ممدوح اسماعيل يكتب: السنوار وعباس..عبثية أم سياسة ؟!

0 404

ذبح الإنقلاب العسكرى فى مصر الاخوان ومن تعاطف معهم من الاسلاميين والرموز المخلصة من القوى الوطنية من الشعب ولفق لهم القضايا، وكانت حماس بسبب علاقتها بالإخوان لها نصيبا كبيرا من عداء العسكر بالتشويه والحرب الإعلامية والحصار الرهيب على غزة وتلفيق قضية تخابر مع حماس والقبض على افرادها..
وقام السيسى بتشكيل محور عداء دولى ضد حماس..
وأعلن ولائه لاسرائيل فى الأمم المتحدة وتواطأ مع ترامب على صفقة القرن، لكن فجأة بعد معركة (سيف القدس) انقلب المشهد و اتسعت حدقة عينى كأنى اتابع فيلما سينمائيا.. السيناريو فيه خارج إطار الواقع، عندما شاهدت مشهد احتضان السنوار القائد الحمساوى بحرارة لافتة جدا للواء عباس كامل قائد مخابرات السيسى الذى بادله حرارة الحضن، كأنهما رفقاء سلاح قدامى كانا على الجبهة فى حرب 67 وشتتهم الحرب والتقيا بعد 50 عاما !
لا أعرف لماذا تذكرت عنوان توفيق الحكيم لمسرحية «يا طالع الشجرة».. وهو مطلع أغنية شعبية تقول: «يا طالع الشجرة.. هات لي معاك بقرة.. تحلب وتسقيني.. بالمعلقة الصيني” وقد أطلق الأدباء عليه أدب العبث وأدب اللامعقول !
رجعت ببصرى مرة أخرى ودققت فى حرارة احتضان السنوار ولهفة عباس وتذكرت العنوان الشهير لأحد الروايات ( الأخوة الأعداء) وفى نظرة أخيرة لصورة احتضان السنوار وعباس تخيلت أن كل منهما يحمل خنجرا سوف يضعه فى ظهر الآخر، ولكنى وجدت أن اياديهم تشابكت وهما يبتسمان فقلت ربما كاتب السيناريو رأى تاجيل مشهد طعن الخناجر إلى مشهد آخر..
وبينما اتجول ببصرى فى ذلك المشهد المثير لمحت قوات مصرية مفتولة العضلات تحمل اسلحتها وعليها اسم (Gis) وبالعربى جيس وحولهم أفراد حماس فقلت ربما جيس تتوقع حركة مفاجئة من حماس، وسوف ينقلب المشهد الآن، كما يحدث فى القصص المثيرة ولكن قوات جيس أوصلت اللواء عباس إلى قاعة اجتماعات ظهر فيها طرفان طرف حمساوى وطرف مخابرات سيساوى وجلسوا يتحدثون ويبتسمون واغلقوا القاعة
وانتهى المشهد.. قلت ياترى ماذا دار فى هذا الاجتماع ؟
هل هنأ عباس كامل حماس على انتصارها وقال الله اكبر ياحماس رفعتم رأسنا ووعدها بأسلحة متطورة؟
ام قام عباس فأخرج مدفع عوزى من ملابسه وقال لهم لامقاومة بعد اليوم وغزة ملك مصر لكن عبد الناصر تركها لأنه كان مشغول بأمور مهمة
ام اخرج دفتر شيكات وقال للسنوار لكم شيكات على بياض ونجيب البقرة من فوق الشجرة ونخلص
ام ان السيسى يدبر قضية تخابر لعباس كامل كما تم مع الرئيس مرسى؟
ولم لا المشهد كله كأنه ياطالع الشجرة هاتلى معاك بقرة!

لكن مشهد تصريحات السنوار بعد الإجتماع يدل على انه كان يوجد سياسة و حوار وكلام كثير وأنه تم عرض شيكات صحيح وان تكون غزة مثل دبى وان حماس رفضت.. وفضلت تكون غزة مثل غزة وبطريقة تشويقية قال السنوار تذكروا الرقم 1111 فقال المحللون انه رقم الأسرى الفلسطينيين مقابل اسرى المحتل.. وكلام السنوار يدل على ان الحضن كان سياسة والسياسة فيها اللامعقول.
فكما مدحت حماس ايران الغارقة فى دماء السوريين والعراقيين من أجل مصلحتها، فلا نستغرب مدح حماس لمصر والسيسى
وطبقا للسياسة واللا معقول: هل محتمل أن نرى خيرت الشاطر محتضنا السيسى فى يوم ما؟!!

الكثير من المعارضين المصريين سيطلقون صيحات الرفض والكراهية لمجرد تخيل هذا المشهد..ولكن البعض يقولون السياسة الآن لم يعد فيها عمر بن الخطاب، أصبحت كلها ياطالع الشجرة !
انا احب حماس واحب عمر وقد نجح وانتصر عمر..
والآن لم يعد موجودا عمر.. فهل ينتصر السنوار؟!

ممدوح اسماعيل- المحامي

برلماني مصري من نواب الشعب المنتخبين فى برلمان الثورة 2012
من أبرز وجوه التيار الاسلامي بمصر

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.