ممدوح اسماعيل يكتب: الاخوان المسلمون بين الضربات والصفقات !

0 422

تداولت أخبار نشرتها مواقع اليكترونية على لسان باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اسمه عمرو هاشم ربيع عن (وسطات قطرية تركية واتصالات مع نظام السيسى للتصالح مع الاخوان)، لكنه قال:
أن نجاح هذه الوسطات مرهون بتحوّل الإخوان لجماعة دعوية، وإقرارها بالدستور الحالي، ونبذ العنف، واعترافها بأحداث 30 حزيران/ يونيو 2013، ثم أردف أن الأجهزة الأمنية التى تحكم مصر على خلاف فى التفاعل مع هذا التصالح!
اتوقف مع هذا الكلام كالآتي :
1_ إن نشر موقع ( عربى 21 ) الذي يهيمن عليه الإخوان هذه التصريحات يحمل قدرا من المصداقية لهذا الكلام الخطير
خاصة أن الموقع لم يعقب على هذا الكلام بتصريح للإخوان، كما يقتضي ذلك العرف الصحفي لتخرج القصة متوازمة وغير مسيسة أو موجهة فى اتجاه معين !!
2_تاريخ الاخوان يحمل قدراً من الرغبة في تصديق هذا الكلام، وهذه طبيعة من يتداخل فى صراع مع سلطة
ولكن كيف؟ هذا يختلف من جماعة لجماعة، حسب قوة وحكمة القيادة !
منذ نشأة الاخوان ودخولها فى معترك السياسة والحكم منذ الإمام الشهيد (احسبه كذلك) حسن البنا رضى الله عنه ، عندما دخل الانتخابات وماتلا ذلك من أحداث مع الملك فاروق الأول ثم علاقة الاخوان بضباط 23 يوليو وماحدث من توافق وصفقات فى البداية بغض النظر عن انقلاب العسكر عليهم، ثم ماحدث مع السادات ثم مع مبارك ومبايعتهم لمبارك للولاية العظمى التى لم يجددوها بعد ذلك، ومرحلة مبارك مليئة بالصفقات والشد والجذب
ثم قيادتهم للثورة وتضحياتهم، ثم توافقهم مع المجلس العسكرى، حتى وصلنا إلى صفقة السيسى مقابل المشير ثم انقلاب العسكر عليهم بدموية رهيبة..
وأخيراً ماقاله اللواء العصار بعد مجزرة رابعة واكتوبر للدكتور عماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية في ظل رئاسة الدكتور محمد مرسى قال :
نحن نعرف الاخوان وكيفية التعامل معهم، وسيأتون إلينا ونجلس معهم يوماً ما !!
3_كلام عمرو هاشم ربيع يحمل قدر أيضاً من الشكوك في أن تكون تلك التصريحات مجرد لعبة مخابراتية لضرب كل صفوف الاخوان ببعضها البعض، خصوصا ان البنود تحمل عنوان سقوط الجماعة وركوعها، بل سجودها التام أمام العسكر وإعلان نهايتها بخلاف أن العلاقات التركية-المصرية غير جيدة، ولا تحمل أى منفذ قوى للوساطة (النزيهة)
اما القطرية فيمكن لسطوة المال القطرى ان يكون لها دور، لكن يضعفه أن مثل ذلك لا ينشر بتلك الطريقة
والامارات لاتترك منفذا لأى قرار قطرى مع مصر.
4_ البنود المنشورة من نبذ العنف وتحول الجماعة لدعوية أقر بها ابراهيم منير ومن قبله محمود حسين قطبى قيادة الانقلابات على جماعة الاخوان والمنفردين بخطوط التواصل الدولية، وتفاعلات منير وحسين منذ انقلابهم على المكتب العام تؤكد بما لايدع مجالاً للشك تواصلهم فى هاتين النقطتين..وكانت تصريحات قيادى الاخوان يوسف ندا على شبكة الجزيرة تؤكد التواصل علانية، ولكنها كانت تحمل هشاشة فى رؤية الإ\خوان فى إدارة الصراع تجعلهم فاشلين فى تحقيق ذرة نتائج إيجابية لهم، ويبقى الإقرار بدستور2014 وتمرد30 يونيو، واعتقد يقيناً أنهما أسهل شئ على منير وحسين إذا ما تم إتفاق، لكن العسكر يجيدون قراءة عقول وسلوك قيادات الاخوان والتلاعب بهم، فقد نجحوا فى ذلك منذ ثورة 25 يناير حتى حكم الدكتور مرسى حتى الإنقلاب، ثم تلاعبهم بالتواصل لتبريد ثورة الغضب على الإنقلاب، ثم تلاعبهم لتفتيت الاخوان واختراقهم بالانقسامات، وأخيراً : العسكر الآن يديرون لعبة النهاية مع الإخوان !


نهاية التنظيم
نهاية الفكر
نهاية العمل السياسى
نهاية الاخوان
ومن وراء كل ذلك إنهاء الحالة الإسلامية عامة، ولكن البعض لايفهمون ولايريدون ان يفهموا وكل همهم الارتزاق السياسى، والآن لا استبعد مطلقاً أن من الإخوان من هم على تواصل مع العسكر، لكن من يتواصلون معهم من أضعف قيادات الاخوان، وضعفهم يجعلهم يقدمون كل تنازل.
لكن من ناحية أخرى، فإن ضعفهم يجعلهم خائفين من أتباعهم ويقدمون لهم المزايا لكى يسكتوا أو يبرروا ولا ينقلبوا عليهم، لكن هؤلاء جميعآ وغيرهم مهما قالوا وقدموا تبريرات نجحوا مع العسكر فى إنهاء الثورة على خطوات متدرجة
ومكنوا لحكم العسكر وساهموا في ظلم مصر وشعبها وضرب الحالة الإسلامية الدعوية.
هؤلاء المتواصلين مع العسكر، كل ماقدموه ليس (سياسة الممكن) ولا (فن التفاوض) إنما عنوانه: الضعف الأقرب للخيانة، لكن يبقى أن غالبية قواعد الإخوان مخلصة ورافضة لما يحدث رغم قسوة ماحدث لهم من سجون وتضحيات لكنهم رافضين للتنازل عن الحق ومبادئهم.
لكن المشكلة فى قلة قليلة من الاخوان يتأرجحون بين جهل وتعاطف وارتزاق سياسى وضعف، هذه القلة تريد أى حل متهافت وبأى طريقة ممكنة أو غير ممكنة !!
لكنهم هم وقادتهم لم يتعظوا مما دار ويدور حولهم فى تونس واليمن والمغرب من إنهاء تام للاخوان، وحتى التاريخ فى مصر إن تركته، فإن خصمك لا يتركك..كما أن التاريخ في مصر يؤكد لمن ألقى السمع وهو بصير أن كل الصفقات قادت إلى ضربات ! فهل يستوعبون ؟!

ممدوح اسماعيل

محام ونائب فى برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر

المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.