ممدوح اسماعيل يكتب: حماس لا تهتم..والدين هو مصلحتى !
حماس تكرر فى كل وقت التأكيد على أن علاقتها التحالفية مع إيران مهمة وضرورية، وهي لاتبالى بنصح الناصحين ولا حكم الشرع فى عداوة الشيعة وحربهم للمسلمين فى العراق وسوريا واليمن، وقد تعمد هنية والزهار والسنوار جهرهم بولائهم فى وصفهم قاتل المسلمين قاسم سليمانى بالشهيد..
وتخرج كتائب المبرراتية تؤلف لهم قصصاً فى الأعذار ويرد عليهم أهل العلم والحكمة :نقدر جهاد وتضحيات حماس والضرورة لكن الشرع فوق الجميع و الضرورة تقدر بقدرها، وما يحدث خرج عن حد الضرورة إلى الجهر المستفز عمداً بشرب برميل الخمر كله والتمتع.. وحماس لا تهتم وتمضى قدماً ولا تبالى بفتاوى العلماء حتى سرى سم التشيع فى غزة !!
ومؤخراً زار وفد من العلماء، اسماعيل هنية، فخرج فيديو للعلماء مع هنية وحفيدته محتفلاً بحفظها للقرآن (بارك الله فيها).. ظهور الفيديو كان تصرفا غريبا ومريبا، فبادر السوريون فوراً وقالوا: (ما على هذا كان الإجتماع)، إنما كان هدف الاجتماع هو تحذير حماس من خطورة ما اعلنته عن عودة علاقتها مع السفاح السورى ونهيها عن ذلك، واسرع وفد العلماء بتأكيد ذلك ببيان علني ، وزادوا أن هنية وعدهم ببحث ذلك فى اجتماع مكتب الحركة المقبل !!!
واتوقف مع بيان المجلس الإسلامى السورى وبيان العلماء، كل كلامكما عن خطورة عودة علاقة حماس مع نظام بشار
وتركتم الأصل الذى يرعى تلك المصيبة الا وهى إيران؟ فلم تذكروا ذلك فى بيانكما !!!!
نقص فى بيان كمال الحق عجيب، وحماس تتحرك لعودة علاقتها مع بشار بناء على رغبة إيرانية. ايران هى أصل الداء والمصيبة، لذلك حماس بعد ذلك الإجتماع أرسلت برقية تهنئة لمليشيات الحوثى بعيد الأضحى، فصرخ اهل اليمن المخلصين رفضاً لهذه العلاقة، بل أعلن وزير اوقاف يمنى سابق رفضه التام لحماس بسبب ماتفعله..
لذلك أقول ان رسالة العلماء فى اجتماعهم بهنية لم تكن كاملة ولم تكن واضحة وكانت ضعيفة فى معالجة أصل المصيبة، لذلك حماس لا تهتم
وترى ان رؤيتها السياسية أعلى من فتاوى العلماء الشرعية، وذلك ليس بجديد فهذه المصيبة تقترب من العشرين عاماً
وحماس مع ايران والعلماء يحذرون، وهى لا تهتم، ويخرج المبرراتية بالقول إن حكام العرب يقفون ضدها
وإن هذا أمر طبيعى و لا يعقل أن يساند ويدعم حكام العرب حركة مقاومة تسعى لتحرير فلسطين وإنهاء وجود اسرائيل التي تعد الراعى الرسمي للحكام العرب!!
وكتبت وكتب غيرى من السياسيين ان ايران لها مشروعها فى المنطقة وتستغل حماس، وايران مع امتلاكها قدرات عسكرية هائلة لم تطلق ولن تطلق طلقة واحدة على اسرائيل، وأنها تلعب بالقضية الفلسطينية لدغدغة المشاعر فقط
وأن مشروع ايران ليس القدس إنما مكة والمدينة، وقد احاطت بهما عبر سفك دماء المسلمين فى العراق وسوريا وامتدادها فى لبنان والبحرين، وأخيراً فى اليمن، ولكن حماس لا تهتم!!
وقلنا أيضا إن العلاقة الأمريكية- الإيرانية قوية لدرجة التحالف العسكرى فى احتلال أمريكا للعراق وافغانستان، ولكن حماس لا تهتم !!
المسلمون فى المنطقة العربية أمام احتلالين ايرانى واسرائيلى وبينهما عملاء..ومع ضعف القدرات والاستضعاف لأهل السنة..
المهمة الثقيلة أصبحت على العلماء المخلصين غير التابعين لدولة أو داعم فى الجهر بالحق بقوة، وإلا لن يتوقف الأمر عند مجرد أن ( حماس لا تهتم)، وستمضى في ميكافيليتها وسيسرى ذلك في الجميع، وكما قال وزير الاوقاف اليمنى على قناة الحدث : كما أن حماس لا تهتم، نحن ايضاً لا نهتم بحماس، ودم اليمنى عندى افضل من حماس والأقصى،
وبذلك يتم تدشين (دين مصلحتى) ولو خالفت الشرع، وكله تحت وهم الضرورة التي تفصم عروة أخوة المسلمين وأمة الإسلام، واول من سيتضرر من ذلك هو قضية فلسطين التى تتحد الأمة لتحريرها ولكن يبدو أن (حماس لا تهتم) !!
ممدوح اسماعيل
محام ونائب فى برلمان الثورة 2012
أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر
المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية