوانب اللوجستية والتقنية الأخرى. حيث حرصوا على التحقق من قدراتنا، بينما حاولنا جاهدين فهم المتطلبات التي كانت دقيقة وصعبة للغاية.”

واختتم: “بعد أن بدأنا في تسليم منتجاتنا، رأى المسؤولون في اللجنة العليا مستوى الجودة المصنّعة في قطر وباستخدام مواد محلية ومن المنطقة، ووفق أعلى المعايير العالمية. وبعد استلام الدفعة الأولى من المقاعد أصبحوا أكثر ثقة في أدائنا وفي المنتجات التي تتولى الشركة تصنيعها.”

وتماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030؛ تمثل جهود كوستال قطر على صعيد الإعداد لاستضافة مونديال 2022 قصة نجاح لقطاع التصنيع في الدولة. وقد حظيت الشركة بدعم مالي من قبل بنك قطر للتنمية الذي يواصل جهوده لدعم المشاريع القطرية الناشئة ورواد الأعمال القطريين وتوطين الفرص المحلية للشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من المنافسة في الأسواق العالمية في سبيل تعزيز الاقتصاد الوطني.

وقال السيد جاسم إبراهيم المحمدي، مدير أول علاقات العملاء في بنك قطر للتنمية: “سعداء بهذا الإنجاز الذي حققته شركة كوستال وبالجهود الرائعة التي تقوم بها كافة شركاتنا القطرية في التحضير والاستعداد لهذا الحدث الرياضي العالمي الضخم، وشركة كوستال واحدة من الشركات الوطنية التي نفخر بها وهي مثال يحتذي بهِ لكل الشركات القطرية الصناعية في قطر وقصة نجاح ملهمة للجميع.”

وأضاف: “نقدم في بنك قطر للتنمية العديد من البرامج والخدمات التمويلية والاستشارية الخاصة بالشركات الصناعية، سواء على مستوى القروض والتسهيلات التمويلية أو الاحتضان في مشاريع مثل جاهز 1 وجاهز 2، أو على مستوى الدورات التدريبية والإرشاد والمتابعة من خلال برنامج المصنع النموذجي وغيره من المنصات التخصصية لتطوير المهارات الصناعية.

وأشار المحمدي إلى حرص بنك قطر للتنمية على إتاحة الأسواق الإقليمية والعالمية أمام الشركات الصناعية عبر وكالة قطر لتنمية الصادرات، الذراع التصديري للبنك، ومبادراتها المتنوعة.

يشار إلى أن كوستال قطر تأسست في العام 1979، وتغطي أعمالها قطاعات الإنشاءات، والتجارة، والأعمال المعدنية، والخدمات اللوجستية للمشاريع. وعملت في عدد من المشاريع الكبرى في قطر لمجموعة من عملائها من بينها مطار حمد الدولي، والمقر الرئيسي لوزارة الداخلية القطرية، ومتحف قطر الوطني، ومكتبة قطر الوطنية، إضافة إلى استادات كأس العالم FIFA قطر 2022™.

وكانت الشركة قد استهلت إسهاماتها في التحضيرات لكأس العالم قطر 2022 خلال أعمال التطوير التي شهدها استاد خليفة الدولي، والذي أصبح أول الاستادات جاهزية لاستضافة المونديال. وتضمنت جهود الشركة تصنيع وتوريد وتنفيذ الأعمال المعدنية، إضافة إلى تركيب مقاعد الضيافة الفاخرة، فضلاً عن توفير المقاعد لمناطق ذوي الإعاقة والتي أعيد تطويرها في الاستاد، بمشاركة نحو 160 عاملاً وموظفاً.

وطوال مراحل تصنيع مقاعد المشجعين لاستادات مونديال 2022؛ أنتجت كوستال قطر 600 مقعد يومياً (18 ألف مقعد شهرياً)، بإشراف 12 موظفاً في مصنع الشركة المتطور، بينما تولّى تركيب المقاعد في كل استاد فريق ضم نحو 120 عاملاً.

لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث

أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام ٢٠١١ لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام ٢٠٢٢، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.

ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.

تواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.

وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.