عبد المجيد حزين يكتب:هل هناك فارق بين الشريعة..وحدودها ؟!

0 302

هل بناء البيت قبل بناء السياج ؟ أم بناء السياج قبل بناء البيت ؟!

يستدل بعض الدعاة ، بل وبعض العلمانيين – أيضا – أن الشريعة ليست الحدود فقط . الحقيقة أن هذه العبارة هى ” كلمة حق يراد بها باطل ” للهروب من تكاليف الإسلام ، وحاكمية الله على عباده .

نعم قد يكون الإسلام هو البيت ، والحدود هى السياج الذى يحمى هذا البيت . لكن السؤال الذى يطرأ على بال كل مخلص لهذا الدين هو :

1 -هل قام الرسول صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضى الله عنهم أجمعين ، بعمل هذا التوصيف البدعى ، والذى يفرق بين الشريعة والحدود ؟!
• 2 – أليست الحدود هى التى تم النص عليها فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وهى قليلة مثل حد القتل والزنا ، وشرب الخمر والسرقة، فهل نعطل حدود حدها الله، وأنزلها من فوق سبع سماوات إرضاءََ لطاغية ، أو زعيم جماعة إسلامية منبطحة، أو زعيم علمانى فاجر مرتد معادِِ للإسلام وشريعته وحدوده، أو عسكرى وقح جاء لضرب الإسلام، وقتل المسلمين لصالح الإستعمار الصهيونى القديم الجديد، أو لصالح رجل أعمال يمص دماء المسلمين، أو لإعلام رقيع يبث الشر والخلاعة بين المسلمين !؟ .
• 3 – أقول لهؤلاء ماذا لو كان أعداؤك يتربصون بك الدوائر وانت ستقوم ببناء بيتك ؟!، أليس من الأولى أن تضع سياجا مكهربا وحراسا أشداء يقومون على حمايتك وأنت تبنى بيتك ؟ أم تجعل نفسك ومالك وبيتك الذى ستبنيه معرضا للخطر من قبل أعدائك المتربصين بك ، والذين لا يرجون لله وقارا ، ولا لك ولمصالحك أى إعتبار !؟
• 4 – فى وقت تلتف يد الغدر والخيانة والأعداء والثورات المضادة على رقاب الوطن ، فهل يجب أن تحمى الوطن والدين والثورة الوليدة بوجود السياج الواقى – الحدود فى الإسلام – قبل أن تبنى الوطن الجديد الموعود ؟ ماذا لو تم تطبيق حد الحرابة أو الخيانة العظمى بلغة السياسة، على المجرم البلطجي صبرى نخنوخ و ثمانى مائة ألف بلطجى فى ميادين مصر الكبرى؟! هل كان سيقوم المجلس العسكرى بثورته المضادة التى اوصلت المرتد السيسى إلى سدة الحكم ؟
• 5 – ألم تسمعوا لقول الله عز وجل:  فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) (النساء ) ماذا ستفعلون فى هذه الآية يا قادة الجماعات الإسلامية التى تنحى شرع الله ؟ ماذا ستفعلون فى قول النبى صل الله عليه وسلم 🙁 وَأيْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»؟ من فوضكم من المؤمنين والمسلمين لتحكموننا بشريعة غير شريعة الرحمن حتى ترضوا أسيادكم فى الغرب أيها الضعفاء ؟ أليس هذا غدر بدماء الشهداء ممن خرج معكم أملا قي أن تحكمون بما أنزل الله عز وجل ؟!

أليس هذا غدرا بالشريعة الإسلامية التى ظننا أنكم ستحكموننا بها ؟! فالغدر ذنب عظيم بين البشر، فما بالكم بالغدر بشريعة محمد صل الله عليه وسلم الذى تدعون أنكم من أتباعه (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)  بل وقوله صل الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة ) فاحذر يا أمير أى جماعة إسلامية أن تطيع شيطانك الذى بين جنبات نفسك وتفتى بعدم إتباع شريعة الرحمن إذا ما وصلت جماعتك إلى سدة الحكم فتفضح يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
• 6 – يا أتباع الجماعات الإسلامية المنهزمة والمعتدية على حاكمية الله عز وجل ، إن الجماعات العلمانية المجرمة أشرف منكم ، لأن الشيوعى أو العلمانى أو البعثى إذا وصل إلى سدة الحكم حكم بما وعد الناس به من زبالات البشر – الشيوعية أو العلمانية أو الليبرالية أو البعثية – وزاد عليه سجنكم وسحلكم وقتلكم وتشريدكم فى بلاد الدنيا كلها، فإنه ينفذ ما وعد الناس به.
• 7 – على أى مواطن يريد الإصطفاف لابد أن تكون راية الإصطفاف راية إسلامية ، وإلا فإنكم داخل هذا الإصطفاف غير المبارك والذى حذرنا الله منه بقوله (
لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ … إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين. ( التوبة-47).
أخى المسلم لا تتفوه بأى كلمة ضد شريعة الله التى أكتملت ، ولم يفوضك أحد لإستبدالها (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] ) ، لا تفتى يا غالى بإستبدال شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وإلا انطبق عليك قول الله عز وجل( ( قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) (البقرة-60 )، فالموت يحيطنا من كل جانب وإلى الله المصير (
قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
(الجمعة – 8)

اللهم أنى بلغت اللهم فاشهد.

بقلم/ الشيخ عبد المجيد حزين

داعية اسلامي- لندن

المملكة المتحدة

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.