شهدت السنوات الأخيرة مجموعة من حوادث السير ( تصادم أو انقلاب سيارات على الطرق السريعة) تميزت جميعها بالغموض، راح ضحية هذه “الحوادث” جنرالات كبارا في الجيش أو الشرطة. آخر تلك الحوادث وقعت يوم الأربعاء 5 ابريل 2023 عندما لقي ضابط رفيع المستوى بالشرطة المصرية حتفه فيما وصفته الصحف المصرية بـ” حادث سير ” أعلى محور 30 يونيو بمحافظة بورسعيد، شمال شرقي مصر.
وانتقلت الخدمات الطبية والامنية إلى موقع الحادث لنقل جثمان اللواء (مدحت عبد الرحيم)، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن بورسعيد، إلى المستشفى، لحين انتهاء كافة الاجراءات القانونية. ولم تشر التقارير حتى الآن إلى وجود ضحايا آخرين أو مصابين في الحادث.
وقام اللواء عادل الغضبان الشهير بـ “سفاح الألتراس” الذي كان يتولي منصب ( الحاكم العسكري لمحافظة بورسعيد) خلال حادث مقتل 74 شابا من مشجعي النادي الأهلي في العام 2013 بتقديم العزاء في اللواء مدحت عبد الرحيم الذي توفي اليوم في هذا الحادث الأليم!!
وتواترت مؤخرا مجموعة من حوادث الوفيات الغامضة، خصوصا فى محافظة بورسعيد حيث لقي عضو مجلس الشيوخ ومحافظ بورسعيد الأسبق اللواء مصطفى كامل مصرعه يوم 25 ديسمبر 2022 الماضي في حادث سير أيضا. كما تزايدت مؤخرا حوادث وفاة مديري الأمن في المحافظات المختلفة وكبار جنرالات القوات المسلحة المصرية فى حوادث سير غامضة من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
(1) مساعد مدير أمن جنوب سيناء اللواء عبد العزيز الجندية في سانت كاترين يوم 28 أكتوبر 2017 ( محافظ جنوب سيناء هو اللواء خالد فودة صهر عبد الفتاح السيسي). (2) الحادث الغامض الذي توفي فيه اثنان من كبار قيادات الداخلية برتبة لواء بعد قيامها بضبط أحراز “مستريح أسوان” في 12 مايو 2022 وتضمنت الأحراز عشرات الملايين من العملات المحلية والأجنبية والتي كانت بحوزة الضابطين الكبيرين خلال رحلة عودتهما بالسيارة من مركز أدفو في طريقهما الى أسوان. الصحف المحلية المصرية لم تتحدث عن مصير تلك الأحراز !!
بالمناسبة الضابطان الكبيران هما: اللواء منتصر عبد النعيم، واللواء أحمد محيي الدين، ولقى اثنان من مرافقيهما من مجندي الشرطة مصرعهما فى الحادث.
(3) وفاة اللواء جمال شكر، مدير أمن أسيوط في حادث سير على طريق أسيوط-ديروط الزراعي يوم 29 مايو من العام 2019 ، وإصابة اللواء منتصر عويضة فى نفس الحادث. (4) وفاة اللواء محمد لطفي، قائد المنطقة الشمالية العسكرية فى حادث سير بالقرب من مدينة السادات بمحافظة المنوفية يوم 28 يونيو 2017.
وفيما تؤكد الصحف المحلية ووسائل الاعلام بشكل مبالغ فيه على ان تلك الحوادث فردية وأنها “قضاء وقدر”، يير مراقبون للأوضاع فى مصر أن مراكز القوى داخل النظام والتي تعيش على الفساد الممنهج تقوم بتصفية هذه العناصر لأسباب مختلفة إما بسبب الانتقام أو الجشع وإخراجهم من لعبة تقسيم الغنائم الناجمة عن عمليات الفساد المشتركة أو أخيرا إقصاء العناصر الشريفة أو ذات التوهات الوطنية داخل النظام.
المصدر: الشادوف+خاص
