هل تندلع الحرب في القدس يوم الأحد المقبل ؟!

0 602

نددت حركة “حماس” في بيان، اليوم الأربعاء، بدعوات أطلقتها جماعات إسرائيلية يمينية متطرفة،تستهدف هدم مُصلى “قبة الصخرة”، في المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة خلال مسيرة الأعلام المقرر تنظيمها يوم الأحد الموافق 29 مايو/ آيار الجاري، وقالت حماس إن “هذه الدعوات لعبٌ بالنار، سيرتدّ على الاحتلال الذي نحمّله كامل المسؤولية”.

وأضافت أنّ “دعوة رئيس منظمة لاهافا الصهيونية، لقطعان المستوطنين بهدم قبَّة الصخرة المشرَّفة، وبناء هيكلهم المزعوم، في يوم ما يُسمّى توحيد القدس، يوم الأحد المقبل، تعدُّ استفزازاً مباشراً لمشاعر شعبنا وأمَّتنا، وتصعيداً خطيراً ضدَّ هُويتنا وقيمنا ومقدساتنا”.

وحمّلت “حماس” الاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة عن تداعياته”، محذّرةً من أنّ “نارُ اللّهب التي تعبث بها هذه الجماعات المتطرّفة، سترتدّ على قادة الاحتلال وحكومته، وتَحْمِل في طيّاتها نذر سقوطهم وزوال كيانهم”.

وتابعت أنه “في ظل استمرار التهديدات والاقتحامات الصهيونية، ندعو جماهير شعبنا إلى الحشد والرّباط وشدّ الرّحال إلى الأقصى المبارك، والتصدّي بكل قوّة، وتصعيد المواجهة ضدّ الاحتلال ومخططاته التهويدية الخطيرة”.

كما دعت “حماس” قادة ومنظماتٍ وشعوباً، إلى “تحمّل مسؤولياتها التاريخية في حماية الأقصى، والتحرّك الجاد لمنع التدنيس والعبث بقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين، ومسرى الرّسول”، مطالبةً المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته “بتجريم ومنع تلك الاقتحامات التي سيكون لها تداعيات خطيرة على عموم المنطقة”.

تجدر الإشارة الى أن جماعات يهودية متشددة تعتبر أنّ المسجد الأقصى بُنيَ على أنقاض المعبد اليهودي أو “الهيكل” الذي بناه النبي سليمان، وتطالب بهدم المسجد وإعادة بناء المعبد المزعوم.

وعلى مدار أيام، دعت منظّمة “لاهافا” اليهودية المتشددة ، المستوطنين إلى تنظيم مسيرة في الأقصى، نهاية الشهر الجاري، وتفكيك “قبة الصخرة”. ودعا رئيس منظمة “لاهافا” الإرهابية بنتسي غوبشتاين، وأحد تلاميذ الحاخام المتطرف مائير كاهانا، إلى تفكيك قبة الصخرة من أجل تدشين “الهيكل” المزعوم، في ساحات المسجد الأقصى.

ونشر رئيس منظمة “لاهافا” إعلانا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وحسابه على “تيليغرام”، دعا فيه “منظمات الهيكل” واليمين الصهيوني إلى الحشد يوم الأحد المقبل، بمناسبة ما يسمى “يوم القدس”، من أجل اقتحام ساحات المسجد الأقصى، وبدء مخطط تفكيك قبة الصخرة بغية الشروع في تشييد “الهيكل” المزعوم.

ومنظمة “لاهافا”، هي منظمة يمينة متطرفة، يتكثف حضورها في القدس والمستوطنات الإسرائيلية، وتتهمها منظّمات حقوقية وفلسطينيون، بارتكاب اعتداءات بحق الفلسطينيين.

وكانت منظمة “لاهافا” قد دعت في رمضان العام الماضي إلى ما وصفته آنذاك بـ “تأديب العرب” وعبأت جمهورها وعناصرها لإحضار مسلحين بما يستطيعون من أدوات إلى ساحة باب العامود في مدينة القدس المحتلة، وهو ما أدى في حينه إلى اشتعال مواجهات بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية التي أطلقت عليها عملية ( سيف القدس).

ولا يزال المراقبون يعتقدون أن معركة “سيف القدس” بين الفلسطينيين وإسرائيل شكّلت نقطة تحوّل لمصلحة المقاومة الفلسطينية وتيارها، وأن ارتداداتها كانت مدوّية في إسرائيل على المستويين الرسمي والشعبي.

واستمرت المعركة من العاشر حتى 21 مايو/أيار 2021، ووجهت خلالها المقاومة الفلسطينية ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس.

يذكر أن اسم منظمة لاهافا مشتق من الأحرف الأولى من عبارة “منظمة منع ذوبان اليهود في الأرض المقدسة” باللغة العبرية، وهي تدعو بشكل صريح وعلني إلى طرد جميع العرب من أرض فلسطين التاريخية، ولديها برنامج لـ “حماية الفتيات اليهوديات من الارتباط بغير اليهود” حفاظا على “نقاء الشعب اليهودي”.

وتحتفي “لاهافا” بالإرهابي الكبير منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي باروخ غولدشتاين، باعتباره “بطلا صهيونيا”، وتعد إحدى أكثر منظمات “الهيكل” أو المعبد تطرفا، وكان عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يتولى رئاسة هذه المنظمة قبل أن يتفرغ لحزب “عوتسما يهوديت” ويسلم رئاستها لغوبشتاين.

من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، ظهر اليوم الأربعاء، “بأشد العبارات الدعوات التي أطلقها رئيس منظمة لاهافا اليهودية الإرهابية بشأن هدم وتفكيك قبة الصخرة المشرفة وبناء الهيكل المزعوم في باحات الأقصى، كما تدين دعواته لحشد أوسع مشاركة لاقتحامات المسجد الأقصى يوم الأحد المقبل والبدء بتنفيذ مخطط استهداف قبة الصخرة حسب إدعائه”.

وأضافت الوزارة في بيان صدر عنها أنها تدين أيضا الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وباحاته كما حدث صباح هذا اليوم وأداء صلوات تلمودية وقيام عدد من الحاخامات بتقديم شروحات عن الهيكل المزعوم.

واعتبرت الوزارة أن “دعوات رئيس لهافا الإرهابية هي الوجه الآخر لتصريحات ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف، نفتالي بينت، التي أطلقها في الضفة الغربية المحتلة بالأمس، وهي أيضا إمعان إسرائيلي باستهداف المسجد الأقصى لتكريس تقسيمه الزماني ومن ثم تقسيمه مكانيا على طريق هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، في إطار مخططات الاحتلال التهويدية للقدس وضمها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها”.

وطالبت الوزارة مجلس الأمن الدولي “وقف سياسة الكيل بمكيالين وتحمل مسؤولياته في حماية القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك”.

المصدر: الشادوف+صحف فلسطينية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.