نتنياهو يفشل فى تشكيل الحكومة..ويسعى لانتخابات خامسة للكنيست
أعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبيل انتصاف ليل الثلاثاء – الأربعاء، التفويض الذي منحه إياه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لمحاولة تشكيل حكومة؛ في أعقاب فشله في المهمة.
وجاء ذلك قُبيل انقضاء المهلة القانونية (28 يوما) بفترة وجيزة في ظل عدم تمكنه من إبرام اتفاقات ائتلافية مع الكتل البرلمانية؛ ويتوقع أن ينقل ريفلين التفويض إلى يائير ليبيد زعيم حزب ” هناك مستقبل”، أو إجراء جولة مشاورات جديدة مع الأحزاب للحصول على توصياتها بمرشح يشكل الحكومة.
وأصدر الليكود بيانا قال فيه إن نتنياهو أعاد التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، “في أعقاب رفض نفتالي بينيت الالتزام بتشكيل حكومة يمينية الأمر الذي كان سيدفع أعضاء كنيست آخرين إليها”.
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي في بيان صدر عن ديوانه الليلة: “انتهت فترة الـ 28 يومًا المنصوص عليها في قانون “أساس: الحكومة”، التي كانت تحت تصرف رئيس الحكومة، عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة، بحلول منتصف الليل”.
وأضاف البيان: “قبل منتصف الليل بقليل، أبلغ نتنياهو ديوان الرئيس أنه لم يتمكن من تشكيل حكومة، وبالتالي فهو يعيد التفويض إلى الرئيس”؛ وتابع: “الأربعاء صباحا سيجري ديوان رئيس الدولة اتصالات بالكتل البرلمانية حول مواصلة عملية تشكيل الحكومة”.
ونتنياهو هو أطول رؤساء الوزراء إسرائيل حكما بنحو 15 عاما، وفي 24 مايو/أيار الماضي بدأت إجراءات محاكمته بتهم خيانة الأمانة والاحتيال والرشوة في 3 قضايا فساد.
ومن المتوقع أن يكلف الرئيس الإسرائيلي زعيم المعارضة وحزب “هناك مستقبل” يائير لبيد، بتشكيل حكومة خلال 28 يوما.
وينص القانون الإسرائيلي على أنه في حال فشل المكلف الثاني بتشكيل الحكومة، يعيد الرئيس التكليف إلى الكنيست الذي عليه إما تقديم توصية مكتوبة بنائب يحظى بدعم 61 نائبا على الأقل، أو الدعوة إلى انتخابات جديدة.
وخلال العامين الماضيين، شهدت إسرائيل 4 انتخابات برلمانية، في ظل استقطاب حاد وخلافات شديدة بين الأحزاب.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن الفشل في تشكيل حكومة قد يؤدي إلى انتخابات خامسة قريبا.
ويسعى نتنياهو إلى منع نقل التفويض إلى ليبيد، من أجل إحباط تشكيل حكومة في “كتلة التغيير”، وذلك من خلال توصية أحزاب معسكر نتنياهو على منح التفويض بتشكيل حكومة إلى رئيس حزب “يمينا”، نفتالي بينيت، كي يشكل الأخير حكومة يمين بالتناوب على رئاسة مع نتنياهو.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن رئيس الكنيست، ياريف ليفين، قوله خلال محادثة مغلقة مع أعضاء كنيست من طائفة الحريديين الدينيين المتشددين، الثلاثاء، أن الليكود سيوصي على ما يبدو على بينيت لتكليفه بتشكيل حكومة؛ لكن مصادر في “يمينا” قالت إن نتنياهو يسعى ويريد التوجه لانتخابات خامسة، رغم اقتراحه بتشكيل حكومة يتناوب مع بينيت على رئاستها.
على الصعيد نفسه، قدم حزب شاس، الثلاثاء، مشروع قانون للكنيست بشأن الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة الإسرائيلية.
وأعلن رئيس اللجنة المنظمة للكنيست، ميكي زوهار، أنه سيعقد اجتماعا للجنة، لمناقشة دفع إجراءات سريعة لسن عدد من القوانين، بينها مشروع قانون الانتخاب المباشر، كي تصوت عليها الهيئة العامة للكنيست الخميس.
ويأتي تقديم مشروع قانون الانتخاب المباشر، على خلفية تخوف نتنياهو والليكود من تكليف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رئيس حزب “ييش عتيد”، يائير ليبيد، بتشكيل حكومة، وعندها ستنتقل رئاسة اللجنة المنظمة للكنيست إلى عضو برلماني من “ييش عتيد”، الذي يتوقع ألا يدفع مشروع القانون قدما.
وينص مشروع القانون على أنه يتعين على مرشح جمع 20 توقيعا لأعضاء كنيست كي يرشح نفسه لانتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة. وبإمكان عضو الكنيست أن يوقع على دعم مرشح واحد فقط، وفي حال تنافس مرشح واحد فقط، فإن التصويت يكون بالتأييد أو المعارضة. والمرشح الفائز هو الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، شريطة ألا تكون أقل من 40% من الأصوات، وإلا فإن الانتخابات ستعاد بمشاركة المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست، مؤخرا، إنه “يوجد حل للمأزق السياسي، تؤيده أغلبية هائلة في الجمهور. وبدلا من تشكيل حكومات متناقضة، بواسطة رئيس حكومة حصل على سبعة مقاعد في الكنيست ( يقصد رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت) على سبيل المثال، تجري انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة. والجمهور ينتخب رئيس الحكومة مباشرة بانتخابات خاطفة بدون حل الكنيست”.
ويسعى نتنياهو إلى سن قانون الانتخاب المباشرة من أجل أن يلغي الاتفاق الائتلافي بينه وبين رئيس حزب أزرق أبيض “كاحول لافان”، بيني غانتس، والذي ينص على أن الأخير سيتولى رئاسة الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في حال عدم تشكيل حكومة حتى ذلك الحين.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال تمت المصادقة على مشروع قانون الانتخاب المباشر، الذي يستوجب تأييد 61 عضوا بالكنيست لأنه تعديل لقانون أساس، وفي حال انتخاب نتنياهو مباشرة كرئيس للحكومة، فإنه ليس مؤكدا أنه سيتمكن من تشكيل حكومة، لأن توازن القوى في الكنيست، التي منعته من تشكيل حكومة حتى اليوم، لا يتوقع أن يتغير.